في زيارة مفاجئة نهار أمس لتفقد أحوال مرضى مستشفى بحري والمعايدة عليهم، اخترنا عنبر باطنية والذي مفترض فيه أن يستقبل الطوارئ والاصابات. قبل أن نصعد السلم فاحت رائحة عفنة جداً تزداد بمتوالية هندسية طردية كلما صعدنا إلى أعلى درجتين زادت الرائحة الكريهة أربعة درجات، وفي الدرجة العاشرة كانت رائحة الجثة مائة على مقياس مشرحة الخرطوم. سألنا إحدى العاملات ونحن متخفين حيث أدعينا أننا في زيارة لمريض رغم أننا بالفعل عاودنا مرضى من أهلنا الغبش سائلين الله أن يشفيهم، سألنا العاملة ماذا وراء هذا الرائحة الكريهة؟ قالت في هذا العنبر كان هناك مريض سكري يرقد لوحده ، مات هنا حتى فاحت رائحته!! نعم إن كل العنبر منذ ايام العيد الأولى وحتى أمس تفوح منه رائحة جثة! حتى أن العاملة ظلت على الدوام تبخ في حاجة كدة حتى تقلل من رائحة الميت .. بدون فائدة. إن أيام العيد شهدت مهازل داخل مستشفى بحري ، هذا ما جاء على لسان المواطنة أريج عثمان. بعض المرضى يرقدون على الارض .. المتابعة ضعيفة حيث افادت أريج بأنها دخلت في مشكلة مع الممرضات بعد أن فشلت في ايجاد الطبيب بسبب عدم وجود من يتابع حالة مريضها وهي مصابة بضعف في وظائف الكلى وسكري وملاريا. رغم آلام المرضى فإن بعض الممرضات إنزوين في ركن قصي وهاك يا حنة !! وياريت لو كان في خمرة ودلكة حتى تخفف رائحة الجثة. الفحص بقروش والعلاجات بقروش .. يا وزير الصحة .. أقلاها إقالة المدير .. وحبذا لو استقلت أنت يا سيادة الوزير ..!