الجزائر (رويترز) - قالت وزارة الداخلية الجزائرية إن هجوما بقنبلة شرقي الجزائر العاصمة يوم الثلاثاء أسقط 43 قتيلا وأصاب 45 شخصا في أحد أدمى الهجمات منذ سنوات في البلاد. وذكرت الوزارة في بيان نقلته وكالة الانباء الجزائرية أن الهجوم استهدف مدرسة لتدريب قوات الامن في بلدة ايسر الواقعة على بعد 55 كيلومترا شرقي الجزائر العاصمة. واوضحت الوزارة ان 42 من القتلى مدنيون بالاضافة الى احد افراد قوات الامن. واضافت ان 13 من المصابين من قوات الامن فيما البقية من المدنيين. جاء التفجير في اعقاب العديد من الهجمات لجناح القاعدة في شمال افريقيا لكن لم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن الهجوم. وكان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي أعلن مسؤوليته عن العديد من الهجمات في الماضي بما في ذلك الهجوم المزدوج على مكاتب الاممالمتحدة ومبنى محكمة في الجزائر العاصمة في ديسمبر كانون الاول عام 2007 والذي أسفر عن سقوط 41 قتيلا بينهم 17 من موظفي الاممالمتحدة. وقال شهود عيان إن هجوم يوم الثلاثاء نفذه مفجر انتحاري صدم بسيارته الملغومة مجموعة من الشبان يأملون في الالتحاق بصفوف قوات الامن كانوا مصطفين للدخول الى مدرسة لخوض الاختبارات المؤهلة. وقال شاهد عيان بالهاتف "معظم القتلى شبان تتراوح اعمارهم بين 18 و 20 عاما. كانوا يقفون في طابور انتظارا لدخول مدرسة لخوض اختبارات التجنيد عندما قتلهم الانفجار دون تمييز." واضاف "دمر انفجار السيارة جزءا من السياج الخارجي للمدرسة واحدث حفرة كبيرة في الارض على بعد ثلاثة امتار من البوابة الرئيسية." واوضحت وكالة الانباء الجزائرية ان الانفجار دمر واجهات العديد من المنازل والمباني بالقرب من المدرسة واحدث اضرارا بسيارات وغيرها من المركبات على الطرق القريبة مما اسفر عن اصابة العديد من الركاب. ويقول محللون إن كثيرا من الشبان الجزائريين يرون الوظائف العسكرية فرصة لحياة افضل وسط المنافسة الشرسة على "قلوبهم وعقولهم" بين جيش البلاد القوي والاسلاميين المتشددين. وفي الشهور الاخيرة وقعت العديد من الهجمات في المنطقة الجبلية شرقي الجزائر العاصمة والتي نفذها تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي الذي يقاتل لاقامة دولة اسلامية متشددة في البلاد التي تعد موردا رئيسيا للنفط والغاز لاوروبا. وللتنظيم صلات بمن يحملون نفس الفكر من المتشددين في دول المغرب الاخرى وهو اكبر جماعة متمردة في بلد يسكنه 34 مليون نسمة يتعافى حاليا من صراع استمر لاكثر من عشر سنوات مع المتمردين الاسلاميين بدأ عام 1992 . وذكرت صحف جزائرية أن متشددين على صلة بتنظيم القاعدة قتلوا ثمانية من رجال الشرطة وثلاثة جنود ومدنيا في كمائن متتالية نصبت في شرق الجزائر يوم الاحد. وقالت صحيفة الوطن ان ضحايا الكمين الاول قتلوا بالرصاص ثم ذبحوا. وقتل مهاجم انتحاري بسيارة ملغومة ستة مدنيين في زموري الواقعة أيضا شرقي الجزائر العاصمة في العاشر من أغسطس اب في هجوم على ثكنات تابعة لخفر السواحل ومركز متاخم لقوات الامن. وقالت الحكومة إن الهجوم ربما كان هجوما ثأريا بعد كمين نصبه الجيش وأسفر عن مقتل 12 متشددا في منطقة القبائل الجبلية منذ ليل السابع من أغسطس وحتى الثامن من أغسطس. وكانت صحف ذكرت أن الكمين كان جزءا من ملاحقة الجيش للمتشددين الذين شنوا هجوما انتحاريا بسيارة ملغومة أسفر عن اصابة 25 شخصا في بلدة تيزي وزو شرقي الجزائر العاصمة في الثالث من أغسطس. وأعلن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي مسؤوليته عن هذا الهجوم. ولم تعلن على الفور اي جهة مسؤوليتها عن هجوم العاشر من اغسطس اب او عن تلك الهجمات التي اوردتها صحيفة الوطن يوم الثلاثاء. ويقول المحلل السياسي محمود بلهيمر انه يتعين القلق بشأن الوضع الامني الان وعدم التقليل من التهديد الارهابي مثلما تفعل السلطات. واضاف ان هجوم يوم الثلاثاء اظهر ان المتمردين يضربون بجذورهم في الارض ويمكنهم فيما يبدو ضرب اهداف مهمة. وبدأ الصراع في الجزائر عام 1992 عندما الغت الحكومة التي يدعمها الجيش انتخابات تشريعية كان حزب اسلامي متشدد في طريقه للفوز بها. ولقي نحو 150 ألف شخص حتفهم خلال أعمال العنف التي تلت ذلك. وانحسر سفك الدماء في السنوات الاخيرة وأطلقت الحكومة عام 2006 سراح أكثر من ألفي متشدد اسلامي سابق بموجب عفو صدر لانهاء الصراع. لكن الحكومة ما زالت تحارب عدة مئات من المتشددين المتمركزين في منطقة القبائل والذين تبنوا اسم تنظيم القاعدة العام الماضي بعدما كانوا يعرفون باسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال. وقال عبد الملك دروكدال زعيم التنظيم لصحيفة نيويورك تايمز الشهر الماضي ان عددا متزايدا من الشباب من أنحاء المنطقة ينضمون الى التنظيم بسبب الفقر والغضب مما وصفها بحرب يشنها الغرب على الاسلام.