الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تقارير: القوات المتمردة تتأهب لهجوم في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    مصر تنفي وجود تفاهمات مع إسرائيل حول اجتياح رفح    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    "تيك توك": إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    طائرات مسيرة تستهدف مقرا للجيش السوداني في مدينة شندي    هيثم مصطفى: من الذي أعاد فتح مكاتب قناتي العربية والحدث مجدداً؟؟    ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شاهد الوثائق..ماذا فعل كرتي في زيارته السرية لأمريكا 2006 ، ولماذا صديقه عضو الكونغرس ومدراء منظمة (اسراء) بالسجن الأن؟
نشر في الراكوبة يوم 07 - 04 - 2012


الحلقة 2 ( ثلاثة وثائق أمريكية )
وثيقة محاكمة صديق كرتي ، عضو الكونغرس مارك سلجاندر تكشف علاقاته المريبة بالسودان ومنظمة اسراء
ماذا فعل كرتي في زيارته السرية لأمريكا في مايو 2006 ؟ ولماذا أسرار( اسراء ) حاضرة بقوة في محاكمة أصدقائه من سودانيين وأمريكان؟
لماذا أودع القضاء الامريكي كل أصدقاء كرتي المرتبطين بزيارته ومنظمة (اسراء ) للاغاثة الاسلامية الأفريقية السجون الفيدرالية ؟
*بقلم* عبدالرحمن الأمين
[email protected]
كان ياما كان ، والي هذا الزمان ، خمسة وزارات خارجية بالسودان ! لكل خطابها وتقييمها للأحداث ...وموقفها . فهناك "الوزارة المبني " وهذه واحدة ، وهناك أخري بالقصر أشرف عليها وأدارها من حقيبة اسفاره د.مصطفي اسماعيل ، وثالثة ملتحقة باقطاعية المؤتمر الوطني ، ورابعة بجهاز الامن والمخابرات أما الخامسة فهي خالصة لخال عموم أهل السودان ! كل هذه الوزارات قوية ونافذه الا القابعة عند المبني فهي تستجيب ولا تبادر ، تنفي ولا تخطط .. تقاد برد الفعل ولا تقود ، لانها بلا فعل .
بمجرد ما أوقع لوتري قسمة الوزارات وزارة الخارجية للحركة الشعبية في حكومة الوحدة الوطنية 2005 ، قرر أهل الانقاذ نزع الدسم عنها ، فحمله معه المستشار السياسي لرئيس الجمهورية مصطفي اسماعيل للقصر تاركا "للراجل اللي واقف ورا لام أكول " يسيرا منه . جاء لام أكول وتلاه ألور دينج وماتغير مخبأ هذا الدسم ، علي قلته .فحتي مسارات النمل علمت طريقها للوزير "الحقيقي " وان كانت لافتة الباب تقرأ (مكتب وزير الدولة ).ظن الناس ان منسق الدفاع الشعبي السابق سيباشر بعض الملفات بهمة أكثر لجهة ارتباطه ببعضها مباشرة ، مثل مآسي دارفور وافرازاتها التي جلبت مارينو أوكامبو والجنائية الدولية لبلادنا .عضد هؤلاء تحليلهم بأن انتساب كرتي لقبيلة الحقوقيين وعمله بوزارة العدل ربما أفاد نوعيا في حلحلة العقدة . وفي جانب آخر ، تمني بعض التنفيذيين بالخارجية ان يرمي الوزير ثقله التنظيمي لوقف تغول الجهات الاربع الاخري علي صلاحيات الخارجية . قالوا ان كرتي يأتي للخارجية زاهدا في الوظيفة العامة فتوقعوا مواقفا قوية لا تصدر الا من الزاهدين في الاستواز من الأثرياء .فاحتكاراته التجارية لمواد البناء لم تعد سرا هامسا في صالونات المدينة . بل لم يجد الوزير نفسه من حرج في ابلاغ الزميلة بثينة عبدالرحمن بالنمسا بانه (فعلا) تاجر ! ولعمري فهذا اعتراف لو هلوس به وزير ، أي وزير، في نومه في حقب سابقة - لفاض النيل شتاءا ! واجهته مراسلة "الشرق الأوسط الخميس 21 يوليو 2011" (السيد الوزير، بدوركم، تطالكم اتهامات بالثراء واحتكار تجارة مواد البناء لا سيما مادة الإسمنت؟ ) قال ( أولا، الثراء ليس تهمة أنفيها، وآمل أن يزيدني الله ثراء، والجميع يعلم ومنذ 20 عاما أنني كنت أقوم بعمل ناجح في هذا المجال) !
عرضنا في الحلقة الاولي لبروز ظاهرة غير مسبوقة اعتمد عليها النظام ، ليس كآلية مساعدة للتسويق لمواقفه وسياساته، وانما كمنهج اساسي في ادارة الشان الخارجي .سميناها متلازمة استجلاب سماسرة دوليين وخبراء علاقات عامة للقيام بادوار الدبلوماسية السودانية .قلنا أن الهدف الاستراتيجي كان هو حلحلة المشاكل العالقة مابين الخرطوم وواشنطن ، وبالذات فيما يخص تطبيع العلاقات الاقتصادية وتليين الموقف الأمريكي سياسيا ، عبر أناس شقر بعيون اما في زرقة بحر المالح أو خضرة فيافي البطانة ولسانهم أعجمي يتوجع في مطبات الخاء والضاد والهاء والغين وغيرها من الحلقوميات . رأينا ، بالوثائق ، كيف أن جهاز المخابرات صاغ الخطط واستقدم الأفراد ورصد الميزانيات بحثا عن احداث أي ثقب في جدار المقاطعات السميك أو كسب ود واشنطن ، وبأي تكلفة .
بداهة ، لا ندعي في هذه الحلقات الاحاطة بما كان ، ولا يزال ، يجري من الاندفاع المتنافس ما بين "وزارات" الخارجية السودانية بشعبها الخمس . الا ان مايبرز من نسق التصرفات يمكن أن يكون بوصلة نموذجية تشير أذرعها للعشوائية والتخبط وسوء التقدير . فالنمط عندما يتكرر يصبح مرجعية سلوكية تكشف عوارالتفكير والاستراتيجية معا.
