حاسبات الكل في واحد هي عبارة عن حاسبات يضم جسم شاشتها كل المكونات التقنية. ولا يُعد مفهوم هذه الحاسبات التي تعرف اختصاراً ب AIO مفهوماً جديداً؛ حيث طرحت شركة آبل منذ عدة سنوات حواسب iMac الشهيرة التي تقوم على نفس الفكرة وحققت الشركة من ورائها أرباحاً طائلة. كما أن حاسبات الكل في واحد التي تعمل بنظام التشغيل "ويندوز" يتم طرحها في الأسواق بصفة مستمرة. وفي الوقت الحالي يغزو الأسواق جيل جديد من حاسبات الكل في واحد. وتمتاز موديلات الجيل الجديد عن موديلات الأجيال السابقة بأنها مُزودة بتقنية اللمس التي تتيح للمستخدم إمكانية التحكم في الحاسب بتحريك أصابع يده على الشاشة، على سبيل المثال لاستدعاء متصفح الإنترنت أو فتح نافذة والكثير غير ذلك. ما هي مميزات تقنية اللمس؟ يجيب على هذا السؤال ديرك نوينآير مدير التسويق بشركةMSI للتكنولوجيا بالقول :"إن الاستخدام المباشر والحدسي غالباً بالإصبع يمتاز في كثير من المجالات بأنه أسهل وأسرع من الفأرة ولوحة المفاتيح، فبفضل هذه التقنية يمكن للمستخدم مثلاً تصفح مواقع الإنترنت وتكبير وتصغير حجم النافذة بإصبعه بكل سهولة ويسر"، موضحاً أن مفهوم الاستعمال المباشر من شأنه توسيع قاعدة مستخدمي الحواسب واستهداف شرائح جديدة منهم، بما في ذلك الجيل الذي لم يكن الحاسب منتشراً في عصره. ولماذا انتشرت مثل هذه الأجهزة مؤخراً فقط؟، بفضل "ويندوز 7" أصبح يتوافر الآن نظام تشغيل مصمم في الأساس ليتوافق مع تقنية اللمس. ومن أمثلة الحاسبات التي تستفيد من هذه الميزة جهاز Aspire Z5610 من شركة Acer. وبحسب رغبة المستخدم يمكن تزويد هذا الجهاز الذي يحتوي على شاشة 23 بوصة مقاس 16:9، بمعالج ثنائي النواة أو رباعي النواة وبذاكرة رئيسية DDR3 بسعة تصل إلى 8 غيغابايت. ويضم الجهاز بطاقة الرسوميات ATI HD4570 بسعة 512 ميغابايت. كما يشتمل الجهاز على منفذ 802.11N لشبكة WLAN اللاسلكية وموالف تلفاز هجين. أما حاسب الكل في واحد Wind Top AE2220 Multitouch من شركةMSI فهو مجهز بشاشة يبلغ قطرها حوالي 55 سنتميتراً وبكاميرا ويب مدمجة. كما يشتمل على شبكة WLAN اللاسلكية وقرص صلب سعة 640 غيغابايت ومشغل أقراص DVD Super Multi ومدخل HDMI وكذلك قاريء بطاقات 6 × 1. أما القلب النابض لهذا الجهاز فهو معالج إنتل ثنائي النواة يدعمه كل من ذاكرة رئيسية بسعة 4 غيغابايت ومعالج بطاقة الرسوميات ION من شركة Nvidia. وبالطبع يعمل الحاسب بنظام التشغيل ويندوز 7، ويتم توريد فأرة لاسلكية ولوحة مفاتيح مع الجهاز. وليست شركتا MSI و Acerهما الوحيدتان اللتان تقدمان حواسب الكل في واحد العاملة باللمس، حيث تقدم أيضا HP و Medion حواسب تعمل بنفس التقنية. وعن الموديلات التي تقدمها الشركتان يقول أندرياس كوخ من مجلة «عالم الكمبيوتر» الصادرة بمدينة ميونيخ جنوبي ألمانيا :"تشتمل الأجهزة في الغالب على كاميرا ويب مدمجة وميكروفون، وغالباً ما يتم توريد عناصر إدخال لاسلكية معها للقضاء على فوضى الأسلاك". ولا ينبغي المساواة بين حاسبات الكل في واحد الحديثة العاملة باللمس وبين مثيلاتها الأقل سعراً والتي غالباً ما تكون قائمة على تقنية أجهزة النت بوك. ويشير كوخ إلى أن الأجهزة التي تستخدم مكونات النت بوك لا تكون عالية الأداء. أما أجهزة AIO الحديثة فتمتاز بقدرتها العالية بصورة واضحة، حتى في الموديلات التي تحتوي على بعض المكونات الصلبة المصممة أساساً للاستخدام في أجهزة النوتبوك. ومن خلال استخدام معالجات نوتبوك أقل في القدرة ولكنها قليلة التعرض للسخونة، أمكن التوفير في المساحة المخصصة للمروحة. وتتيح هذه الأجهزة إمكانية تنفيذ مهام الحاسب التقليدية مثل كتابة رسائل البريد الإلكتروني وتصفح الإنترنت بكل سهولة ويسر، كما أنها مناسبة لمعالجة الصور والفيديو بدرجة الوضوح الطبيعية. وأوضح كوخ أن هذه الأجهزة لا تصلح لتحرير مقاطع وأفلام الفيديو بدرجة وضوح عالية HD. ومن العيوب الأخرى التي تنطوي عليها حاسبات الكل في واحد أن إمكانية تعديل مكوناتها أو زيادة قدراتها محدودة. وعن العيوب الأخرى تذكر شركة MSI :"أن المكونات الصلبة لأجهزة AIO متوافقة مع بعضها البعض، لذا فإن إمكانية تحديث النظام تكون محدودة". غير أن كوخ يؤكد على أنه يمكن في المعتاد استبدال القرص الصلب والذاكرة الرئيسية بسهولة ويسر. وتجدر الإشارة إلى أن وظيفة اللمس لها حدود تعمل في نطاقها، فهي لا يمكن أن تغني عن استعمال الفأرة ولوحة المفاتيح تماماً. وتؤكد شركة MSI على هذه الحقيقة :"إذا كان المستخدم يكتب رسالة بريد طويلة نسبياً أو يكتب مقالاً، فيستحسن أن يستخدم لوحة المفاتيح التقليدية، لذا تُعد تقنية اللمس حتى الآن إمكانية إضافية لعناصر الإدخال المستخدمة حالياً".
