المهرج باقان أموم يطير إلى واشنطن وهناك يفعل ويقول أي شيء باسم الحركة دون الحاجة للرجوع لرئيسه سلفاكير .. إنه ليس بحاجة لذلك وقائد الحركة نفسه يتراجع عن خطه لصالح خط وتيار باقان ولا يتردد في أن يمشي بدون حساب على خطاه ويقولها جهراً بالخرطوم: «إنني غير راغب في دعوة الجنوبيين للتصويت للوحدة».. إنه التراجع الغريب من القائد الذي وقف أمام الناس، ونقلت الكاميرات تأكيداته بأنه مع الوحدة وأنه سيصوت لها... إنها المفارقات في حياة رجل نعتقد بحكم موقعه أنه يجب أن يمشي الجميع خلفه وليس العكس.. المهم أن سلفاكير تراجع ليقف خلف باقان، وقال إنه غير راغب في الدعوة للوحدة في تصريح يشكِّل تصادماً لما نصًّت عليه الاتفاقية بإلزامها للشريكين بالعمل على جعل خيار الوحدة جاذباً.. وليس هذا فحسب، إنما سمح رغماً عن أنه المسؤول عن تنفيذ الاتفاقية من جانب الحركة كرئيس لها ورئيس لحكومة الجنوب بأن يتحول الجنوب إلى ساحة للدعوة للانفصال. فقد أوردت الجزيرة نت أن جملة «سنقاوم الوحدة الزائفة» يرددها تجمع جديد لمثقفين وشباب جنوبيين ينشطون هذه الأيام بالولايات الجنوبية وتجمعات الجنوبيين بالشمال لإقناعهم بخيار الانفصال عن الشمال. ويقول ما يُسمى أمين عام حركة «شباب من أجل الانفصال»: إنه ليس بالإمكان المواءمة بين الشمال والجنوب بعد الآن».. وليس هذا فحسب، بل يدعو مسؤول رسمي كبير هو حاكم ولاية الوحدة تعبان دينق الطلاب في بانتيو للعمل على الانفصال من أجل الحرية والرفاهية والتنمية المستدامة. ويتوعد كل من يعيق التصويت لصالح الانفصال برشه بالدم، وكذلك فعل محافظ ملوط لدى زيارته للمدارس لحث الطلاب على تحريض أهاليهم للتصويت على الانفصال كي لا يكونوا مواطنين من الدر جة الثانية بحسب زعمه.. ولا ندري ما وراء تراجع القائد الذي لو حسب مآلات خيار الوحدة مقارنة بمآلات خيار الانفصال، ولو حسب الآثار الإيجابية عليه شخصياً وعلى تجربته كقائد لما قال لن أدعو الجنوبيين للتصويت للوحدة.. فالر جل إن تم الانفصال سيكون المتضرر الأول هو الجنوب وليس الشمال كما يظن باقان ومن معه.. فالشمال لا يريد الوحدة من أجل مصالح فهو يدري عبء الجنوب عليه ولكنه من نظرة عاطفية يريد وحدة الوطن بعد أن امتزج أبناؤه وانصهروا اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً وصار الانفصال صعباً، فهو إذا ما تم سيحوِّل عدداً كبيراً من أهل الجنوب الموجودين بالشمال إلى لاجئين.. كما يحدث في الجنوب تعقيدات لا تمكِّن سلفاكير من قيادة قبائل لا تلتقي ولا تتفق على الحركة وتقاتلها الآن قبل الانفصال. كما لا يملك الجنوب مقومات الدولة مهما زين له أعداء الوحدة. ونقول: إن على سلفاكير أن يحسبها صاح قبل أن يجره تيار الانفصاليين أكثر في خطهم بلا حساب، ويكون الخاسر هو أبناء الجنوب الذين لا يخدمون أجندة خارجية.