كنا بالأمس ننتقد بعض الفنانين الشباب حول ما يقدمونه من أغنيات ركيكة عرفت بما يسمى بالغناء الهابط الذي يخدش الحياء ويمثل عورة مجتمعية نخجل من إدخالها لمنازلنا يرددها بعض صبية الغناء حجتهم في ذلك بأن السوق عايز كده وهذه لغة جيلهم، وقلنا لهم نحن من جيلكم ولكن مثل هذه الأعمال الغثة لا تمثلنا ولكن تمثل بنا عبر مفرداتها عديمة المضمون والتي تذوب سريعاً مثل فقاعات الصابون، ولكنهم واصلوا في ترديدها بدون ضابط أو رقيب عليهم، بل تطور الأمر أكثر من ذلك وأصبح الهبوط ليس في ما يقدمه بعضهم من أغنيات ساقطة فقط، بل تمدد الأمر أبعد من ذلك وأصبح السقوط في تصرفات بعض صبية الغناء بأفعال مشينة للحد البعيد لا تمت لسلوك وأسلوب الفنان بصلة حتى بتنا لا نكترث كثيراً لمطالعة أخبار القبض على فنان مخمور أو القبض على فنان بسجارة حشيش (يا اخوانا إذا ابتليتم فاستتروا)، فمثل هذه الأفعال تخصم كثيراً من الفنان، ولكنهم يواصلون في عبثهم هذا.. وتطور الهبوط والسقوط أكثر من ذلك وأصبحت أفعال بعض المغنواتية الرذيلة تمس سمعة وكرامة وأخلاق كل المجتمع السوداني بانتشار أفعال أقدم عليها أحد مدعي الغناء تهز عرش الرحمن، وأصبت بصدمة كبيرة وأنا أقرأ خبراً يوم أمس الأول بصحيفة آخر لحظة ساقته زميلتنا النشطة مسرة شبيلي جاء نصه كالآتي: (قدمت نيابة بحري (فناناً) معروفاً و(8) أشخاص آخرين للمحاكمة تحت طائلة المادة (251) من القانون الجنائي الأفعال الفاضحة تم ضبطهم داخل شقة ببحري يرتدون ملابس نسائية فاضحة، وبعد مداهمة الشقة عثر على المتهمين وبعضهم يرتدي (اسكيرتات) وآخر يرتدي ملابس نسائية فاضحة، وعثر في الشقة على كريمات وعطور نسائية (خمرة ودلكة) وإناء به حنة، كما عثر على مقاطع ڤيديو جنسية فاضحة لرجال ملثمين).. .. بالله عليكم هل يوجد انحطاط أخلاقي أكثر من ذلك بسلوك لا يهدم سمعة الفن فقط.. بل يهدم مجتمعاً محافظاً بكامله.. وهل وصل الحال ببعض المغنواتية إلى هذا الدرك السحيق.. فبالأمس كنا ننتقد بعضهم بعنف لترديدهم لأغنيات هابطة وأغنيات البنات بحناجرهم الرجالية ولكن تطور الأمر ووصل قمة التردي.. فبعد أن استباحوا ترديد أغنيات البنات زاد أحدهم أكثر في الانحطاط ولم يكتفِ بالغناء فقط واتجه مع أصدقائه لارتداء ملابس البنات واستخدام أدوات تجميلهن لدرجة (الخمرة والدلكة)- كترتو المحلبية شوية- يعني تاني بالطريقة دي الواحد لو عندو مناسبة في البيت قبل ما يتفق مع الفنان يتحرى عنو.. فمثل هذه التصرفات أيها المغنواتية تنعكس على سمعة الفنانين عموماً، ألم تتعلموا من كبار الفنانين السلوك القويم والأخلاق الحميدة التي يتمتعون بها.. فكل كوارث الغناء جاءت من بعض صبية الغناء الصغار ولو تركوهم في سقوطهم هذا فسمعة الفنانين في خطر كبير.. ولا أدري ماذا ينتظر مجلس المهن الموسيقية والمسرحية ليزجر أمثال هؤلاء ويجردهم من مهنة الغناء لأنهم لا يمتلكونشيئاً لا فناً ولا أخلاق، بعد كل ذلك يقول رئيس المجلس الفنان صاحب هذا السلوك ليس مسجلاً بالمجلس ولا هو مقيد عندنا.. طيب يا شخينا بتسكت بعد كلامك ده ولا عندك ليهو عقوبة رادعة- قال ما عضو بالمجلس قال- أوليس هذا السلوك الصادر منه يسيء لسمعة كل الفنانين ويضر بهم- وبعد ده كلو تقول ما مسجل في المجلس- والله حيرتنا عديل كده يا شيخنا مجلسك ده لحدي متين بتفرج على هذه الفوضى والهرج والمرج الذي يسود الساحة، وأين قوانين المجلس واللوائح التي تمت إجازتها- حاجة غريبة. .. في الختام أتوجه باعتذار شديد لكل الفنانين الكبار وبعض الشباب عن ما أصابهم من رشاش جراء تصرفات بعض مغنواتية آخر الزمان الساقطة.. وأقول لهم كان الله في عونكم وعون سمعة الفنانين في بلادي. صحيفة آخر لحظة