كشفت حكومة دولة جنوب السودان عن مبادرة دفعت بها الحكومة السودانية حول التعاون في مجال البترول بحيث تمد جوباالخرطوم بالخام مقابل اعادته مكرراً ،وطالبت في الوقت نفسه الشمال بحل قضية اغلاق الحدود امام البضائع قبل رحلة الرعاة الشماليين للجنوب والمحددة بشهر ديسمبر،ولوحت بالمعاملة بالمثل ومنع مايقارب الستة ملايين رأٍس من المواشى من الدخول للجنوب . وقال وزير التجارة والاستثماربدولة الجنوب قرنق دينق ل»الصحافة « ان عملية التبادل التجاري بين الشمال والجنوب معدومة تماما، ولاتوجد مبادرات من الجهتين باستثناء مبادرة خاصة بالتعاون في مجال البترول، وذكر ان وفداً من وزارة الطاقة والتعدين بحكومة السودان زار جوبا الاسبوع الماضى وبحث التعاون بين وزارتي الطاقة بالبلدين ،وطرح امكانية التعاون في مجال البترول بحيث يمد الجنوب، السودان بالخام بهدف استخدامه في مصفى والاخير يمد الجنوب بالمواد البترولية المكررة، واشار الي ان الطرفين اتفقا على دراسة المبادرة، واكد قرنق ان المبادرة ستكون في مصلحة الطرفين ،مبيناً انها ستضمن للسودان استمرار عمل المصافي . وانتقد قرنق استمرارالخرطوم في اغلاق الحدود مع الجنوب امام حركة البضائع منذ مايو الماضي،ورأى ان الخطوة فوتت على الشمال مبالغ كبيرة من العملات الصعبة، وقال ان الجنوب يستورد شهريا بضائع بمبالغ تتجاوز المائة مليون دولار، موضحاً ان الجنوب قبل قرار الايقاف كان حجم استيراد البضائع من الشمال يمثل 85% ،وان بلاده تستورد حاليا 95% من البضائع من دول شرق افريقيا والدول الابعد منها، الي جانب دول الخليج و5% فقط تأتي من الشمال عبر التهريب، وقال ان البضائع تتكدس حالياً في ميناء كوستى،مبيناً ان الخطوة تأتى خصما على المواطنين، وقال قرنق ان استمرار الوضع على حاله يمكن ان يتضرر منه عدد مقدر من المواطنين لاسيما وانه في شهري ديسمبر ويناير المقبلين يفترض ان يدخل الرعاة للجنوب، واذا لم تعالج القضية قبل تلك الفترة ونسبة للضغوط السياسية التي يواجهها الجنوب ستقود للمعاملة بالمثل واغلاق الحدود امام الرعاة. واضاف ان هناك قرابة الستة ملايين رأس تدخل للجنوب سنويا للرعى» مؤكداً استعداد الجنوب للتعامل تجاريا مع الشمال.