اغتسلت المدينة العروس - نيالا- حاضرة ولاية جنوب دارفور وتمطّت، وهي تمسح عن عينيها النعاس، فحبات المطر وإيقاعات الطبول الهادرة من (مركز صحي حي الوادي) أنعشت فيها الروح، ودبّت فيها حياةٌ من نوع آخرا نتفضت بقوة على صوت الحكاّمات وبعثرت رائحة البارود، واستنهضت الهمم وهي تمد أيديها الخضراء للتنمية والإعمار، فلقد جاءت وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي مشاعر الدولب في زيارة من نوع آخر، رداً على من يخربون دون وجه حق، أعلنت الدولب أدخال 800 ألف أسرة فقيرة في مظلّة التأمين الصحي، وإدخال أجهزة ومعدات طبية لتوطين العلاج وتحسين الخدمة بمراكز التأمين الصحي، وأعلنت سعي وزارتها لتحقيق السلام الاجتماعي والإسناد الاجتماعي بكل ولايات دارفور، تضامناً مع الظروف التي تمر بها بسبب النزاعات المسلّحة، وكشف والي جنوب دارفور عن الأوضاع المعقّدة التي تمر بها الولاية ووصف ما يحدث بالابتلاء العظيم، فالشيطان نزغ بين أبناء الإقليم الواحد الواعد، وخلّف ذلك النزوح، وطالب بمزيد من الخدمة لعدد 3 آلآف أسرة، وتقديم بطاقات التأمين الصحي، والتي استجابت لها الوزيرة فوراً . وتخلل الاحتفال تقديم نماذج من بطاقات الدعم الاتحادي والتكريم لأياد بضاء امتدت، وتوالت الكلمات من المدير التنفيذي للتأمين الصحي حاتم ناجي، والمدير العام دكتور مصطفى صالح، اللّذيْن أكّدا على استكمال النقص بالمركز، وعن التحدّيات تحدثت وزيرة الشؤون الاجتماعية والثقافة والإعلام، بثينه محمد احمد وقالت «رغم التحديات التي نواجهها والنزوح ، هنيئاً لأهل الوادي بالخدمة التعاونية التكافلية لمعالجة القضايا الاجتماعيّة وتلقّي الخدمة المجانية للجميع، ودعت إلى زيادة حصة الولاية في رعاية الأيتام الذين ازدادت أعدادهم نسبةً للحروبات والنزاعات. ولأن الزيارة كانت من نوع آخر، فقد كان البرنامج حاشداً، وتحرّكت بنا المركبات، وتلوّى بنا الطريق وسط الأحياء السكنية، وكانت الحركة عادية والأسواق مفعمة بالحياة، والجميع يتلّمس سبيل الرزق، وكان البعض يلوّح للوفد بكل الود والمحبة، ومروراً بالمستشفى التركي، والذي بنى على أحدث المواصفات ويُترقَّبُ افتتاحُه قريبا، عرجنا على مدرسة نيالا الفنية لتفقّد مشاريع الإجلاس لمدارس الأساس، بسعة ألفي طالب، والثانوي بسعة اجلاس 3 آلاف طالب من الحكومة وبنك الادّخار. وبذات الإيقاع المتسارع توجّهنا صوب الحدث الأكبر إلى استاد نيالا ، الذي اكتسى حلةً براقةً احتفالاً بالعيد القومي لليتيم، وعكس أنشطة ديوان الزكاة والمشاريع، والتي بلغت جملتها 4 مليار جنيه لعدد 8000 أسرة، اشتملت الفقرات على تكريم أمهات الأيتام، وتكريم الأيتام المتفوقين، وكرنفال الختان الجماعي وكانت الزفّة والعديل والزين . على الرغم من ارتفاع درجة الحرارة، التي كانت تنبيء عن قدوم أمطار أو هطولها في مكان قريب، شهد الاحتفال عدداً من الكلمات والفقرات، كشف القائمون على أمر الزكاة بالولاية عن زيادة ربط الجباية،رغم الظروف التي يمرون بها. وتحدّث معتمد نيالا شمال عن الظلم الذي يعانيه أنسان الولاية والتفلتات التي أنزلت الضرر بالموارد، وقال إنّ هناك عدداً من المناطق خارجة عن الإطار الزكوي الزروع والأنعام . وأكد الأمين العام محمد يوسف محمد على ريادة الزكاة التي أصبحت قدوةً وأُنموذجاً لدول العالم، وقال: «حددنا ربط الجباية ب39 ملياراً وتحقّق مايقارب 40% منها، وقفزنا من 566 إلى مليار»، وأكّد مضيهم في مساعدة الفقراء والمساكين الذين يصل عددهم إلى أكثر من 36 مليونا.ً للمرأة الدارفورية وضعها المميّز في التنمية والإعمار، وكان لها القدح المُعلَّى، حيث تم تدشين مشروعات القرض الحسن للمرأة الريفية، بدار الاتحاد العام للمرأة السودانية، وأكّد الوالي لواء ركن آدم محمود جار النبي على دورها في قيادة المجتمع، فهي تتحمل أعباء الأسرة بنسبة 90%، وأعلن عن تخصيص قطعة أرض لتكون «سوقاً للنسوان». وواست الوزيرة مشاعر الدولب شقيقتها الدارفورية في فقد الزوج والأبناء والأشقاء، وقالت إنّ الحرب لعينة، ووجّهت رسالةً شديدةَ اللهجّة للعابثين حملة السلاح، ودعتهم للرجوع للحصن الواحد والصف الواحد وإلى حضن الوطن ، ونادت بأهمية مشاريع القرض الحسن لرفع مستوى الأسرة، وأبانت استهداف 7 مليون ريفية، ووعدت باستكمال مسيرة العمل بالتعاون مع اتحاد المرأة، وتقديم الدعم اللازم . الحكامه مريم أطلقت عدة رسائل (أنا في دارفور ثقافة وحضارة معتمدنا يابو عين حمرا على شرارا).. تفاعل معها الجميع، فهي لسان حال الجميع، الذين اكتووا بنيران لاذنب لهم فيها، ويتطلعون لغد آت بالتنمية والاستقرار .