لقد دلت التجربة هذا الشعب الصابر على أن وزير المالية هو من علامات الساعة ولا شك، ألم يقل النبي (صلى الله عليه وسلم): إذا وسّد الأمر لغير أهله فانتظر الساعة، إنّ فشل السيد الوزير في إدارة هذا العبء بعيدا عن كواهل الناس المثقلة بالأعباء علامة على أنه لم يكن أهلا للتكليف، وفي أداء وزير المالية الأسبق المذكور بالخير د.عبد الوهاب عثمان حجة على كل من جاء بعده، فكل الظروف التي يتحدث عنها الوزير الحالي كانت قائمة وبقدر أكبر في وقته فلم يكن هناك بترول يدعم الميزانية، كما كانت الحرب مشتعلة على أشدها، وبالرغم من ذلك فقد شهد الاقتصاد في زمن د. عبد الوهاب عثمان نجاحا منقطع النظير واستقرارا في الأسعار بما فيها سعر صرف الدولار الذي كان سعره في السوق السوداء مساويا لسعره في البنوك، إذن فلا عذر للسيد وزير المالية. وبما أن البعرة تدل على البعير، فإن الأمر لا يحتاج لعبقري في علم الاقتصاد ليحكم على الوزير بالفشل في تكليفه، إذ أخفق حيث نجح سواه في ذات الظروف وربما في أسوأ منها، والظاهر أن الوزير يختار أقصر الطرق وأسهلها، وقد قال السيد شريف التهامي قبل يومين أن رفع الدعم عن السلع بالنسبة لوزير المالية هو أشبه بشيك جاهز للصرف!! إذن فقد قرر السيد الوزير أن يمد يده في جيوب الناس الذين سحقتهم المعاناة ليصرف شيكه و«يمشّي حاله« حتّى وإن وقف حال الناس، ثم ينام ملء أجفانه، ويهنأ براحة الضمير!!! ومن عجبٍ أنّ وزير المالية زعم لنا عند زيادة سعر المحروقات في المرة السابقة أن ذلك هو الحل الوحيد لإقالة عثرة الاقتصاد، وسد عجز الميزانية كما زعم أن ذلك سيجري في إطار »حزمة« ستشمل خفض الإنفاق الحكومي ودعم الشرائح الفقيرة...إلخ إلخ من ذات الاسطوانة المعطوبة التي ترددها الحكومة هذه الأيام، فلا الاقتصاد أُقيلت عثرته، ولا دُعمت الشرائح الفقيرة، ولا ربطت الحكومة الحزام واختصرت صرفها على جهازها الإداري المتضخم، فرجاءا واحتراما لعقل هذا الشعب (لما بقي منه)لا يرددنّ وزير المالية وأعضاء الحكومة ذات الكلام الذي قالوه من قبل ورأى الناس أنه كان محض أكذوبة لا نصيب لها من الصدق، ولا طابقت الوقائع بعد رفع الدعم في شيء.إن السيد وزير المالية يزعم أن الشعب لم يتأثر بزيادة سعر الوقود في المرة السابقة، ويستدل على ذلك بأن استهلاك الوقود لم ينقص، مما يدل على أن الناس أغنياء ويستطيعون شراء الوقود وإن تضاعف مرة أخرى، إذن فإن الوزير لن يتوقف حتي يقف حال الناس وتتعطل أعمالهم ويحبسهم العوز في بيوتهم حينها فقط يقتنع السيد الوزير أن إجراءاته قد أثرت في الناس، (وكأن السيد الوزير لا يرى أزمة المواصلات المتفاقمة بسبب خروج مئات المركبات من الخدمة بسبب الغلاء الذي تمدد في كل ما له علاقة بمعائش الناس وحياتهم). سيدي الوزير لقد عجز الناس عن فهم منطقك وتصديق حججك، لأن منطق السوق هزمه وبيّن عواره وفشله، والضيق والمقاساة المتزايدة تكذّبه وتحقِرُه، فما ندري والله ما نقول وقد عزمت حكومتكم على ما عزمت عليه سوى (حسبنا الله ونعم الوكيل.) صحيفة الإنتباهة