نموذجنا اليوم يتمحور حول أول زيارة عبر فيها وزير الدولة ، الاستاذ علي كرتي ، الأطلنطي لواشنطن . الظرف الزماني الذي تمت فيه الزيارة ( مايو 2006) كان مأزوما .فمن جهة، دخلت مواجهة السودان مع مجلس الأمن فاصل النهاية باشتراط مجلس الأمن أرسال 30 ألف من قوات حفظ السلام لدارفور ، ومن الجهة المقابلة كان السودان يستدعي كل من ربطته به صلة لافشال انزال هذه القوة الأممية بأرضه.امتنعت الحكومة أولا ، فزاد الضغط ، تحفظت، فطلب الدوليون الخضوع ولوحوا بكتاب الفصل السابع من الميثاق في وجهها ...! هرعوا بمقترح استبدال الأميين "بأشقاء" عرب - فصم العرب آذانهم الا من دول ثلاث . ذهبت الخرطوم تستقوي بالأفارقة ، فسمعت كثيرا من الرفض وقليلا من القبول .ومع تزايد الضغط جاؤوا بفكرة القوة الهجين ، لاقت قبولا محدودا الا أن الأعداد المطلوبة واللوجستيات والصرف رجحت كفة الأمم المتحدة.كان مؤملا أن يصل الوزير في مباحثاته بواشنطن لصيغة ما تخرج المأزق من عنق الزجاجة . وبسبب من حرب دارفور وجنجويدها ، تسرب حديث عن قوائم لسودانيين نافذين من أهل السلطة سيطلبون للمثول أيضا ، ولذات التهم ، في لاهاي. قالت التسريبات انهم 51 شخصية انقاذية رفيعة الا ان الأسماء ظلت ترشح من صنبور مدمن للتأني : نقطة ....نقطة ! وفي ركن من حقيبة الازمات الشائكة ، رقد ملف استحقاقات السلام .فماشاكوس انجبت نيفاشا ، بولادة قيصرية بعد مخاض عامين
. وقرنق حضر للخرطوم في يوليو 2005 وتبقي السؤال: أين هي الجزرة الموعودة ، ومتي سترفع المقاطعات ؟؟؟
أذن ، (مفترض ) ان تكون الرحلة دبلوماسية بامتياز . لكنها بدأت بالسرية وانتهت بالتكتم ! فهي ، في الأصل لم تتبع مسطرة المراسم المعتادة . فلم تعلن علي الملأ الا بعد مغادرة الوزير . لا أسماء لوفد مرافق ، لا جدول لمواعيد اللقاءات ، ولا اسماء لمن سيلتقيهم ....بل ولا حتي موعد للرجوع للخرطوم ! هذه الاجواء من السرية والتكتم يجد فيها صحافيو تلك الديار مايجده الكلب من متعة التعارك مع عظم رطبها بلعابه ، فيظلوا ينهشون وينهشون حتي ينبت العظم لحما !
من باب التحسر علي ما صار اليه اعلامنا من تسمية الفشل نجاح ، والتصفيق بدلا من الوقوف دقيقة للحداد نعرض لمختارات من برقيات صادرة عن سونا تبشر ب (النجاح ) الكبير للرحلة ، ومن طبق سونا أطعمت الصحف والتلفاز والراديو الشعب خبزا كاذبا نستهل بها ، ومن بعدها ستري انت الحقائق الكارثية للزيارة .
في جانب التطمينات الدبلوماسية المعتادة ، جاء هذا الخبر ( واشنطن في 27/5(سونا) اشاد السيد علي أحمد كرتي وزير الدولة بوزارة الخارجية بالجهد المقدر الذي بذلته الإدارةالأمريكية حتى تحقق السلام بالبلاد. واعرب عن تقديره لمنظمات العون الإنساني ..... جاء ذلك في حفل الاستقبال الذي اقامه مركز سيدار المنظم لزيارة وزير الدولة للولايات المتحدة حيث اكد الوزير ان زيارته للولايات المتحدة كشفت له الكثير من نبل الشعب الأمريكي واوقفته على جانب هام مغاير للرؤية التقليدية المقدرة للولايات المتحدة). وبرقية أخري في اليوم التالي ..(الخرطوم 28/5(سونا) اكد النادي السوداني بمدينة فلادلفيا بالولايات المتحدة علي نجاح اللقاء الذي تم بالنادي وشارك فيه الاستاذ علي كرتي وزير الدولة بالخارجية لدى زيارته مؤخرا للولايات المتحدة الامريكية والذي تحدث فيه عن قضية دارفور وهموم الوطن)...وعن لقاء مركز سيدار جاءت هذه التفاصيل الاذاعية (وتوجّه السيد وزير الدولة بالشكر للادارة الامريكية على جهودها المقدرة في استكمال جهود الوساطة التي افضت الى توقيع اتفاقية السلام الشاملة ثم اتفاقية ابوجا للسلام في دارفور كما أعرب عن تقديره لمنظمات العون الانساني التي اسهمت في تخفيف حدة معاناة المواطنين في دارفور ودعا الوزير الحضور لزيارة السودان والتعرف عليه عن قرب والأسهام في الجهد المكثف لمرحلة ما بعد السلام مشيدا بمركز سيدار لحفاوة الاستقبال وأتاحته هذه الفرصة .... ورحب السيد مارك سيلجاندر عضو الكونغرس وسفير الولايات المتحدة الاسبق لدى الأمم المتحدة بزيارة وزير الدولة للولايات المتحدة وقال أن مركز سيدار يفخر باستضافة شخص فى مكانة كرتي وحيا الشعب السوداني وهنأه على جهود السلام في البلاد. واكد السيد روبرت ماكفيرلن مستشار الامن القومي الاسبق اهتمامه العميق بالسودان وأن مجموعته بصدد الترتيب للدخول في مشروع كبير للطاقة بجنوب السودان ستمتد فائدته لشمال السودان كما افصح عن رغبته الشخصية في التعرف على شخص السيد وزير الخارجية دكتور لام اكول .وحضر حفل الاستقبال عدد من اعضاء رابطة سيدار التي تضم اعضاء سابقين من الكونغرس إلى جانب شخصيات في التيارات المسيحية المتدينة ومستشار الأمن الاسبق في إدارة الرئيس ريجان مدير مجموعة ECS العاملة في مجال الطاقة وعضو فى البرلمان الأوربي بجمهورية المانيا الاتحادية وقيادات مركز سيدار وعدد من قيادات التجمعات المسلمة بواشنطن.)
