كشف رئيس حزب الأمة القومي المعارض الصادق المهدي عن تحضيرات تجريها أحزاب المعارضة لتنظيم مظاهرات في ولايات البلاد قال إن من شأنها إسقاط النظام في حال صارت "مليونية" بجانب أخرى تنفذها الجاليات السودانية أمام السفارات في الخارج. وأضاف المهدي في مؤتمر صحفي بالخرطوم الأربعاء أن أحزاب المعارضة بصدد التوقيع على وثيقة تقر المظاهرات التي وصفها بأنها وسيلة سودانية لربيع سوداني لكنه رفض تحديد موعد قاطع لتنفيذها. وأوضح أن المعارضة الآن أوسع من كل الأحزاب بالنظر للحركات المطلبية الشعبية فضلاً عن وجود معارضة كبيرة داخل الحزب الحاكم، مشيرًا إلى أن "التظاهر يمثل أيضًا وسيلة ضغط بجانب ضغوط المجتمع الدولي لإحداث التحول الديمقراطي والسلام بالبلاد". واستحسن المهدي الحل الاستباقي من جانب الحزب الحاكم والرضوخ لمطالب التغيير كما حدث في جنوب إفريقيا وإسبانيا وشيلي وغيرها من الدول اللاتينية لكنه عاد وقال إن تحضيراتهم جارية لتنفيذ المظاهرات، قائلاً: "سنرى أيهما أسبق". وأقر بعدم استعداد المعارضة الكامل للمرحلة التي تلي تغيير النظام لكنه قال إنها نجحت في الاتفاق حول بعض خلافاتها الداخلية وشدد على مخاطبة حملة السلاح للاتفاق على مستقبل البلاد. واندلعت في يونيو ويوليو الماضيين احتجاجات في العاصمة الخرطوم وأنحاء متفرقة من السودان بسبب إجراءات اقتصادية قاسية تبنتها الحكومة شملت رفع الدعم عن الوقود وزيادة الضرائب وتعويم العملة الوطنية هي الأقوى منذ وصول البشير إلى الحكم في العام 1989 لكن الأجهزة الأمنية استطاعت احتواءها. وأعلن البشير أكثر من مرة خلال العامين الماضي والحالي أنه لن يترشح لرئاسة الجمهورية في الانتخابات المنتظر عقدها في العام 2015 وهو ما اعتبره معارضوه محاولة لمنع انتقال ثورات الربيع العربي إلى السودان. وخضع البشير إلى عملية جراحية في حنجرته أمس الثلاثاء بالمملكة السعودية هي الثانية خلال ثلاثة أشهر، رأى محللون أنها تعزز احتمال عدم ترشحه للانتخابات. وقال عميد كلية العلوم السياسية بجامعة الزعيم الأزهري آدم محمد أحمد لمراسل وكالة الأناضول إن إصابة البشير في الحنجرة إذا كانت بالغة من شأنها عرقلة ترشحه لأنها ستعيقه عن أداء مهامه الرئاسية، ونبه إلى أن الخطابة من أهم مقومات الشخصية الرئاسية في العالم الثالث. وأضاف محمد أن الوضع الصحي للبشير (68 عامًا) حتى وإن لم يكن متأزمًا يمكن أن يكون مخرجًا له ولحزبه لضمان عدم ترشحه تحت غطاء مقبول لتفادي الأزمة التي تحيط بالبلاد بسبب ملاحقته من المحكمة الجنائية.