تتسبب دائماً المشاكل والأحداث التي تطفو على سطح المجتمع السوداني في افراز بعض الطرائف والحكاوي المضحكة التي تلتصق في مداها القصصي بتلك الأحداث.. وقضية الكلاب الهجين أو الكلاب الضالة.. صارت اليوم من أكبر وأهم الأحداث التي تستحوذ على اهتمام كل الناس.. وصارت المجالس تتناقل القضية في شىء من الخوف والهلع.. خصوصاً بعد أن قامت تلك الكلاب الغريبة بالهجوم على عدد من الأشخاص.. تاركة تذكاراً سيئاً في أجساد الكثيرين منهم.. قصة الكلاب الهجين شكلت هاجساً كبيراً للأسر السودانية بحيث صار الخروج أو العودة في منتصف الليل ضرباً من ضروب «الرجولة».. الحقيقية.. ان لم يكن الانتحار.. ولعل ذلك أفسح لكثيرين من مروجي الاشاعات اطلاق شائعة المرأة الملثمة أو ما أسموها «عشة أم ضنب».. التي ظهرت في وقت لا يسمح بتكذيب الشائعة جراء ذلك الرعب الذى خلقته الكلاب الهجين.. حي مربع «8» بامتداد ناصر بالخرطوم استيقظ على صراخ امرأة أكدت انها شاهدت كلباً هجيناً يمر بجانبها وبين فكيه «جرو» صغير مما دفع الأهالي لحمل اسلحتهم البدائية.. ومطاردة ذلك الكلب ومحاصرته في احدى المجارى.. ليتضح فيما بعد انه أحد كلاب «الفريق» يقوم بنقل جروه الصغير من مكان لآخر.. أما حاجة «بتول» احدى مواطنات مدينة أم درمان.. فقد قامت بطرد الكلب الأليف الذى جلبه ابنها الأصغر لتربيته.. وتعللت بأنه قد يفترسهم في الليل.. مما تسبب للكلب المسكين بالتشرد في الشارع العام.. الأطفال أيضاً لم ينجوا من مسلسل ذلك الرعب.. فتحولت العلاقة الودودة بينهم وكلاب «الفريق» الى علاقة حذرة تسودها أجواء الرعب.. وليس ببعيد عن الأذهان منظر ذلك الطفل الصغير الذى راح يركض في سرعة وهو يصرخ في رعب: «عشة أم ضنب جااااتكم» ليتجمهر الحي ويكتشفوا ان ذلك الشىء ما هو الا احد الكلاب الأليفة والمسالمة التي تحاول دائماً اللعب مع الأطفال..! الشارع السوداني هذه الأيام يرفع شعاراً غريباً مفاده «احترس أمامك كلب» بغض النظر عن نوعه سواء كان هجيناً أو كلب «فريق» سوداني اصيل.. مما ينذر بحلول كارثة اجتماعية حقيقية لو لم يتم تدارك الأمر بالصورة المثلى.. وهذا ما أكد عليه عدد من المواطنين الذين أكدوا التزامهم بمنازلهم خوفاً من تلك الكلاب الطليقة.. وتبقى قصة حاجة «عشة» بمنطقة «برى» هي الأطرف.. حيث تعاني هذه الأيام من نفور الأطفال من حولها بسبب اسمها الذى ارتبط في أذهانهم بعشة أخرى ذات «ضنب».. هي في الغالب الأرجح تسمية جديدة لتلك الكلاب الهجين.. الخرطوم: احمد دندش