ثم جاءت صحيفة (الوطن) بعنوان قالت انها (تكشف تفاصيل دقيقة عن خفايا وأسرار رحلة علي كرتي لأمريكا المثيرة للجدل) وتابعت بهذه العناوين الجانبية (الرحلة ملأت فراغ الإعلام الغربى وأكسبته تعاطف الجالية السودانية ، خطاب كرتي وضع النقاط فوق الحروف وفتح نافذة للحوار الشعبي الشعبي مع أمريكا) ثم هذه الاضافة (قال مصدر بوزارة الخارجية للوطن ان زيارة علي كرتي لامريكا كانت خاصة بدعوة من مركز سيدار، الذي يضم اعضاء حاليين وسابقين بالكونغرس وشخصيات من التيارات المسيحية، ومنهم روبرت ماكفرلن مستشار الأمن القومي السابق، والسفير مارك سيلجاندر عضو الكونغرس السابق ومندوب امريكا في الامم المتحدة ....لغرض من الزيارة هو إجراء حوارات مع بعض اعضاء الكونغرس ودعم مسيرة السلام في السودان باعتبارهم مجموعات ضغط تعمل على صنع السياسة الأمريكية.كما التقي كرتي بالجالية السودانية، وذهب الى مدينة فلادليقيا بدعوة من النادي السوداني الامريكي...). ثم هذا الخبر عن النشاط الاعلامي للوزير وحواره مع صحيفة (الواشنطون تايمز) (وقال السيد الوزير للصحيفة ان الحركات غير الموقعة على إتفاق أبوجا تواجه ضغوطاً مكثفة من قبل المجتمع الدولي للتوقيع، وأعرب عن ثقته بأن الحركات ستستشعر ضرورة انضمامها لركب السلام والتوقيع على الاتفاقية في القريب العاجل.وأشارت الصحيفة ان ضغط المجتمع الدولي كما وصفه السيد الوزير بدأ يأتي أُكله حيث وردت أنباء من أبوجا تفيد عن استعداد فصيل محمد نور لتوقيع الاتفاق اذا تم إدخال ملاحق تعطي مزيداً من الحقوق لأهل دارفور.وأضافت الصحيفة ان السيد الوزير لم يبد أي أشارة لقبول قوات من الأمم المتحدة رغم مطالبة الإدارة المتكررة بذلك.واختتم السيد الوزير اللقاء بالقول إن جزءاً من اهداف زيارته لواشنطون هو تقديم الشكر والثناء للادارة على جهودها المقدرة في احلال السلام بين الشمال والجنوب والتوسط لحل مشكلة دارفور عبر مفاوضات ابوجا.) ثم منشطه الاخير وهو اللقاء مع مع الجالية السودانية بواشنطن ، مع ملاحظة ان اللقاء تم بمنزل السفير الذي حتما لايتسع لعشرات الألأف من من أهل واشنطن من السودانيين .قال الخبر (أقام السيد رئيس البعثة السفير الخضر هارون احمد بمقر اقامته يوم الاربعاء الموافق 24/5/2006م مأدبة عشاء علي شرف زيارة السيد / وزير الدولة الاستاذ علي احمد كرتي حضره لفيف من فعاليات الجالية السودانية في واشنطون الكبرى وبعض السودانيين العاملين بالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي.في مستهل اللقاء القى السيد وزير الدولة كلمة ضافية نالت استحسان الحضور عدد فيها اهداف الزيارة ومرامي، مشيراً إلى انها جاءت تلبية لدعوة كريمة من بعض الاصدقاء واعضاء الكونغرس المتقاعدين)
هل كانت الزيارة (فعلا) بهذا النجاح ؟ ومن وقف وراءها والي ماذا قادت ؟ .
ماذا ستقول ، سيدي القارئ ، أن علمت بأن كل من ارتبط بهذه الزيارة من اصدقاء الوزير كرتي يقبعون اليوم في سجون فيدرالية بمن فيهم رجل الكونغرس سلجاندر الذي أرسل الدعوة للسيد كرتي ؟؟( الوثيقة الثالثة وهي محور كل الوثائق) .ماذا ستقول ان علمت ان التهم الموجهة لسلجاندر بلغت 32 تهمة من بينها غسيل الاموال والتآمر وعرقلة العدالة والكذب ، بل وكل ماله صله بالنصب والاحتيال ؟ هل تعلم أن 5 من أبناء وطنك ( الوثيقة الأولي ) وعلي رأسهم الدكتور عبدالعظيم الصديق (الوثيقة الثانية ) وهو من مرتب وممول لقاء كرتي بنادي فيلادلفيا السوداني الأمريكي ؟ وكلهم تغيرت حيواتهم وللأبد منذ صباح يوم 7 مارس 2007- بعد 10 أشهر من زيارة كرتي! ففي ذلك الصباح هجم رجال مكتب التحقيقات الفيدرالي علي مساكنهم وواجهوهم بما مجموعه 33 تهمة أهمها ضلوعهم في مخطط مدروس لتمويل جهات ارهابية معينة وتآمرهم علي الامن القومي الامريكي من وراء ستار منظمة الاغاثة الاسلامية الامريكية ، وشقيقتها منظمة الاغاثة الاسلامية الافريقية (اسراء). محور الادانة انهم ومن وراء ستار حصلوا علي حوالي 2 مليون دولار من وكالة التنمية الدولية الامريكية خلال عامين بزعم انشاء مشروعات خيرية في دولة مالي ، بيد أنهم قاموا بتحويل الارصدة الي العراق عبر الاردن والي معسكرات حكمتيار بباكستان بعد طلاقه من وكالة الاستخبارات الامريكية والي الكثير من الجهات الأخري بتدبير من رئاستهم بالخرطوم ! بينت الادلة أن الدكتور عبدالله سليمان العوض ، المدير العام لوكالة الاغاثة الاسلامية الافريقية بالخرطوم كان هو القيصر المهيمن علي تحريك كوادر الجبهة القومية الاسلامية لادارة المكاتب الخارجية ( قال الادعاء انهم أكثر من 40 مكتب) . بل ووصلت صلاحيات الدكتور العوض حد تعيينه في 18 أبريل 1990 وابتعاثه للمتهم مبارك حامد لأمريكا ليصبح نائبا لمدير المنظمة بميسوري ، محمد أحمد ابراهيم البشير !
