الرواية السودانية التي تكتبها المرأة بدأت في السودان ماضية لدى الكاتبة ملكة الدار محمد خمسين عاما حيث كتبت (الفراغ العريض) وناقشت به مشكلات المرأة السودانية ومشاركتها الحياة العامة بوصفها تصف المجتمع وفي الرواية إشارات كبيرة لوضوع المرأة قبل خمسين عاما مضت حيث تتبلور حقوقها بشكل واضح . ولم ينضج وعيها بمطالبتها لهذه الحقوق ولعل رواية الفراغ العريض ان كتبت قبل اربعين عاما قد ناقشت كل هذا وتجئ على صعيد الكتابة الروائية فنيا متقدمة جدا ثم اعطيت في هذا المرحلة فترة من الصمت فلم تخط روايات تتقدم على هذا النص ادبيا وفكريا إلابعد فترة طويلة فظهرت بثينة خضر مكي في عدد من الروايات التي ناقشت وضع المرأة وسط التحولات الاجتماعية والفكرية والسياسية والعديدة الا ان معالجات بثينة لم ترتبط كثيرا بالحراك السوداني بقدر ماهي ارتبطت بالكتابة الروائية العربية التي تناقش وضع المرأة بشكل عام في المجتمعات العربية المعاصرة . ولعل وضع المرأة السودانية الراهن و ان شابه كثيرا من النواحي برصيفتها واختها العربية الا ان المرأة السودانية وضعها يبدو اكثر ضيقا وتعسفا في العواصم العربية المتقدمة ثم ظهرت كاتبات جدد (رانيا مامون)(هبتني)اما زينب بليل تعتبر من الرائدات لها رواية الاختيار تتحدث عن قطاع المنظمات السودانية مع أوائل فترة نهضة الاستقلال ان اعطيت الاستقلال وهو جيل الامهات المستنيرات اللائي كن يعملن على تحقيق قول شوقي: الأم مدرسة إذا أعدتتها أعدت شعبا طيبا الأعراق وبالتالي ركزت الرواية علي دور المرأة المتعلمة ودورها التقليدي في التنمية الاجتماعية والثقافية. حيث بدأت الرواية تتحرك في مجال اجتماعي وثقافي أكثر رحابا واصبحت تختلف الرواية من النظرة التقليدية التي تصنف الكتابة الى كتابة نسوية وكتابة ذكورية وقد فازت أخيرا الأديبة ليلى صلاح بجائزة الطيب صالح حيث اصبحت المرأة الكاتبة تنظرللجميع بوصفها إنسانا مساويا للرجل في الحقوق والواجبات دون تلك العقدة التي كانت تعاني منها في السابق بانها اقل من الرجل مكانة فهي ما تنتجه من ادب مساو لما ينتجه الرجل ومن ثم هناك موضوعات خاصة بأدب النساء انفتحت على المجتمع بكامله وبكل قضايا بصرف النظر عن الأنوثة والذكورة. عيسي الحلو
