الإغتراب ... كلمة يعرفها كل بيت سوداني ، فمنذ أزمان بعيدة سافر السودانيين لمختلف البلدان تحسيناً للظروف الإجتماعية وأيضاً للدراسة . وقد زينوا كل ربوع الدنيا بتميزهم الثقافي والإجتماعي شأن كل السودانيين داخل السودان . وللإغتراب مميزات ...وأيضاً متاعب كثيرة جداً . والحديث يطول ..ولكن سنتحدث عن موضوع اللهجة وكيف أن المغترب الذي ولد خارج السودان من الممكن أن يتحدث لهجة البلد التي ولد بها وهذا نتاج طبيعي للإغتراب . يولد الأطفال خارج الوطن ...تجدهم يلتقطون لهجه البلد التي ولدوا بها . وأحيانا كثيرة يؤثر الوالدين علي الأطفال وذلك يجعلهم يتحدثون بالسودانية لان الأباء ولدوا في السودان ويحتفظون باللهجة الأصل التي نشأوا علي سماعها و التحدث بها . وايضاً من الممكن أن يولد الأب والأم في بلد غير السودان فذلك يجعل أبنائهم متأثرين بلهجة البلد التي ولدوا بها أكثر .هذا رأي – ورأي اّخر يرفض أن تؤثر أي لهجه مهما كانت الظروف علي السودانية . هناك أمثله كثيرة ... نأخذ منها السودانيين المقيمين بمصر – والذين ولدوا بها . معظمهم يتحدث المصرية مع معرفة وفهم اللهجه والثقافة السودانيه والإرتباط العميق بالوطن . مها أحمد الحاج سودانية طالبة بجامعة السودان – هندسة قالت : ولدت في القاهرة – أمي وأبوي سودانيين أتحدث اللهجه المصرية بحكم تعليمي وعيشتي في مصر حتي الجامعة ولكني أعرف الثقافة السودانية – وكل طقس اليوم يكون سوداني في بيتنا , القنوات السودانية طوال اليوم – أفهم اللهجه السودانية حتي ( الرطانة ) أعرفها – مرتبطة بالسودان جداً جداً . ولكن عندما أذهب للسودان يقولوا ( مها المصرية ) عشان اللهجه ولو حاولت أتكلم سوداني ما بتكون كلماتي متقنة واحاول طول الأجازة –وفي الجامعة علشان أقول أني سودانيه ميه الميه مافي زول بصدقني . لكن مع مرور الوقت عملت لي صديقات من الشهادة العربية في الأول لانهم بيعانوا من نفس المشكلة وبعدين بدأت الناس تقتنع بسودانيتي لأني شخصيتي السودانية فرضت نفسها أكتر من اللهجه .ولكن .. فعلا مشكلة . ومع غادة أحمد خيري – سودانية مقيمة بمصر – خريجة هندسة قالت : أتحدث اللهجه السودانية , والمصرية . المصرية أتعامل بها مع من حولي من المصريين لك يفهموني وأتحدث باللهجه السودانية مع السودانيين وعندما أسافر السودان أتحدث اللهجه السودانية وما عندي مشكلة . ولكن رأي من يتحدث اللهجه المصرية لاينقص ذلك أبداً من سودانيته . وجاء رأى /الهادى جعفر –سودانى –مقيم بمصر نحن لا نعيب على السودانيين المولودين هنا فى مصر (الجاليه(التحدث باللهجه المصريه لأنهم ولدوا وتربوا وترعرعوا هنا لذلك من الطبيعى أن يتحدثوا اللهجه المصريه .ولكنا نعيب على السودانيين الذين لا يتجاوز قدومهم من السودان العامين ويتحدثوا اللهجه المصريه .وهم قليلون بحمد الله فاطمة علي الطاهر سودانية – مقيمة بمصر التحدث بالمصرية مشكله يعاني منها كل من يتحدث بها من السودانيين . ومهما تحاول إقناع الغير بأن هذا نتاج طبيعي للنشأة بعيداً عن الوطن وأن هذا لايجب أن ينقص من إرتباطنا بالسودان ولكن دون جدوي ... تتحدث المصرية اذن انت لست سوداني ...واللهجةالمصرية أعاني منها ليس في السودان فقط ولكن هنا أيضاً مع القادمين حديثاً أو القادمين زيارة لمصر ممن يتحدثون السودانية – تتحدث مصري تشعر أن من يسمعك لايثق ب سودانيتك وهذا يحدث فقط مع اللهجه المصرية . لاتجدها مع السودانيين في الخليج مثلا لماذا ؟ لاأدري . ودائماً توجه لنا إنتقادات وتساؤلات من المغتربين ... يسألونا ليه ما علمتوا أولادكم لهجتنا ؟ والجواب .... لان ظروفنا تختلف نحنا أتولدنا ونشأنا هنا نتعامل يوميا مع الجيران وفي السوق بالمصري وأولادنا بيحملوا الكلام المصري لهذا السبب –أما المغتربين بيكونوا أتولدوا في السودان وسافروا كبار حاملين اللهجة السودانية وأولادهم يكتسبوها بسهولة . نتمني أن يثق فينا من يسمع لهجتنا المصرية ويتأكد أننا سودانيين نعتز ونفتخر بسودانيتنا .... تفضل الأستاذ / محمد أحمد عثمان – سوداني – مقيم بمصر أتحدث المصرية – أفهم السودانية – لاأتحدث اللهجة السودانية لاني عندما أتحدث لاأتقنها تماماً وتزداد سخرية من يسمعني أكتر ولكن عندي تساؤل يحيرني ..يلوموني علي تحدث المصرية ولكن عندما أذهب للسودان زيارة أجد القنوات المصرية شغالة 24 ساعة علي المسلسلات والأفلام المصرية وتعجبهم جداً ( الإفيهات ) المصرية أليس في ذلك تناقض ؟ . هذة بعض الأراء .....وللحوار بقية إن شاء الله .