اذا صادفتك لافتة بالخرطوم لمنظمة (اسراء) للاغاثة الاسلامية الافريقية ، فتكون قد شهدت اذن فصلا من دراما دولية أبطالها كلهم من انقاذيي السودان بل وحتي رئاسة المنظمة كان مقر رئاستها بالخرطوم وان ارتبطت منابع أموالها بمدينة كولمبيا بولاية ميسوري الامريكية حيث هي مسجلة كمنظمة(أمريكية) اسلامية خيرية . تحت لافتة هذه المنظمة الاغاثية وبسبب من نشاط طاقمها التنفيذي ، ذابت فصوص وفصوص من دولارات تبرعات الكفار في ملح المغيثين من فاعلي الخير . قرروا ، ولسنوات ، أن يكونوا القطة الذكية مع عشاء الخواجات فاهتبلوا أي سانحة للأنقضاض والقضم ومادروا ان عسس مخابرات الخواجات زرع مخبريه حتي في عضوية لجنتهم التنفيذية فجاءتهم التفاصيل ولو كانت في خصوصية رقم هاتف اسامة بن لادن (873682505331) الذي زودهم به زياد خليل أبوصادقة الاردني الذي وبتمويل من سعد الفقيه السعودي أهدي بن لادن جهاز "انمارسات" هاتف فضائي !! احدي التهم تعلقت بغسيل 1.4مليون دولار خلال 12 عاما . القياديون المدانون من السودان هم القانوني د.عبدالعظيم الصديق المقيم بشيكاغو ، وهو نائب الرئيس السابق للعمليات العالمية للمنظمة. هذا الرجل كان المرافق الاساسي لكرتي عند زيارته لأمريكا وهو من مول لقاءه بفيلادلفيا كما سنفصل . أيضا من المدانين المدير التنفيذي السابق للهيئة بالولايات المتحدة مبارك حامد ( مهندس بيئة) وأحمد مصطفي( يقيمان بمدينة كولمبيا بولاية مبسوري) ، علي محمد باققني ( مدير مدرسة كولمبيا الاسلامية سابقا، اعتقل بمسكنه بولاية أيوا وهو عضو مجلس ادارة بالهيئة )،خالد السوداني (أردني الجنسية ) وهو المدير الأقليمي للهيئة بالشرق الأوسط ( كان خارج أمريكا وطلبت أمريكا الاردن تسليمه لها ).أيضا من التهم ال32 ان المنظمة الاغاثية تحايلت مابين 1991 -2003 ( أيام صدام حسين ) علي العقوبات واتهمت بتجنيب واخفاء حوالي 85 ألف دولار متبقية من عقد دولة مالي "حوالي 2 مليون دولار "، وتحايلها علي الوكالة الامريكية للتنمية الدولية بعدم ارجاع المبلغ حتي بعد انسحاب الوكالة الامريكية في 1999 من تمويل المشروع المذكور بل قام مبارك حامد وعلي باققني بالتصرف في المبلغ ودفع 50 ألف دولار لوسيط علاقات عامة لفك الحظرعن اسمهم بعد ادارجهم في القائمة السوداء ! أما صديق وزيرنا كرتي ، عضو الكونغرس السابق مارك سلجاندر، فقصته تبدأ من هنا مع هذه المنظمة السودانية الامريكية حين بدأت تحس بجفاف مصادر الرزق الحلال ومتاعبها القانونية التي توجت بادراجها كمنظمة لتمويل الارهابيين في 2004 .
لم يتردد محرر الواشنطن بوست الدبلوماسي ، قلين كيسلر ، في اطلاق الطلقة الأولي علي زيارة كرتي لأمريكا . ففي يوم السبت 13 مايو 2006بالصفحة 11 عنون سبقه المعلوماتي هكذا:( تغيب مسؤول سوداني عن اجتماع بوزارة الخارجية الأمريكية )! لم يقف كيسلر عند الخبر بل أضاف اليه من بهار المعلومات ماأهله لأن يصبح في يناير 2012 ضمن معروضات الادلة في محاكمة تخطف الانفاس والتي أرسلت كل أصدقاء كرتي للسجن قبل 3 أشهر فقط !
قال الخبر نصا ( خططت مساعدة وزير الخارجية جينداي فريزر الاجتماع أمس مع مسؤول سوداني رفيع تربطه منظمات حقوق الانسان بالعنف في اقليم دارفور السوداني ، الذي تصنفه ادارة بوش بانه ابادة بشرية ، الا ان المسؤول وهو نائب وزير الخارجية علي أحمد كرتي لم يحضر للأجتماع كما أفاد ناطق باسم الخارجية الأمريكية . وقال ديفيد سيمز ، الناطق باسم الادارة الافريقية التي ترأسها فريزر ، ان اجتماعا كان قد تم التخطيط له الا ان كرتي قرر ببساطة انه لايريد الحضور.ويذكر ان السيدة فريزر كانت قبل أسابيع في العاصمة النيجيرية أبوجا لحضور مفاوضات دارفور. وحرص ناطق الخارجية علي القول أن رئيسته (ليس لها مشكلة ) للاجتماع بكرتي) وافاد خبر البوست ان جماعات حقوق الانسان كشفت ان كرتي كان منسقا لقوات الدفاع الشعبي ووصفتها بأنها مليشيات تقاتل الي جانب الجنجويد . وقالت البوست ( يقول بعض الخبراء انهم يعتقدون ان اسمه هو من ضمن القائمة السرية التي تضم 51 اسما أرسلتها الأمم المتحدة الي محكمة الجنايات الدولية لمقاضاتهم بجرائم حرب.).وذكر المراسل الدبلوماسي ان ترك رسائل لكرتي بالسفارة السودانية الا أنه لم يرد عليه . واجتزأ المراسل مانشرته منطمة هيومان رايتس ووتش قائلا ( كرتي متورط في سياسات تطهير وحرق الارض في الاقليم النفطي بجنوب السودان بدءا من 1998 كجزء من الحرب الأهلية الطويلة في الجنوب ويذكر تقرير عن تلك الحملات ان المنسق العام لقوات الدفاع الشعبي ، علي أحمد كرتي ، كان يقرأ عاليا اسماء الكتائب والمتحركات التي أرسلت للمعارك بمن فيهم اسماء " كتائب المدافعين عن البترول" ووعد بانشاء المزيد من الكتائب ) وعن كيفية دخوله لأمريكا ، كشف المراسل المزيد ناسبا معلوماته للناطق سمز ( منح كرتي تأشيرة دخول للولايات المتحدة في زيارة خاصة بصفته ضيفا علي عضو الكونغرس السابق مارك سلجاندر "جمهوري - ولاية ميتشغان" للأقامة لمدة أسبوعين أو ثلاثة .) وأضافت البوست( الا ان سلجاندر قال بأنه يعرف قليلا عن جدول مواعيد كرتي وانه رتب له فقط حضور افطار وصلاة بالكونغرس .وعبر سلجاندر عن دهشته فيما يتصل بالادعاءات حول ماضي كرتي السابق "أنا لم أكن أعرف أي شئ عن ذلك " وأضاف "محض معرفتي أنه كان في الوزارة " ) !
