اختتم د. محمود أحمدي نجاد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية زيارة رسمية للسودان بدعوة من المشير عمر البشير رئيس الجمهورية وصدر بيان مشترك عن نتائج الزيارة والمباحثات التي أجراها الرئيسان ظهر اليوم بقاعة الصداقة . وفيما يلي تنشر (سونا) البيان المشترك :- بسم الله الرحمن الرحيم بيان مشترك بمناسبة زيارة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية لجمهورية السودان في إطار التعاليم الإسلامية السامية الداعية للعدالة والمحبة ولغرض توطيد وتعزيز العلاقات الأخوية والإسلامية بين البلدين الصديقين والشقيقين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية السودان وسعياً إلى تدعيم مجالات أوجه التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي قام فخامة الدكتور محمود أحمدي نجاد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتلبية دعوة رسمية تقدم بها له فخامة السيد عمر حسن البشير رئيس جمهورية السودان على رأس وفد سياسي واقتصادي يوم الرابع من شهر مهر عام 1390هجري شمسي الموافق ال 25 سبتمبر 2011م بزيارة ودية لجمهورية السودان . وخلال هذه الزيارة بحث رئيسا البلدين في جو مفعم بالصداقة والأخوة الإسلامية علاقات التعاون الثنائي والقضايا المهمة في العالم الإسلامي والتطورات الراهنة بالشرق الأوسط وسائر القضايا الإقليمية والدولية . وفيختام زيارة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية لجمهورية السودان اصدر الجانبان بيانا مشتركاً واتفقا على ما يلي : - نظراً للقواسم التاريخية والثقافية والإسلامية المشتركة بين البلدين أكد الجانبان على ضرورة تطوير وتنمية مختلف مجالات التعاون ذات الاهتمام المشترك على أساس مبدأ الاحترام المتبادل والسيادة الوطنية في إطار المبادئ والقواعد الدولية . -على ضوء الاتفاقيات المبرمة بين البلدين وكذلك ما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع العاشر للجنة الاقتصادية المشتركة أكد الجانبان على ضرورة متابعة وتنفيذ الاتفاقيات الموجودة والسعي من أجل البحث عن سبل تطوير العلاقات الثنائية لاسيما في المجالات الاقتصادية والصناعية والتقنية كما أكدا على عقد الاجتماع الحادي عشر للجنة الاقتصادية المشتركة في مستقبل قريب في طهران . - يثمن البلدان أهمية علاقات التعاون وتبادل الأفكار والاستعانة بخبرات بعضهما البعض في جميع المجالات ويعولان على تضافر الجهود واتخاذ مواقف مشتركة تجاه القضايا الإسلامية والإقليمية والدولية فيما يخدم مصالحهما المشتركة . -أعلن الجانب الإيراني عن مساندته ودعمه لما يبذله فخامة رئيس الجمهورية والحكومة والشعب السوداني الشقيق من أجل إقرار السلام في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ودعا الأطراف المتناحرة في هذه المناطق للسعي من أجل إعادة السلام والهدوء إليها . - أعلن الجانب الإيراني استعداده لنقل خبراته في الحقول العلمية والصناعية للسودان لاسيما الخدمات الفنية والهندسية بهدف الارتقاء بالبنى التحتية السودانية. وقد رحب الجانب السوداني بهذا الاستعداد وسيعمل الجانبان على تفعيله ميدانياً . - اتفق الجانبان على إتاحة مجالات تنظيم انعقاد اللجنتين السياسية والاقتصادية المشتركة للتعاون وإقامة أول اجتماع لهما في المستقبل القريب . - أعرب الجانبان عن ارتياحهما للتشاور واتخاذ مواقف مشتركة بين البلدين في المنظمات الإقليمية والدولية وأكدا على مواصلة وتوثيق هذا التشاور في إطار منظمة الأممالمتحدة والتعاون بين الجنوب - الجنوب ومنظمة التعاون الإسلامي وحركة عدم الانحياز . -استعرض الجانبان التطورات العالمية ونددا بنظام الهيمنة الظالم السائد في العالم ، مؤكدين على إقامة نظام عالمي جديد يقوم على العدالة واحترام حقوق جميع الشعوب . - دعم الجانبان مواقف بلديهما في المؤتمر الأخير لمكافحة الإرهاب بطهران وأكدا التزامها بالتعاون في مجال مكافحة الإرهاب وضرورة الفصل بين الإجراءات الإرهابية عن حق الدفاع المشروع كما انتقدا سياسات ازدواجية المعايير لبعض الدول ومواجهة هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد السلام والأمن الدوليين . -ناقش رئيسا البلدين التطورات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط والشمال الأفريقي وأكدا على أن أي نوع من التدخل الأجنبي في شؤون دول المنطقة يؤدي إلى تعقيد الأمور أكثر فأكثر . ودعم الجانبان مطالب الشعوب المشروعة وطالبا بالامتناع عن القيام بأي أعمال عنف وذلك حفاظاً على الهدوء وإقرار الاستقرار والأمن في هذه الدول . - اعتبر الجانبان القضية الفلسطينية أهم الأولويات الإقليمية والدولية التي تتمتع بمكانة خاصة في العالم الإسلامي . وأبديا دعمهما ومساندتهما لكفاح ونضال الشعب الفلسطيني وشددا على أهمية توحيد الصف الفلسطيني على مسيرة الدفاع عن الطموحات الفلسطينية في إقامة الدولة الفلسطينية على كافة أراضيها وعاصمتها القدس الشريف وكذلك عودة الفلسطينيين إلى وطنهم الأم . - ترحب جمهورية السودان بتعاون الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) وتدعم هذا التوجه وتؤكد على حقوق الدول الأعضاء في (NPT) في البحث والتنمية واستخدام الطاقة الذرية لأغراض سلمية . - أكد الجانبان على قناعتهما الراسخة بضرورة جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل لاسيما السلاح النووي ولفتا انتباه الأسرة الدولية للسلاح النووي الموجود لدى الكيان الصهيوني الذي يهدد السلام والأمن الدوليين كما شددا على ضرورة عمل المؤسسات الدولية المسؤولة للقيام بخطوات سريعة لمواجهة هذا التهديد . - أشار الجانبان إلى انعقاد أول مؤتمر للصحوة الإسلامية بنجاح في طهران والتواجد الفاعل للوفد السوداني في هذا المؤتمر وأعلنا عن دعمهما لوجهات النظر وقرارات المؤتمر الختامية وأكدا على ضرورة استمرار التشاور البناء من أجل التعزيز والحفاظ على الاستقلال وسلامة الأراضي ووحدة الدول الإسلامية وكذلك عودة العزة الإسلامية والكرامة إلى الشعوب المسلمة . تقدم فخامة الدكتور محمود أحمدي نجاد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية في نهاية هذه الزيارة بالشكر والتقدير لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي لقيها من فخامة السيد عمر حسن البشير رئيس الجمهورية وكذلك تقدم بالشكر إلى الحكومة والشعب السوداني .