بملف التحقيقات امس الثلاثاء نشرت (الرأي العام ) على صفحتها التاسعة ، تحقيقا تحت عنوان (مأساة الطفلة التركية يسرا إبيك سنان ) .. نداء إنسانيا للحكومة التركية عبر السفير التركي بالخرطوم ، اوضحنا خلاله بالتفصيل حالة الموت شبه السريري التي تعاني منه الطفلة (يسرا ) ، البالغة من العمر (8) سنوات ،والتي ترقد في سبات تام ، وإعاقة كاملة بنسبة (100%) لإصابتها بشلل دماغي بسبب حمى مجهولة اصابتها عندما كانت في الثانية من عمرها ، وذلك بمنزل والدتها ?? فاطمة الإمام ?? السودانية الجنسية بحي الأزهري مربع (16) ، الخرطوم ، ناشدنا من خلال النداء الإنساني الحكومة التركية عبر السفير التركي بالخرطوم ، باستمرار الدعم الحكومي والتركي الذي كان يقدم لها أثناء وجود الطفلة بتركيا ، وتوقف عقب عودة والدتها بها للسودان لرعاية والديها المسنين . في وقت متأخر من مساء الاثنين (اول امس )تلقيت محادثة هاتفية مؤلمة من والدتها السودانية الجنسية (فاطمة الامام ) ، قالت لي : سوف انقل لك خبرا مؤلما .. (يسرا) ماتت !!.. حقيقة الجمتني المفاجأة ، وصدمني الخبر ، فالموت حق ، ولكن وقعه كان قاسيا .. والمفاجأة المؤلمة الأخرى ، أنها توفيت عصر الأحد الماضي الموافق (18) ديسمبر الجاري وسألتها : ولماذا لم تخبريني بالوفاة فورا ؟ قالت (الأم الباكية ) : الصدمة شلت تفكيري ، كما ان كثرة المعزين والمعزات من الاهل والاقارب والزملاء انستني موضوع النشر ، كذلك لم اكن اتوقع نشر التحقيق بهذه السرعة في الصحيفة ولذلك اعذرني يا استاذ التاج. متى وكيف توفيت ؟ توفيت منتصف نهار الاحد الماضي وكنت وقتها في عملي وعندما غادرت المنزل كانت (كويسة ) وبعد وصولي مكان عملي اتصلت بي العاملة التي ترعاها اثناء غيابي في العمل ، حوالي العاشرة والنصف صباحا ، وقالت انها كانت (تعبانة ) تعاني من ضيق في التنفس لكنها عادت لحالتها الطبيعية بعد فترة قصيرة ، وشربت كمية من المياه ، وتناولت ملعقتين (سيريلاك ) باللبن ، بعدها رفضت تناول او شرب اي شئ ، واصبحت رجلاها باردتين ، ونصفها الأعلى دافئا ، فاخبرت العاملة جدها ، فوجد النبض ضعيفا ونفسها أيضا فاخبرني بذلك عبر الهاتف ، وعدت من العمل بسرعة ، وقمنا بنقلها الى مستشفى الأطباء ، فاجروا لها الإسعافات اللازمة ، وحقنوها بال(ادرينالين ) لتنشيط ضربات القلب ، بجانب الاوكسجين ، وحاولوا انقاذها بالتنفس الصناعي الا انها لفظت انفاسها الاخيرة وفاضت روحها الطاهرة . وفي تقرير الوفاة ذكروا انها توفيت قبل وصولها المستشفى رحمها الله ، فقد ماتت (يسرا ) في هدوء ، وتم دفنها بمقابر الصحافة الساعة الثالثة عصر الاحد الماضي. مساء الاثنين ، وبينما كانت الصحيفة تحت الطبع (جاهزة ) ، توجهت لحي الازهري لأداء واجب العزاء لوالدتها وأسرتها وبالطبع فات الوقت على إيقاف طباعة الصحيفة ، فالوقت كان متأخرا .. قالت لي والدة الطفلة المرحومة ووجهها مغطى بدموع فراق فلذة كبدها : شهران وأنا اناشد السفارة التركية لرعاية الطفلة لكونها تركية معاقة بنسبة (100%) لمتابعة علاجها وتغذيتها الخاصة لكنهم للأسف لم يعيروني أي اهتمام ولذلك ساءت حالة الطفلة .. وهذه هي النتيجة ، ولا عزاء للحكومة التركية ، او سفارتها بالخرطوم ، رغم حضورهم للعزاء ، وقدموا لي مبلغ الف جنيه ، وكنت انوي رفضها لولا إصرار وتدخل بعض الأقارب . واشكر صحيفة ( الرأي العام ) ، الأستاذ ( التاج عثمان ) الذي وقف بجانبي في محنتي . المحرر الموت حق ، لكنني اتساءل : لماذا أهملت السفارة التركية بالخرطوم نداءات والدة الطفلة لاستعادة دعم الحكومة التركية لعلاجها ، لأكثر من شهرين كما قالت الأم المكلومة (فاطمة الإمام ) . كتب : التاج عثمان