ياتري لماذا لم يحضر وزيرنا للاجتماع ، واين كان ، والي أين سيذهب خلال "أسابيع " اقامته ؟ وماله لا يريد ان يقابل من يهاجمونهم بالخرطوم وندفع أموالا طائلة نستأجر بها بني جلدتهم ليحدثوهم عنا ؟ أليس هذا وبالتعريف الوظيفي ، هو عمل وزير الخارجية ؟ هل سمع بوزراء الخارجية الذين جعلوا عبارة (سأجتمع بالشيطان من أجل مصلحة بلادي) نبراسا في قاموس الدبلوماسية ؟ أليست مصلحة بلادنا هي الأهم ؟ هل نسي الهموم الكبيرة التي تركها وراءه ؟ أليست هذه فرصة واجبة الاغتنام ليبلغ الأمريكان في عقر دارهم مايجول برأس المسؤولين بالخرطوم ؟ ماذا سيخسر وهو أصلا موجود في العاصمة ، بل وبالاحري ، لماذا قطع المحيط أصلا ؟ ماذا سيقول "لكفيله" مارك سلجاندر الذي تحمل عنه كل هذا الرهق من ترتيب لتأشيرة ولقاءات والآن ، يتركه ليرد نيابة عنه للصحافة التي تسعي لاستطلاع رأيه ، فلا يعبرها ولو برد مكالماتهم ! أم انها فرصة أخري مهدرة لتعريف الرأي العام الأمريكي بمواقف بلادنا وعبر صحيفة اذا كتبت قرأت الدنيا ؟
كفانا أسهابا في مصنوعات فيصل القاسم لما يفترض أن يكون . فقد كانت لكرتي فروضه الخاصة ومنها مغادرة واشنطن الي مدينة فيلادلفيا في ذات جمعة التساؤلات الحادة هذه بل وأدي صلاة المغرب بفندق راديسون الفخيم هناك ! لو لم تتكشف لك سريعا اهداف الزيارة والوجهة ، لظننت آثما ان اختيار الزائر لمدينة "فيلي "، وهكذا يدلعونها ، لها دلالات ذات صلة بالدبلوماسية. لظننت ، مثلا ، ولكونها أول زيارة له للولايات المتحدة فانه شاء التزود من خزانة التأريخ السياسي الأجمل في أمريكا في مدينة "جرس الحرية"حيث اجتمع الآباء المؤسسون لتوقيع وثيقة الاستقلال في 4 يوليو 1776 والدستور بعد عامين "16 سبتمبر 1778"!
خاب ظنك ياهذا !
ساعتان بالقطار ، واستقبال حميم ومرافقة مستمرة للوزير من وجه ألفته فيلادلفيا ابان دراسته بجامعة تمبل وان أقام بمدينة شيكاغو البعيدة -الدكتور عبد العظيم الصديق ( نعم ، ذات الاسم الذي مر عليك !) قال منظمو اللقاء انهم يمثلون النادي السوداني الامريكي بمدينة فيلادلفيا . أهل "فيلي"المخضرمين من السودانيين قالوا ان هذا النادي من فصيلة المايقوما : لا أب ولا أم ولا شهادة ميلاد يعتد بها ! بل وحتي التنادي للقاء الوزير كرتي سري بين بعضهم المختار همسا بالهاتف ، وحفيفا ان سأل متلقي الدعوة سؤالا ، وفحيحا ان حملتهم الخطي للقاعة المخصصة التي فتحت أبوابها بهدوء تنسم زهرة عباد الشمس للحياة ! سرية لها ظلل من فوقها ظلل ! توسط الوزير طبيب خريج مصر وآخر ضابط جمارك سابق . وجاءت الطامة التنظيمية . فقد تسلل بذات الهدوء كوماندوز فيلادلفيا من الفريق الاخر وما ان فتح باب الاسئلة ، تبين المنظمون الكمين المفاجئ . الاصابع المعارضة ترتفع طالبة حق الكلام من كل ركن وجانب ! وفي أمريكا هذا الحق مباح والجرم ان مارست مباحنا ، كأن تجبرعلي الصمت أو تمنع الكلام ...صبت القذائف مابين سؤال هجومي ، وتعليق محشو بتحليل ، ونبرة دارفورية غاضبة ...كل هذا ينتاش رجل االانقاذ من كل لسان من صفوة دارفور : استاذة جامعات وناشطون وناشطات أسمعوه كل مايمكنك أن تتصوره . بيد انهم كانوا في حدتهم متقلدين قيود التعبير الامريكية فتطايرت من الألسنة كلمات ككراسي لندن وأحذية العراق ! انتهت معركة راديسون وبدأت حرب الكيبوردات فحملت الانباء الي أقاصي الكوكب . أصدر "النادي السوداني الأمريكي" بيانا جاء فيه ان النادي دعا السيد كرتي لتنويرهم ، ثم خبر الكمين (إلا ان فئة قليلة لجأت الى أسلوب الاساءة والمهاترات، وخاطبت السيد الوزير بطريقة لاتليق ، وهذه الفئة نعتبرها نشازاً ولا تمثل إلا نفسها وهي فئة معروفة بذلك الأسلوب ولاتجيد غيره.