في الوقت الذي تتسابق فيه لجان المساجد للإقبال على بيوت الله من تجهيزات تساعد على العبادة بوضع مناديل ورقيّة وتوفير ثرامس للمياه الباردة وتهيئة أماكن الوضوء ، راجين بذلك ثواب الله تعالى ، إلا أن مسجد الشارقة بجبرة مربع (13 ) يشذ عن القاعدة بفرض مقابل " مادي " مقابل الدخول لدورات المياه الواقعة داخل المسجد المشيّد على نفقة أحد الخيّرين .! بالأمس القريب أدركنا صلاة المغرب بهذا المسجد ذو الفناء الواسع ، والمحاط بمنازل فخمة " متعددة الطوابق " وما أن هممنا للاستعداد للصلاة وإلا نفأجأ " بمتحصل " يضع طاولته لتحصيل مبلغ مقابل خدمات الاستعداد للصلاة ، ولايصلي مع الجماعة ! بعد أن فرغنا من الصلاة التقيت بإثنين من المصلين من جيران المسجد ويبدو أنهم بلجنة المسجد ، سألتهم عن هذه الضريبة " المفروضة " مقابل الصلاة بمسجدهم ، فدافعوا عن ذلك " بشراسة " تفتقد للمنطق قائلين أن العائد يذهب " لحارس " المسجد مقابل النظافة ، قلت لهم أيعقل ذلك في مسجد بهذا الحي " الراقي " لايستطيع أن يوفر راتب الحارس الذي لايتجاوز ال 300 جنيه تدفع وزارة الأوقاف نصفه إلا من هذا الاستثمار " المشين " في حقنا كمسلمين أولاً وسودانيين ثانياً ، هذا لايحدث إلا في السوق الشعبي بالخرطوم وليس في إحدى بيوت الله ، وحتى أن موقع المسجد ليس مجاوراً لسوق أو مركز خدمي عام لنقول أن من يرتاده غير المصلين " ويبرر " لهذه الجباية الغريبة ، بل هو في قلب حي " هاديء " تخلو شوارعه من المارة في أغلب الأوقات !! قلت لهم مساجد بأحياء شعبية فقيرة لاتتبع هذا السلوك الغريب وهي تقبض ثمناً مقابل الاستعداد للصلاة ، يارجل في شوارع الخرطوم هناك من يوفرون مياه ومفارش للماره يبتغون بها وجه الله ، فمع مساكنكم " الشاهقة " وأوضاعكم التي تبدو عليها " النعمة والترف " أيعجز كل مصلي أن يضع بصندوق التبرعات " جنيهين " بدلاً أن " تصدموا " ضيوفكم من المصلين بطاولة " الجباية " هذه !! للأسف ليت أن المبلغ المتحصل يساوي " شيئاً " في " قيمته " المادية ولكنه " ينقص " كثيراً في حق من هم " حول " المسجد ، فإذا كانوا يتعاملون مع بيوت الله بهذا " البخل " فمابالهم في بيوتهم ! قلت لهم هناك فناء كبير للحي ماذا لواستثمرت بمحلات تجارية بدلاً عن هذه " الفكة " الزهيدة والمشينه في حقهم ! للأسف قابلوا كل ماقلناه بكثير من " السخرية " وعدم المبالاة وهم ماضون بلا حياء في فعل لايشبهنا كسودانيين ! والامر مرفوع لوزارة الشئون الدينية والأوقاف بولاية الخرطوم ، هل ذلك " موافقاً " عليه بمساجدها أم كل لجنة مسجد تشرع وفق مايحلو لها ؟ نصيحتي لكم إذا حللتم ضويفاً بجوار مسجد الشارقة بجبرة مربع (13) لاتخطف عراقيك للصلاة وتنسى محفظتك " بجلابيتك " لان هناك من يطالبك بضريبة مقابل الاستعداد للصلاة ، وقد لايسعفك الوقت لتتجه لمسجد آخر تكرم فيه " لجنة المسجد " ضيوف الرحمن !!!