هددت قيادات قبائل ورموز مثلث حلايب المتنازع عليه بين السودان ومصر باحتجاج واسع النطاق، وانتقدوا تعسف السلطات المصرية مع المتسللين من وإلى المثلث، حيث تصل عقوبة التسلل لعام كامل، مطالبين قيادة البلدين باستفتاء أهالي المنطقة. وأكد ممثل دائرة حلايب في المجلس التشريعي لولاية البحر الأحمر، التي تضم المثلث، محمود حمد الله، أن السلطات المصرية التي تفرض سيطرتها على المنطقة تعتقل حالياً أكثر من ثلاثين من العبابدة والبشاريين بتهمة التسلل، يواجهون أحكاماً بالسجن لمدة عام. وقال حمدالله لشبكة الشروق اليوم، إن المتسللين يحاولون التواصل مع أسرهم شمال وجنوب خط 22، حيث أقامت القوات المصرية سياجاً بالأسلاك الشائكة يمتد ثلاثة كيلومترات من ساحل البحر وحتى سلاسل الجبال. فرار 200 أسرة من حلايب وكشف ممثل حلايب بتشريعي البحر الأحمر أن الأسر التي اضطرت للفرار من مثلث حلايب منذ نشوب الأزمة في 1993م وصل عددها إلى أكثر من مائتي أسرة نزحت إلى بورتسودان وبلدتي "أوسيف وقباتيت"، 30 كلم جنوبي السياج المصري. ودعا حمدالله القيادتين السودانية والمصرية، لوضع معاناة إنسان حلايب في الأولوية والاحتكام لتسوية تحسم الملف، مقترحاً استفتاء الأهالي بين التبعية للسودان أو مصر. وتبلغ مساحة مثلث حلايب 20,580 كم2 ويقع على البحر الأحمر، وتوجد بالمنطقة ثلاث بلدات كبرى هي حلايب وأبو رماد وشلاتين، وحالياً تضمن حلايب ضمن جغرافيا السودان في خريطة العالم. وضمت اتفاقية الاحتلال البريطاني عام 1899 المناطق من خط عرض 22 شمالاً لمصر، لكن في 1902 قامت المملكة المتحدة، التي كانت تحكم البلدين حينذاك بجعل مثلث حلايب تابعاً للإدارة السودانية بحكم قربه للخرطوم. تحذيرات من البشاريين من جانبه حذر ناظر عموم قبائل البشاريين الضو أحمد كرار من أن تضطر قبائل المنطقة إلى تصرفات سالبة، وزاد: "يبدو أن الصمت أصبح غير مجدٍ". وقال الناظر لشبكة الشروق، إن سجون السلطات المصرية في حلايب يقبع فيها متسللون من العبابدة والبشاريين منذ أكثر من عام، وإن بعضهم يعاني من أمراض تحتاج إلى رعاية طبية، وطالب القيادة المصرية بمحاكمتهم أو الإفراج عنهم. وكان السفير السوداني بالقاهرة عبدالرحمن سر الختم أكد أمس أن الرئيسين السوداني عمر البشير والمصري حسني مبارك، اتفقا في لقائهما الأخير بشرم الشيخ، على هامش القمة الأفريقية الصينية، على حسم نزاع حلايب، على أن تكون منطقة تكامل بين البلدين، موضحاً أن الأيام المقبلة ستشهد ترجمة لهذا المقترح على أرض الواقع.