سنقاوم الوحدة الزائفة ... جملة يرددها تجمع جديد لمثقفين وشباب جنوبيين ينشطون هذا الأيام بالولايات الجنوبية وتجمعات الجنوبيين بالشمال لإقناعهم بخيار الانفصال عن الشمال بدل الوحدة بين شطري السودان. وبعيدا عن منبر السلام العادل في شمال السودان الذي يطرح هو نفسه فكرة الانفصال، اتجه الجسم الجنوبي الجديد لمخاطبة فئات الشباب والطلاب والمرأة بضرورة الانفصال بعيدا عما يسميها مزايدات سياسية، مما يعني أن الدولة السودانية لم تعد قادرة على مجاراة قطار الانفصال الذي ينطلق لنهاية رحلته بسرعة فائقة. وأجمع عدد من قادة التجمع الجديد ممن استطلعت الجزيرة نت آراءهم على ضرورة تعبئة شعب جنوب السودان للتصويت لخيار الانفصال بعد أن ولّى زمن الوحدة، حسب قولهم. عدم مواءمة ويرى الأمين العام ل"حركة شباب من أجل الانفصال" بودا جون أن ليس بالإمكان المواءمة بين الشمال والجنوب بعد الآن، مشيرا إلى أن الحركة الجديدة ليست ردة فعل على نشاط منبر السلام العادل الذي يدعو للانفصال في الشمال، "لكنها مجموعة منظمات مجتمع مدني ونشطاء وساسة تنادوا لتعبئة وتنوير الجنوبيين في الداخل والخارج للتصويت لخيار الانفصال". ودعا في تصريح للجزيرة نت الجنوبيين إلى الخروج في مسيرات سلمية لحث الجنوبيين على التصويت على خيارهم الأول، لافتا الانتباه إلى ما سماه "معاناة المواطن الجنوبي من الاضطهاد والتهميش والظلم". وقال إن الجنوبي سيختار الانفصال "لأن عهد الوحدة قد فات أوانه ولم يعد مقبولا من فئات كثيرة داخل الكيانات الجنوبية المختلفة". الشماليون بالجنوب وتوقع أن يكون المواطن الشمالي في الجنوب بمأمن باعتباره من رعايا دولة جارة "بل لن نسمح بأن يمسه سوء مهما كانت الأسباب". واتفق عضو التنظيم جوزيف كليتو مع ما ذهب إليه بودا من فقدان دعاة الانفصال أي أمل في الوحدة، بينما يرى آخرون أن الانفصال ربما يجنب الطرفين الاقتتال والحرب. وقال للجزيرة نت إن الكيان الجديد ربما يكون موازيا لهيئة دعم الوحدة التي كونها الرئيس البشير بعيد إعلان فوزه بالانتخابات الماضية، "فنحن نطلق دعوة مبكرة للتصويت لانفصال سلمي يفضي إلى دولتين تعيشان في جوار أخوي". وقال إن الجنوبيين يرون أن المؤتمر الوطني فشل في جعل خيار الوحدة جاذبا، وأضاف أن الحركة الشعبية ما زالت ملتزمة بوحدة السودان الجديد، دون أن تحجر على الداعين للانفصال. تعبئة الجنوبيين ومن جهته أكد رئيس تجمع شباب الحركة الشعبية لتحرير السودان أكول بول أن التنظيم الجديد يعمل لتعبئة الجنوبيين للتصويت لخيار الانفصال، نافيا أن يكون ردة فعل لمنبر السلام العادل، التنظيم الشمالي الذي ينادي هو الآخر بفصل الجنوب، "لكنه نتاج طبيعي لممارسات المؤتمر الوطني والكيان الشمالي قبل الحرب وبعدها". وأعلن استمرار الحملة حتى تصل لكل الجنوبيين في الخرطوم ودول المهجر، مشيرا إلى أنه ليس هنالك ما يغري الجنوبيين بالتصويت لخيار الوحدة. وقال "نعلم أن ليس هنالك ما يؤكد أن لدى المؤتمر الوطني والشماليين الرغبة في تأسيس مشروع قومي وطني يستوعب كل شعوب السودان على اختلاف لغاتها وعرقياتها ودياناتها". وحول وجود المواطنين الشماليين في الجنوب، اعتبر أن الجنوبي في الخرطوم سيعامل كأجنبي، وكذلك الشمالي في الجنوب "سيعامل كما يعامل كافة الرعايا الأجانب في الدولة".