جوبا لعلها تعرف اليوم فقط أن كتائب أربعة من جيشها قد انطلقت إلى ياو ياو.. منضمة إليه ضد سلفا. واللواء شيوت صدام.. واللواء طوان دود دينق.. والعميد شول قاقا والعميد جيمس نل الذين تسللوا من بلفام يهدر حولهم عدد كثيف من العربات متجهة إلى أعالي النيل. واللواء ياو ياو قائد التمرد الجنوبي ضد سلفا كير يستمع من هاتفه لحديث اللواء استخبارات جيمس نل.. ثم يسلم هاتفه إلى نائبه اللواء «موتنا عبد الله» ومشار وإيقا وسلفا وآخرون يجتمعون بعد ساعات من زيارة البشير.. ويباركونها.. ونحدث صباح الخميس أن سلفا كير يتبادل الشتائم مع النواب ومع مشار وغيره... و... واللقاء المدهش يبارك قطع صلة حكومة الجنوب بالفرقتين التاسعة والعاشرة. «ما يعني أن جذور قطاع الشمال تنزع من الأرض». بعدها بساعات مشار وسلفا كير يشتبكان بعنف ومساء أمس الإثنين سلفا كير يطرد مشار من نيابة الرئيس ويجرده من كل شيء. وجوبا مساء الإثنين وصباح الثلاثاء تشهد الترجمة الجنوبية لفيلم «قصر منشية». لكن صاحب القصر هنا «البشير» لما كان يهبط جوبا كانت مجموعة عرمان تعرف أن الفأس تضرب هامتها. ولم يكن هبوط طائرة البشير هو الفأس. الفأس كانت شيئاً أعظم. وامرأة جنوبية عادية تقترب من قائد شرطة سلفا كير جنوب المطار ... «قبل دقائق من هبوط طائرة البشير» وتهمس له بأنها «تلحظ وجود شماليين وسط الجماهير.. حاجة كده غريبة»!! والتوتر يجعل استخبارات سلفا كير تنطلق وتعمل بذكاء. والمخابرات هناك اكتفت بطوق أمني صارم حول الجماهير «الجزء الذي أشارت إليه المرأة» بعد دخول البشير يشرع الأمن في تفتيش الجمهور.. ويكتشف وجود ثمانين من قوات عرمان أرسلهم لإطلاق ما يكفي من التخريب لإفساد الزيارة. والخطوة المباركة تجعل سلفا كير يرد بسحب تعامل الجنوب مع قطاع الشمال!! لكن اللواء جيمس نل قائد مخابرات التمرد الجديد يحدثنا أن بداية مايو القادم «الأول من مايو وحتى العاشر» هي موعد الهجوم على جوبا والرجل يعلن مباشرة أن إطلاق سايمون قرويج من سجن سلفا كير هي ما يجعل الهجوم يتأخر قليلاً.. والرجل يحدثنا حديث من لا يرى داعيًا لإخفاء شيء.. وهو يحدثنا من أعالي النيل ويحدثنا أن ترتيبات أعالي النيل وملكال والرنك يديرها مايوث دينق الذي يحشد أولاد فنجاك وأن الفرقة الثامنة تعد شيئاً وأن منطقة القناة تشهد شيئاً وأن .. وأن.. «2» والمشهد يعني أن ياو ياو.. الذي لم يلتق بالمجموعة الجديدة حتى أمس يعيد ترتيب أوراقه وأن مشار يعيد ترتيب أوراقه وأن .. سلفا يعيد وأن العزيز باقان يعيد وأن الحلو الذي لا يدري ما يحدث تحت أقدامه نحدثه الأيام القادمة بما يجري.. تحت أقدامه هذه ونبعث إليه بتحيات ضابط الاغتيالات «سي.. كوم» الذي يرسله إلى الخرطوم الأسبوع الماضي ... و... و... وأطراف المشهد تسارع بعشاء البشير الذي يدعو إليه سلفا وياو ياو.. ويضيف مقعداً الآن لجيمس نل. .. ولولا أن البشير يفقع المرارة بحديثه عن التقاعد لكان الأمر بديعاً تماماً.