والجدير بالذكر ان النادي السوداني الامريكي بمدينة فيلادلفيا قد خصص الدعوة لهذه المحاضرة للأعضاء واصدقائهم فقط، إلا أننا فوجئنا بحضور هذه الشرذمة وكان بامكاننا منعهم من حضور المحاضرة إلا اننا آثرنا استضافتهم). أبلغ الوزير الحضور بأن زيارته (خاصة جدا جدا) وبعد فكفكة طلاسم هذه العبارة اتضحت الصفة التجارية للزيارة التي قام بها لمدينة كولورادو سبرينغز بولاية كلورادو للالتقاء بشركة (قلوبال ستيل) . تتخصص هذه الشركة في تصميم وبناء وشحن أي مرفق ، وبأي حجم ولأي استخدام ، من أعمدة الحديد الصلب المعالج بتقنية متطورة . بدأت نشاطها التصنيعي في عام 1978 بتصنيع مخازن حفظ الخضروات والفواكة ، فأصبحت ومنذ 1983 من أكبر متعهدي وزارة الدفاع الامريكية . توسعت تصميماتها لتشمل مظلات الطائرات ، المكاتب ، المخازن ، المستودعات ، المعسكرات السكنية المتكاملة،قاعات التخزين المبرد بل وحتي صالات الألعاب والترفية المغلقة فضلا عن التجهيزات ذات الضبط الحراري . بهذه الامكانيات تأهلت لأن تصبح المنفذ الأول لمعسكرات الجيش الامريكي ابان حرب عاصفة الصحراء ثم المرافق العسكرية الامريكية ، بعدها ، في مدينة التاجي العراقية وأفغانستان .
الراشح من الاخبار أفاد ان اهتمام الوزير بهذه الشركة تحديدا لأن منتجاتها يسهل التحايل في استيرادها للسودان عبر طرف ثالث تجاوزا للمقاطعات الاقتصادية ! فمنتجاتها تصمم وتبني بالموقع ثم تشحن جاهزة في صناديق . المهم ، عاد الوزير لواشنطن وخلع قبعة البزنس وارتدي سترة رجل الدولة وهو يحضر لقاءا بمركز سيدار المشبوه . نقول مشبوه لتوفره علي طقوس غاية في السرية وغير مألوفة في مجتمع يعتز بانفتاحه . فهو مركز وأيضا منتجع للسكني ! الضيوف فيه يسمون "بالأخوة " ويصلون معا ولا يتحدثون للصحافة أبدا .الأعضاء النافذون وسياراتهم الفارهة تزعج الجيران ، يدخلون ويخرجون طوال الليل وآناء النهار ولا يعلم حتي ذباب الحائط مايدور في الداخل ! بل وأن مجلة "هاربرز" زرعت مراسلها "جيف شارلت" سرا بينهم ، فأكل وصلي وشرب ونام لأيام خرج بعدها بقصة داوية عنوانها ( سرا في وسط المتدينين الامريكيين السريين ) وما ان نشرها في مارس 2003 حتي انفتحت شهية غيره لسبر غور هذا المركز السري .فكان التقرير الذي كتبته المحررة بالواشنطن بوست "آن قوين" في 8 ديسمبر 2003 بعنوان ( الجيران في شمال فيرجينيا يعارضون بشدة سرية منتجع : زيارات الوجهاء تثير الشكاوي في شارع هادئ) . هنا أيضا أقام كرتي علي نفقة صديقه سلجاندر والدكتور عبدالعظيم الصديق ، ففي محاكمة عضو الكونغرس ورد نصا ( زار كرتي منتجع سلجاندر في ضواحي العاصمة واشنطن بمعية السفير السوداني والمتهم الصديق فقام سلجاندر بدفع مبلغ 400 دولار لغرفتين لثلاثة ليالي بلاضافة لافطارين لاقامة الضيوف السودانيين (انظر الدليل رقم 11 المعروض للمحكمة )
عراب زيارة كرتي لأمريكا هو مارك ديلي سلجاندر .عمل لفترة واحدة فقط كعضو بالكونغرس ثم عينه ريغان نائبا للسفيرة الامريكية القوية ، جين كيرباتريك ، ولمدة عام واحد فقط .كانت وظيفة شرفية بعد خسارته في حملة اعادة انتخابه .تقول مساعدته ديبي سوشل انه كان في عام 1985 (أكثر أعضاء الكونغرس مساندة لاسرائيل وأكثرهم معاداة للمسلمين في الكابيتول هيل"مبني الكونغرس ".
