أيام الحرب الكلامية بين السودان وتشاد قبل عامين أو يزيد قليلا، كان من الأسهل لوسائل الإعلام والصحف المحلية في الخرطوم، الاتصال بوزير الإعلام التشادي أحمد حسين في انجمينا للحصول على تصريحات، من الاتصال بوزير إعلامنا الزهاوي إبراهيم مالك أو وزير الدولة آنذاك د.كمال عبيد.. ونجحت- إلى حد كبير- وزارتا الخارجية والدفاع بتوضيح الحقائق والتصدي للاتهامات التي توجهها وزارة الإعلام التشادية ضد السودان، كما لعب القيادي في المؤتمر الوطني ربيع عبد العاطي دورا مهماً لوكالات الأنباء العالمية بجاهزيته للإجابة على الاستفسارات وإعطاء التصريحات في أي زمان وأي مكان، في ظل تمنع معظم قيادات الوطني من الرد على هواتفهم وانشغالهم بالاجتماعات التي لا تنتهي.. وبعد أن أجريت الانتخابات وتشكلت الحكومة في إبريل 2010، رُفِع وزير الدولة كمال عبيد إلى وزير للإعلام، وجاءت الشابة سناء حمد وزيراً للدولة.. وظلت الوزارة خاملة غير فاعلة كعهدها منذ سنوات عديدة خلت، إلا أن حراكا دب فيها، جعلها حديث الصحف والناس، لا لإنجاز حققته، أو لأداء تفردت به على باقي الوزارات، إنما لاستعادتها الوضع الطبيعي لوزارة الإعلام. سناء حمد ابنة قرية منصور كتي، التابعة لمحلية الدبة، ذات المنطقة التي ينتمي إليها وزير تنمية الموارد البشرية كمال عبد اللطيف، وإن لم تعود سناء برفقة أسرتها من المملكة العربية السعودية إلى السودان لدراسة المرحلة الثانوية لأطلق عليها لقب (ش،ع ) تيمنا بأبناء الشهادة العربية، لم يأت انتماؤها للمؤتمر الوطني عن طريق الاستقطاب السياسي، إنما هي من أسرة تنتمي للحركة الإسلامية منذ عقود مضت، فنشأت منذ نعومة أظافرها على هوى التيار الإسلامي المعتدل..تنقلت سناء بين عدد من المكاتب التنظيمية لطلاب المؤتمر الوطني إلى أن وصلت لنائب أمين قطاع الطلاب، كأول امرأة تصل لهذا المنصب الذي يعد من أهم المواقع التي شغلها رجال المؤتمر الوطني، كعلي عثمان، صلاح قوش، أسامة عبد الله، محمد عطا، محمد عثمان محجوب، صلاح ونسي، كمال حسن علي.. سناء.. بين هذا وذاك سناء التي وجدت قبولا واسعا خاصة في الآونة الأخيرة، وجهت إليها انتقادات عديدة خلال مواقف مختلفة ومتفرقة..يقول رئيس تحرير صحيفة الوفاق الأستاذ رحاب طه: إن تعيين سناء حمد وزيرة دولة للإعلام، اختيار صادف أهله، بعد أن تدرجت في عدد من الوظائف الإعلامية إلى أن شغلت مديرة المركز القومي للإنتاج الإعلامي، وهو أحد المراكز التي تعنى بالشباب والطلاب، ويضيف أنها إعلامية بارزة انضمت للحركة الإسلامية، وتنقلت بين أحياء عرف انتماؤهم للحركة الإسلامية، مشيرا إلى أنه عمل معها لأكثر من عشر سنوات.. ويعتبر طه أن إحدى الإشكالات التي واجهت وزارة الإعلام أنها شبه مسلوبة القرارات، رغم أن المؤسسات التابعة لها مؤسسات شبه مستقلة، وإحدى العوائق التي واجهت الوزيرة سناء حمد أنها جاءت في فترة تراكمت فيها المشاكل الإدارية والمالية والمهنية، إلا أنه يرى أن أزمة النيل الأزرق الأخيرة، كشفت عن قدرات الوزيرة حيث تصدت للمهمة في الساعات الأولى من الهجوم بمعلومات حقيقية مُلكت إلى معظم الصحفيين والإعلاميين، ثم تلتها بزيارة إلى ولاية النيل الأزرق لتعين الصحفيين بالوقوف على الحقائق بأنفسهم.. بيد أن البعض الآخر، يعتبر أن الوزيرة لعبت أدوارا ليست من اختصاصها، فتحدثت في عدة تصريحات عن الشأن العسكري، كما أغضبت الكتاب حينما قالت إنهم بصدد إعداد قانون جديد عن الصحافة، خاصة أن الحكومة غاضبة من توجهات الصحافة، وهو الأمر الذي اعتبره مراقبون يتنافى مع دورها كوزيرة في الإعلام.. ويرى البعض أن الوزيرة لها رؤية عقائدية واضحة، بعد أن تحدثت عن إيجابيات انفصال جنوب السودان عن شماله، والتي ذكرت من ضمن محاسن الانفصال أن نسبة المسلمين في السودان أصبحت 98% .. بيد أن مدير قناة الشروق محمد خير فتح الرحمن؛ الذي زاملها لفترة؛ أثنى على سناء، مؤكدا أنها شخصية منفتحة على الناس وتمكنت من أن تفتح علاقتها مع كل الجهات الإعلامية والمحطات التلفزيونية، وهي إنسانة متواضعة لا تحس وأنت بقربها بشخصية وزيرة، وأكد أنها ذات عقلية متحركة ليست جامدة، لديها قراءاتها السياسية وحرص واضح على معالجة الأمور، وتستصحب الآخرين في الحل، وتشرك المجموعة التي حولها في القرار، ويضيف قائلا إنها مطلعة ومثقفة وهو ما يساعدها في عملها.. ويعتبر فتح الرحمن أن التصريحات التي تطلقها سناء، حتى وإن كانت لا تجد القبول من قبل البعض، إلا أنها تصدر بحكم وظيفتها ومسؤوليتها وموقعها كوزيرة دولة بالإعلام. من هي سناء حمد؟ تُظهر السيرة الذاتية لسناء حمد أنها شخصية من العيار الثقيل، اجتهدت بنفسها في بناء قدراتها واجتهد معها الحزب أيضا ليوصلها لتلك المكانة..اسمها سناء حمد العوض بن عوف قرافي.. من مواليد الخرطوم 31/12/1971.. درست مراحلها الدراسية الابتدائية والوسطى في المملكة العربية السعودية ، ودرست الثانوية في الخرطوم، التحقت بجامعة الخرطوم وتخرجت من كلية الدراسات الاقتصادية والاجتماعية عام 1995، ثم ماجستير العلوم السياسية جامعة الخرطوم 1998. حصلت سناء على عدة شهادات، كورس في اللغة الانجليزية- كلية اكسفورد – لندن ، كورس فى الإعلام - مدرسة لندن للإعلام - L S J- لندن ، السياسة الخارجية وطرق إدارتها– لندن أداء المنظمات وإدارتها – الأممالمتحدة – الخرطوم كورس متقدم في آليات تعزيز وحماية حقوق الإنسان- الأممالمتحدة - جنيف- سويسرا، التخطيط والإدارة الاستراتيجية – الخرطوم 2006 م دورة بناء التحالفات – مؤسسة مناصرات السلام الأمريكية-الخرطوم. مرشح لنيل زمالة معهد الدراسات الاستراتيجية – القاهرة . ألفت عددا من الكتب، العلاقات السودانية الأمريكية بين مدّ المصلحة وجذر الحضارة /1997 تراتبية القيم ..أثر الثقافة على السياسة الخارجية للولايات المتجدة /الناشر هيئة الأعمال الفكرية –الخرطوم /2006م. ولها العديد من أوراق العمل مثل:- حل النزاعات مفتاح النهضة الافريقية – مستقبل العمل الشبابى، سياسة السودان نحو الشبكة العالمية للمعلومات، الديمقراطية في العالم، ولها العديد من المشاركات الداخلية. عضو مؤتمر الحوار السياسي 1990. عضو مؤتمر الحوار الوطني 1990. عضو مؤتمر الإعلام 1991 .عضو مؤتمر المياه في السودان، وأيضا مشاركات خارجية، عضو مؤتمر دور الشباب من أجل النزاعات الافريقية / أديس أبابا. عضو مؤتمر الشباب العالمي / الجزائر. عضو مؤتمر المرأة العربية وقضايا الإعلام (جامعة الدول العربية) الإمارات العربية. ورشة قضايا المرأة والنزوح - جامعة اليرموك -عمان/ الأردن . - دورة آليات حماية وتعزيز حقوق الانسان- الأممالمتحدة- سويسرا- جنيف- ورشة المواطنة في الدستور المصري- القاهرة . عضو المنتدى الاقتصادي العالمي الرابع- الكويت، مراقب دولي للانتخابات الأمريكية- واشنطن دي سي- نيويورك. مفاوضات السلام السودانية- عضو المجلس الاستشاري لملف مفاوضات السلام - كينيا. عضو وفد القوى الشعبية نيفاشا / كينيا مراقب عملية السلام - نيفاشا (2/3)/ كينيا. أما في الخبرات العملية فعملت 1996-1997 - موظفة- المركز القومي للإنتاج الإعلامي 1997-1999- نائب أمين أمانة العلاقات الخارجية- الاتحاد الوطني للشباب السوداني 1999- 2001 - مدير مركز المعلومات- وزارة الثقافة والإعلام 1999- 2001- أستاذ متعاون- جامعة أفريقيا العالمية.2000- 2004 - مدير إدارة التخطيط - الاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية 2001- 2004 - مديرعام المركز القومي للإنتاج الإعلامي 2002 / 2004 - رئيس تحرير صحيفة المسيرة .2004 -2005 - مدير مركز ثقافة السلام- تلفزيون السودان 2005- 2006 - مدير إدارة البرامج والمناشط - مركز دراسات المستقبل. 2006 - 2007- مدير مركز المرأة لحقوق الإنسان- وزارة الرعاية الاجتماعية 2009- 2010 - عضو المفوضية القومية للمراجعة الدستورية 2009- 2010 - عضو مجلس الصحافة والمطبوعات 2010- الآن- وزيرالدولة بوزارة الإعلام العمل العام:-2004 - مفوض العلاقات العامة والإعلام- جمعية المرشدات السودانية 2004 - 2007 - عضو مجلس إدارة المركز القومي للمعلومات- مجلس الوزراء. 2005- 2008- عضو مجلس إدارة منظمة سند الخيرية 2005- حتى الآن- مستشار منظمة رعاية وتنمية الأطفال اليافعين 2008- 2010- عضو مجلس إدارة الهيئة العامة لقاعة الصداقة.