كشفت الحكومة رسمياً عن التفاصيل الكاملة لحادثة قصف العربة «السوناتا» في مدينة بورتسودان مساء الثلاثاء الماضي. وقالت إنه في تمام الثامنة وخمس دقائق من مساء ذات اليوم، هاجمت طائرتان إسرائيليتان من طراز أباتشي A64-AH أمريكية الصنع، سيارة من طراز «سوناتا» بالرقم 42913 خ/ 3 على بعد «15» كيلومتراً جنوب مدينة بورتسودان، كان على متنها مواطنان سودانيان، وأدى قصفها لتدميرها بالكامل. وأوضح بيان من الخارجية أن الطائرتين أطلقتا وابلاً من الصواريخ على السيارة من رشاشات أمريكية طراز «30» ملم و «230» ملم، و «16» صاروخاً ماركة هيل فاير hell fire وصواريخ AGM 114 ، ووجدت في مكان الحادث ثلاثة صواريخ لم تنفجر، وعدد كبير من المقذوفات والقذائف المضادة للدبابات والبشر، وكذلك رشاش أمريكي الصنع عيار «30» ملم. ولفت البيان إلى استخدام الطائرتين الإسرائيليتين المعادتين اللتين جاءتا من جهة البحر الأحمر، مجال الطيران الدولي المدني قبالة مطار بورتسودان، كما استعملتا تقنيات متقدمة للتشويش على الرادارات السودانية المنصوبة في المنطقة. ولفت البيان إلى أن السودان طلب عقد اجتماع عاجل على مستوى المندوبين الدائمين لمنظمة المؤتمر الإسلامي لمناقشة الاعتداء الإسرائيلي. كما شرع في اتخاذ الخطوات اللازمة لتقديم شكوى ضد إسرائيل أمام مجلس الأمن، وقالت وزارة الخارجية إنها ستشرع منذ اليوم في عقد سلسلة من الاجتماعات واللقاءات مع سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وسفراء المجموعات الجغرافية، المختلفة لشرح طبيعة العدوان، وتمليك الدول المعنية المعلومات الضرورية والأدلة الثابتة حول هذا الأمر. ومن ناحيته أكد الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع، أن الحكومة راجعت كل الإجراءات المطلوبة لتأمين الشرق. وقال إنها ستواصل هذه الإجراءات. وهتف عبد الرحيم خلال وجوده أمس بسرداق العزاء في بورتسودان مع المعزين بوجود موساد في الداخل قائلاً «موجود موجود». وأقرَّ بصعوبة تأمين الساحل، قائلاً: «صحيح نحن عارفين إنه ساحل ممتد وطويل جداً، ومن الصعوبة نقدر نسمكره». وتابع: «لكن بنخلي الحكاية بعد كده ليها ثمن، ولن تكون بدون ثمن، وسيكون الثمن فيها غالياً». وأكد أن دماء الشهيدين لن تذهب هدراً، ودعا لهما بقبول الشهادة ولذويهما بالصبر وحسن العزاء. وقال «ضربونا لأننا انتهجنا الشريعة».