الوثائق الثلاثة المرفقة هي مستندات قانونية لقضايا نظرتها المحكمة الفيدرالية بدائرة غرب ولاية ميسوري .وهي جميعا تتطابق في الموضوع ( وهو ادانة نشاطات من يمثلون منظمة الاغاثة الاسلامية الأمريكية) وتختلف في تنوع التهم وحيثياتها والعقوبة المقترحة لكل جنحة . الوثيقة الاولي رقم
(50 صفحة ) No. 07-00087-01/07-CR-W-NKL
وشملت بياناتها كل المرتبطين بوكالة الأغاثة الاسلامية الأمريكية (الأم السرية لوكالة الاغاثة الافريقية التي مقرها الخرطوم ). وتلخص القضية المقامة مابين الولايات المتحدة ضد منظمتي الاغاثة المذكورتين وكل من مبارك حامد ، علي محمد باققني ، أحمد مصطفي ( كنيته أبوعمر ويعرف أيضا بأحمد الكاتب ) ، خالد السوداني ،عبدالعظيم الصديق . اذا ماكان عضو الكونغرس السابق هو عراب زيارة كرتي وراعيها ، الا أن الدكتورعبدالعظيم صديق هو المخ الذي رسم حركيتها .فقد نظم لقاء فيلادلفيا وموله بل ورافق الوزير كرتي مرافقة الظل . وحتي كرمه في العطاء لنيل الحظوة تجد بعضه في هذا الرابط من تبرعاته للحزب الجمهوري لانتشال منظمته مما غاصت فيه من أوحال قانونية
http://www.newsmeat.com/fec/bystate_...dig&first=Abde
قضيته تعرضها منفصلة الوثيقة الثانية
(7 صفحات )No. 07-CR-00087-06-W-NKL
و-أخيرا –مارك ديلي سلجاندر عضو الكونغرس السابق الذي بفضل من مهاراته في الكذب والتآمر والنصب والاحتيال ، فان القاضي لم يأبه لوزنه الوظيفي السابق كعضو سابق في قمة الجهاز التشريعي بأمريكا ، أو كنائب لسفيرة بعثة أمريكا بالامم المتحدة فأرسله للسجن يوم 12 يناير ، قبل 3 أشهر ! قضيته هي الوثيقة الثالثة
(29 صفحة ) عند هذه الوثيقة سنتوقف في الحيثيات أكثر مما سنفعل بالوثقتين الاخريين No. 07-00087-07-CR-W-NKL
توصف الوثيقة الحيثيات ( الدعوي هنا مقامة مابين الولايات المتحدة الامريكية ضد مارك ديلي سلجاندر .بعد أن عدل المتهم اقراره من غير مذنب الي مذنب في 7 يوليو 2010 في مواجهة 32 تهمة فيدرالية) نلاحظ اللهجة الحادة التي قدم بها الاتهام مرافعته مطالبا القاضي ايقاع أقصي العقوبات علي المتهم في كل بنود التهم. .استعطف محامو المتهم القاضي لتخفيف العقوبات ، الا فريق الاتهام نهض معترضا ! فما هي القضية ، وماعلاقتها بوزير خارجيتنا الحالي ، الاستاذ علي كرتي ، وزير الدولة بالخارجية في 2006؟
أتذكرون دعوة الوزير المحتفي به في مركز سيدار لمضيفه سلجاندر والاخرين بزيارة بلادنا ؟ حسنا ، فقد لبي ماكفيرلن النداء كما شهدنا في الحلقة الأولي وقبض 3 مليون ولم يفعل أكثر من ارسال 12 أيميل لغريشن ! اما سلجاندر فلبي دعوة صديقه كرتي وزار الخرطوم ضيفا علي وزارة الشؤون الدينية ومنظمة (جسور التواصل) في 28 أكتوبر 2009.لاندري كم جلب عليه تصريحه الذي احتفلت به (سونا) فمثل هذا الاطراء لابد له من ثمن ، قال (السودانيون يجب ان يكونوا فخورين بالتعايش الموجود في بلد يعاني من الكثير من المشكلات ان الناس لايزالون يتحدثون ويتناقشون حول الامور الدينية وينفضون بدون أي عداوات)!
قال الاتهام في وثيقته ان سلجاندر (استلم أموالا من هيئة الاغاثة الاسلامية الامريكية مابين مايو –سبتمبر2005 للقيام بحملة علاقات عامة لصالحها لرفع الحظر المفروض عليها من وزارة المالية الأمريكية بعد ان علقت وكالة التنمية الدولية الامريكية التعامل معها .اما في الفترة مابين 13 ديسمبر 2005 والي 26 أبريل 2007 فسعي لعرقلة التحقيقات العدلية بشأن هذه المنظمة المشبوهة .شريك سلجاندر هو المتهم هو عبدالعظيم الصديق" يشار له بالصديق" ، مواطن أمريكي بالتجنس ويقيم بولاية ألينوي .قام الصديق في كل التواريخ المشار اليها بالاشراف والاشتراك في حملات جمع تبرعات لهيئة الاغاثة الاسلامية الامريكية .هذه الهيئة هي منظمة خيرية مقرمكتبها مدينة كولومبيا بولاية ميسوري بالولايات المتحدة الا ان لديها أكثر من 40 مكتب عالمي برئاسة في الخرطوم السودان وعملت تحت مسمي هيئة الاغاثة الافريقية الامريكية الي ان تم تغيير اسمها قانونيا في 25 مايو 2000 لتصبح هيئة الاغاثة الاسلامية الامريكية وتولي منصب مديرها التنفيذي مبارك حامد" يشار له بحامد" (ص3-4 ) وبقي اسمها بالخرطوم كهيئة الاغاثة الافريقية (اسراء).تحكمت الرئاسة بالخرطوم في كل شئ من تعيين المدراء التنفيذيين ،تنقلات الموظفين بين المكاتب العالمية ، اختيار المشروعات، وحتي تحديد أهداف المكاتب ومباشرة حملات جمع الاموال والتبرعات.)
(وقعت هيئة الاغاثة الاسلامية الامريكية في الاول من يناير 1997 عقود مع الوكالة الامريكية الدولية للتنمية لتنفيذ مشروعي اغاثة في دولة مالي بأفريقيا .علقت الوكالة الامريكية الاتفاقات في عام 1999 وفي 20 ديسمبر 1999 تم حظر التعامل معها نهائيا وحرمت من العقود الحكومية لشكوك حول نشاطاتها المشبوهة . في 14 يناير 2004 تم ادارج المنظمة في قائمة الكونغرس السوداء للمنظمات المرتبطة بتمويل الارهاب .قرر مبارك حامد الاستعانة بخدمات من يقوم بمساعي بالكونغرس لرفع الحظر عنهم.في24 يناير 2004 وبمساعدة الصديق وسلجاندر وحامد ، ممثلا لهيئة الاغاثة الاسلامية الامريكية ، تم توظيف شخص بالحروف (ر.ب.هاء) للقيام بمجهود المساعدة لرفع الحظر عنها كمتعهد للحكومة الامريكية. في ذلك اليوم وقع حامد شيك بمبلغ 15 الف دولار للشخص المذكور وحصل سلجاندر علي6 الف دولار اتعابا لوساطته.مابين مارس –ابريل 2004 قام الصديق وحامد بتوظيف سلجاندرلرفعهم من الحظر وكانوا جميعا يعلمون ان المنظمة تدار من الخرطوم .. أجري حامد وسلجاندر محادثتين مابين 28ابريل 2004 و6مايو 2004لمناقشة كيفية تحويل مدفوعاته له عبر طرف ثالث .وبالفعل وقع الصديق يوم 24 مايو 2004 شيكا لسلجاندر بمبلغ 25 ألف دولار مسحوبا علي حساب بنك (لاسال بشيكاغو ) ، وبعد 3 أيام وقع شيكا آخر بمبلغ 25 ألف دولار مسحوبا من حساب مشروع شمال مالي ، وفي 26 أغسطس وقع حامد علي شيكين بقيمة 12.5ألف دولار لكليهما باسم رجل الكونغرس ليبلغ أجمالي ماحصل عليه سلجاندر من الاسلاميين هو 75 ألف دولار!
