مرة اخرى بعد أقل من شهر على ارتفاع الكثير من السلع والمنتجات المستوردة على خلفية الزيادة على الرسوم الجمركية، شهدت الاسواق ارتفاعاً في معظم اسعار السلع المستوردة. وكشفت جولة «الرأي العام» بأسواق الخرطوم عن زيادة كبيرة في السلع المستوردة من الأجهزة الالكترونية والكهربائية والاثاثات والملبوسات الجاهزة ومدخلات صناعة التبغ «السجائر» والاواني المنزلية والاكسسوارات. وعزا المستوردون والتجار الزيادات في الاسعار الى شح النقد الأجنبي «الدولار» وارتفاع اسعاره الى أكثر من «3» جنيهات و «20» قرشاً، لينعكس ذلك مباشرة على كافة اسعار السلع المستوردة اضافة إلى الزيادات في الرسوم الجمركية. ويقول حمدي عبد اللطيف- مستورد أقمشة وملبوسات جاهزة، ان الارتفاع الاخير في اسعار السلع المستوردة يعود إلى تفاقم ازمة الدولار بعد ان وصلت إلى مرحلة حرجة ليقفز الى أسعار خرافية غير مسبوقة في السنوات الاخيرة مما كان له التأثير المباشر على السلع المستوردة كافة بارتفاع الأسعار من جانبه عزا من العشا عضو اتحاد المستوردين الزيادة في اسعار السلع والمنتجات المستوردة المختلفة الى الزيادات الكبيرة في اسعار صرف الدولار مؤخراً، وقال: ارتفاع الدولار طبيعي جداً ان ينعكس على السلع المستوردة، واشار العشا إلى أن زيادة الدولار جاء نتيجة للسياسات التي اتخذتها الحكومة للتقليل من الواردات لتشجيع الصناعات المحلية وزيادة الصادرات. وطالت موجة الغلاء السلع الرأسمالية ومدخلات الانتاج بسبب تأثرها بتأرجح الدولار. ويوضح دكتور حافظ ابراهيم - الخبير الاقتصادي - ان السلع الرأسمالية هي تلك السلع التي يمكن شراؤها لمزاولة عمل ما ولا يمكن ممارسة العمل بدونها كما أنها تستخدم لانتاج سلع أخرى او تقديم خدمات ذات نوعية متميزة وتمتاز بارتفاع قيمتها بمعنى انها تدخل في تأسيس المصانع كافة. وحسب معلومات صادرة من وزارة الاستثمار فان السلع الرأسمالية تتمثل في الماكينات بأنواعها والمعدات وآليات انشاء المصانع. وقال مصدر بوزارة الاستثمار - فضل حجب اسمه - انه تم اعفاء السلع الرأسمالية من الجمارك وذلك تشجيعاً للاستثمار الصناعي باعتبار انها تدخل ضمن مكونات المشروع الاستثماري وقطع بعدم تأثرها بالدولار في المدى القريب.