تعتبر نوري مدفناً ملكياً لكل الملوك النوبيين وواحد من مفاتيح التاريخ الحضاري ليس للسودان فحسب بل لكل وادي النيل وذلك لما تزخر به من مواقع اثرية عديدة ومتنوعة ، وهذا مايؤكد ان السودان من اكثر الدول العربية والافريقية حضارة تليدة وتاريخاً زاخراً بالكثير والمدهش وذات الحضارة هي التى جعلت قدماء المصرين يطلقون علي السودان (تانسحو) وتعني هذه الكلمة ارض الله أو ارض الارواح كما يقولون في تلك الفترة، (السوداني) زارت مناطق اثرية في نوري تقبع منذ آلاف السنين وهي مدافن الاموات ولاسيما الملوك وبعض مدافن الخيول والتي كانت تتم بطريقة مدهشة. مدافن نواري: في بداية زيارتنا زرنا اشهر المدافن في نوري وهو مدفن الملك تهراقا والملك إيلمني وهذه الإهرامات شيدت بمادة الحجر النوبي الرملي وهي من نفس اللمادة التي شيدت منها العديد من المعابد الدينية، وبعد مدفن الملك تهارقا وإيملي توجهنا صوب منطقة الكرو وهذا المدفن يعد البداية الحقيقة لفكرة الهرم حيث نجد شكل الهرم في البداية علي شكل مسطبة ثم تطور الي أن وصل الي شكل هرم وبه أشهر هرم للمك بعانخي وهو وأحد من أعظم الملوك الكوشيين الذي حكموا بلاد وادي النيل وتوسع الي أن وصل الي فلسطين والذي أشتهر بحبه للخيول ويظهر ذلك جلياً من خلال إنشائه لمدافن خاصة بالخيول. والدة الملك: كذلك من أبرز مدافن موقع الكرو للملكة تلهاتا وهي والدة الملك نتكمني وبهذا المدفن نجد تصوير مدهشة ورائع يصور رحلة الموت ثم رحلة الحساب ورحلة البعث وإستخمت الوان مختلفة كما صورت النجوم في أعلى المدفن ويقود سلم الي داخل المدفن وفي وسط حفرة الدفن نجد موضع التابوت، ومن أهم الآلهة التي تم تصويرها بهذا القبر هو الأله حورص والإله أمون علي هيئة كوبرا ويعد المواقع واحد من أعطم المواقع الأثرية في العالم. موقع الزومة: يحتوي الموقع علي مدافن تعود لفترة ما بعد مروي وهي في شكل أكوام ترابية بعضها يتجاوز الثلاثة أمتار والبعض الأخر يصغر بكثير وعلي سطح هذه المدفن توضع الحجارة علي شكل دائري كما نجد المتوفي في وضع قرفصائي أي علي هيئة وضع الجنين في بطن أمه كما يوضع الأساس الجنائزي الذي يحتوي علي الأدوات الفخارية وكذلك الطعام وكل ما يتعلق بالمتوفي بجانب جسد المتوفي حتي يعينه في الحياة الأخري وهذا ما كانوا يؤمنون به. نوري: يوسف دوكة