تشهد العلاقات بين السودان وبلاد الحرمين الشريفين، المملكة العربية السعودية، تطوراً متنامياً في كافة المجالات، ويعد مجال التعليم من المجالات التي شهدت تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة من علاقات البلدين ،و كانت المملكة العربية أكثر البلدان التي شهدت هجرات مكثفة للكفاءات السودانية نحوها، لاسيما في أعقاب الأشهر التي تلت إنفصال جنوب السودان، وما ترتب علي ذلك من تداعيات إقتصادية. وقد درجت "الملحقية الثقافية" بسفارة المملكة العربية السعودية بالخرطوم سنوياً ،على إصدار تقرير دوري يغطي نصفيْ السنة ،ويتناول أهم أعمال ومناشط الملحقية ،ودورها في تعميق العلاقات وتبادل المصالح بين شعبي البلدين. وقد تحصل المركز السوداني للخدمات الصحفية (smc) على آخر تقرير دوري ،وقد حوى مؤشرات عدة على صعيد تفاعلات البلدين. وفيما يلي تقرير يعكس توقعات وآفاق تطور تلك العلاقات المتجذرة بين السودان والمملكة العربية السعودية . أخذ عدد من الطلاب السعوديين إختيار الجامعات السودانية كوجهة للدراسة ،سواءاً على صعيد مراحل البكلاريوس، أوالدراسات العليا و كانت الى وقت قريب تعتبر جامعات البلدان الغربية ،أكثر الجهات التي يقصدها الطلاب الخليجيون عموما،ً والسعوديين على وجه الخصوص ؛ ونظراً لما عُرف عن هذه البلدان الخليجية، من ثراء يعين الجامعات الغربية المتعطشة للتمويل وتأمين مصادره بكافة السبل. ولكن يترتب على إبتعاث الطلاب العرب – من بلدان الخليج – مبالغ مالية باهظة ،مع أن معظم "الإختصاصات" التى يذهب لدراستها هؤلاء الطلاب، موجودةً أصلاً في البلدان العربية ،حيث يمكنهم نيل أرفع الدرجات ،وبمستويات علمية لا تقل عن تلك الموجودة في الدول الغربية، مع فارق القدرات والإمكانيات والبنيات التحتية المتوفرة لدى جامعات (الغرب) ؛فضلاً عن التاريخ الطويل والخبرة. ومؤخراً أخذ صناع القرار في بلدان الخليج العربي يتجهون نحو تبني إستراتيجيات جديدة تختلف عن تلك التي تم إعتمادها في الماضي ،بخصوص الإبتعاث إلى الجامعات الغربية ؛وذلك على مسارات مختلفة أولاً: تأسيس جامعات ذات سمعة عالمية مثل ،جامعة (الملك عبدالله للعلوم والتقنية) في المملكة العربية السعودية، وزيادة الاعتمادات المالية المخصصة للتعليم العالي ،وترقية وتطوير نظم إعتماد المناهج والإستراتيجيات والتخطيط ،بما يرقى بمستوى تلك الجامعات إلى مصاف الجامعات الغربية ؛وسجلت الجامعات السعودية في السنوات الأخيرة تقدماً ملحوظاً في التصنيف العالمي للجامعات. والمسار الثاني، هو تأسيس فروع للجامعات العالمية في بلدان الخليج الغربي،خاصة في الإمارات العربية ،والكويت ،وقطر ؛وهو وفر فرصَ الإلتحاق بها ،وتقليل تكاليف السفرو الإبتعاث إلى الغرب؛اما المسار الثالث فهو الإتجاه نحو الجامعات في الدول العربية. وبحسب التقرير الذي أصدرته الملحقية الثقافية بسفارة المملكة بالخرطوم ،والذي غطى الفترة ما بين 15/7/1433 إلى 15/1/1434ه ،فقد بلغ عدد الطلاب السعوديين في ثلاث جامعات سودانية هي الخرطوم، الجزيرة والنيلين، حوالي (76) طالباً وطالبة. بين الجدول التالي: التخصص