في غضون أكتوبر 2004 ابلغ الصديق مجلس ادارة المنظمة عن تقدم في مجهوداتهم لرفع الحظر.كان سلجاندر يعلم بأن المنظمة تحت المراقبة منذ 13 أكتوبر 2004 أما في 13 ديسمبر 2005 عندما استجوبه عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي أنكر انه كان موظفا لديهم وانكر قيامه بأي أعمال لصالح المنظمة وأنكر استلامه لأموال منهم وقال ان ماحصل عليه من أموال كانت تبرعات لأعانته في تأليف كتاب لجسر الهوة بين الاسلام والمسيحية.هذا الانكار ، رغم وجود الادلة ، يمثل عرقلة للعدالة ، وهو ماأعترف به لاحقا .أقر المتهمون بعلمهم ان منظمة الاغاثة الاسلامية الأمريكية كانت تدار كجزء من شبكة ، ويتم السيطرة عليها من الخرطوم.)
أين ذهبت فلوس الاغاثة والمتهم يدعي الفقر؟ قال الاتهام ان سلجاندر وفي 6 فبراير 2009 باع مسكنه بولاية فيرجينيا بمبلغ مليون و284 الف ونصف الدولار .عرض الاتهام أدلة كثيرة وموثقة لعمليات النصب التي تورط فيها المتهم ومنها مثلا ارتباطه ، كشاهد ، بصفقة اسلحة الي كرواتيا بمبلغ 800 ألف دولار ، وتزويره لشهادة دكتوراة وادعاء صداقة سلطان أقليم سوكوتو بنيجيريا لفك الحظر عن أموال نفطية محتجزة هناك .قال الاتهام أن سلجاندر ادعي زورا في كتابه أن ياسر عرفات أمر بقتله لمساندته لاسرائيل وان وكالة الاستخبارات الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالي أمراه "بتخفيف هجومه "علي ياسر عرفات" بل وانهما عرضا عليه لبس واقعي ضد الرصاص! وهذا كله كذب ولم يحدث ! وقال المحققون انه أدعي قيامه برحلة وهمية الي ليبيا في ظل المقاطعات الامريكية علي القذافي اضطر للسفر خلالها بدون جوازه أمريكي وركب طائرة القذافي الخاصة مرافقا لوزير خارجيته عمر منتصر! وايضا ادعي حصوله علي جائزة غاندي للسلام ، وهو ماكذبته الحكومة الهندية ، مانحة الجائزة !
وعن مركز سيدار (الذي خاطبه كرتي ابان زيارته ) تقول وثيقة المحكمة عنه وعن عضويته انها عصبة سرية تتميز بالاخلاص والوفاء لبعضها وبالنص وصفوا أعماله المشبوهة ( فعادة عندما يرغب عضو في متابعة شان يهمه ، مثل استصدار تشريع أوصياغة استراتيجية دبلوماسية فان الاعضاء الآخرين ، يسندونه من الخلف لذا فانه لا يجب ان تستغرب هذه المحكمة قدرة عضو كونغرس سابق من الحصول علي رسائل مساندة ومزكية له في أي أمر من شخصيات تنفيذية حالية أو سابقة)!أما صفحة رقم 25 فكانت عن علاقات سلجاندر المشبوهة مع وزير خارجيتنا كرتي . استشهدت هيئة الاتهام بالمقال الذي نشرته الواشنطن بوست يوم 13 مايو 2006 وان سلجاندر هو من دعي كرتي لزيارة أمريكا .بل واجتزأ الاتهام فقرة وردت في كتاب سلجاندر تقول وبالنص ( أحد أصدقاء سلجاندر الأخرين ، ممن يتم التطرق لهم في كتابه ، هو رئيس السودان عمر البشير .لقد أصدرت محكمة الجنايات الدولية مذكرتي توقيف ضد البشير لتورطه في جرائم ضد الانسانية والابادة الجماعية .نص هذه المحاضرة التي وصف فيها البشير بانه " شخص تبادلت معه الصداقة خلال عشر سنوات" ألقاها في جامعة أكسفود وموجودة في أدلة الاثباتات المرفقة تحت الرقم 13 والمعروضة أمام المحكمة !!) أما في الهامش رقم 6 من مرافعة الاتهام فقد ورد مانصه ( جدير بالذكر ان تورط سلجاندر مع كرتي ومجموعة السودان هو أكثر عمقا وللدرجة التي تجعله مستعدا وبمحض رغبته في الحديث عنه علنا.اقترح الادعاء معاقبة عضو الكونغرس السابق 16 شهرا علي الجنحة رقم 32 ، ومابين 36-48 شهرا لكل جنحة أخري وطالب المحكمة أن يقضي سنوات المحكوميات بالتتالي وأوصي بوضعه 3 سنوات تحت المراقبة"لخطورته"! في 7 اكتوبر 2010 أقر بالذنب بعرقلته للعدالة والعمل كوكيل لجهة أجنبية بدون ترخيص . كان القاضي رحيما به ، فحكم عليه بعام واحد ويوم ابتداءا من 12 يناير 2012
*********************************************************
*حلقتنا القادمة تستضيف باذن الله وزير الخارجية الذي هرب بالدسم المنزوع من المبني للقصر وطار به : الوزير معالج الضروس والأسنان،الدكتور مصطفي عثمان اسماعيل وسنري مافعله بفم الدبلوماسية السودانية !
شاهد الوثائق الكاملة على هذا الرابط :
http://alrakoba.net/news-action-show-id-50895.htm


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.