قال الإمام الصادق المهدي إنه ومهما اختلفت رؤانا السياسية، عندما يمس الوطن بسوء، تتحد المشاعر، كما اتحدت غضباً تلقائياً عندما احتلت هجليج، واتحدت فرحاً جماعياً عندما عادت إلى حضن الوطن، وقال لدي مخاطبته مركز راشد دياب أمس إن أزمة هجليج أبرزت العديد من الدروس، أولها أن أهل السودان في أمر الوطن جماعة واحدة، بلا أحزاب، حيث يستطيع الحزب الحاكم أن يجير هذا الشعور الهادر الصالح فكرياً للاستقطاب، كما يستطيع أن يجسده في حكومة راشده تصفي دولة الحزب التي لم يجن السودان منها إلا الهشيم. وقال المهدي إن اتفاقية سلام نيفاشا ليست اتفاقية سلام شامل كما قلنا من البداية، بل كانت عنقود عيوب،لأنها علقت السلام في ثلاث مناطق حيوية، هي أبيي، وجنوب كردفان، والنيل الأزرق، وإن الاتفاقية وضعت سقفاً غير مشروط، حال دون تحقيق سلام شامل في دارفور. وقال المهدي إن الاتفاقية أغفلت الترتيبات حول البترول حال الانفصال، مشيراً إلى أن هذه القضايا أهملت أثناء الفترة الانتقالية، وصارت ألغاما بعد الانفصال. وقطع المهدي بأن لا مجال لإزالة هذه الألغام إلا بإبرام الاتفاقيات، وأشار المهدي إلى أن هنالك حالة تفريط في الدفاع عن المناطق الحيوية، وأن هجليج من أهم المواقع الاقتصادية، وأضفأنه تفريط يوجب المساءلة)، وقالمن حقنا أن نتطلع لمساءلة جنوبية وأفريقية ودولية للمغامرين في الجنوب عما ارتكبوه، ومن حقنا أن نطالب بتعويضات عن الخسائر، ومن واجبنا أن ندعم دفاعنا في كل المواقع، خاصة بقاع التوتر). وقالنحن مطالبون بمشروع مدروس يحقق في الوطن ربيعاً عربياً ً، يصفي دولة الحزب، ويقيم دولة الوطن)، وأضافنحن في حاجة إلى مشروع مدروس للتعامل مع النظام الدولي، وكذلك للسلام الشامل بنزع فتيل الحرب من مواقعه).