جامعة الخرطوم الجزيرة النيلين المجموع علوم إنسانية 3 - - 3 معلوماتية 1 - 2 3 علوم إدارية 1 - - 1 الطب البشري 5 30 - 35 طب أسنان 1 20 - 21 القانون 1 - 5 6 علم النفس 1 - 2 3 علوم سياسية - - 1 1 إدارة مكتبات - - 1 1 علوم رياضية 1 - - 1 لغة انجليزية - - 1 1 المصدر: التقرير السنوي للملحقية الثقافية لسفارة المملكة العربية السعودية بالخرطوم(بتصرف طفيف). وأما الطلاب السعوديون الدارسون بالجامعات السودانية فيتوزعون على النحو التالى:جامعة الخرطوم (14)، والنيلين (12)، أما الجزيرة (50)،الجملة = (76) ولم يقف تفضيل الطلاب السعوديين للجامعات السودانية على مراحل البكلاريوس، فقد تعدى إهتمامهم إلى مراحل الدراسات العليا ،حيث يورد تقرير الملحقية السعودية ،أنه يدرس في مرحلة الماجستير بجامعة الخرطوم ،طلاب سعوديون في التخصصات التالية: مناهج وطرق التدريس (6) ،والدراسات الإسلامية (2) ،وعلم الاجتماع (1)، والإدارة العامة (1) ،وعلم النفس (1)، والفيزياء (1). أما في مرحلة الدكتوراة، فيدرس من السعوديين بالجامعات السودانية في تخصصات: أصول التربية (1)، ومناهج وطرق التدريس (2)، وعلوم البيئة (1)، والدراسات الإسلامية (1) ويصل مجموع طلاب الدراسات العليا من السعوديين (18): بجامعة الخرطوم (12) والجزيرة (5) والرباط الوطني (1). ويعكس إضطراد نشاط الملحقية الثقافية ،في مجال توثيق المستندات والأوراق الثبوتية، مجاناً وبدون رسوم مدى الحراك العلمى المتبادل الذى بلغته علاقات البلدين ؛ويذكر التقريرإجراءات التوثيق ،قد بلغت في الفترة التي يغطيها التقرير حوالي (5600) شهادة ،تفاوتت ما بين شهادات جامعية، وفوق الجامعية، ومراحل ما قبل الجامعة. وبين الجدول التالي عدد المتعاقدين السودانيين مع الجامعات السعودية: م الجامعة عدد المبتعثين النسب المئوية 1 الملك عبد العزيز 34 4% 2 أم القرى 33 3% 3 القصيم 41 4% 4 تبوك 50 5% 5 الملك سعود 16 2% 6 طيبة 30 3% 7 الحدود الشمالية 27 3% 8 الملك فيصل 11 1% 9 حائل 2 0% 10 نجران 47 5% 11 الباحة 1 0% 12 الدمام 37 4% 13 جازان 15 2% 14 الملك فهد 2 0% 15 سلمان بن عبد العزيز 38 4% 16 الجامعة الإسلامية 4 0% 17 شقراء 303 32% 18 الأميرة نورة بنت عبد الرحمن 11 1% 19 حائل 9 1% 20 جامعة الجوف 21 2% 21 الطائف 58 6% 22 الملك خالد 157 17% 23 الإمام محمد 2 0% المصدر: التقرير السنوي للملحقية الثقافية لسفارة المملكة العربية السعودية بالخرطوم وبذلك يبلغ مجموع التعاقدات لأعضاء هيئات التدريس مع الجامعات السعودية (949)، بواقع (334) محاضر/محاضرة (ماجستير) 35%، و(615) أستاذ/أستاذة جامعة، بنسبة 65%. ولا تزال عملية الهجرة المتبادلة بين مواطني السودان والعربية السعودية متواصلة؛ وكان النائب الأول لرئيس الجمهورية، الأستاذ علي عثمان محمد طه ،قد صرّح مؤخراً، أن الدولة قد فتحت باب الهجرة وسمحت للكفاءات السودانية بذلك، من أجل إتاحة الفرصة لهم لتحسين أوضاعهم، في ظل الصعوبات التي يعاني منها اقتصاد البلاد. مما يعني أن إمكانيات التبادل العلمي بين الطرفين سوف تستمر في مستقبل الأيام إلى آفاق أرحب.