شهد أكثر من ألفي من قيادات ومنسوبي المؤتمر الوطني بولاية شمال كردفان المؤتمر التنشيطي للحزب الذي انعقد في ظرف بالغ التعقيد لانعقاده بعد (5) أيام من تطبيق الإجراءات الاقتصادية وخلو بعض المواقع القيادية بعودة ولاية غرب كردفان وارتفاع وتيرة التنادي بتنفيذ طريق الأبيض- بارا- أم درمان.. المؤتمر أزاح الستار عن الغموض في الكثير من القضايا وما علق في النفوس بشأن القضايا التنموية خاصة وأن المؤتمر سبقته اجتماعات ولقاءات وتنوير قيادات الحزب وشبابه وطلابه وأكدت قيادة الحزب التزام الدولة بتنفيذ المشروعات التنموية بالولاية مناصفة بين المحليات ال(8). وجه الدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية- نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب رسائل واضحة للمعارضة بشأن الأعمال التخريبية وكشف في الوقت ذاته معلومات خطيرة حول أعمال التخريب التي حدثت في بعض المدن ومنها الخرطوم، وقال د. نافع خلال مخاطبة المؤتمر التنشيطي إن الأجهزة الأمنية ضبطت عربة «دفار» مليئة بقنابل الملتوف، وأشار إلى أن حزباً سياسياً ذا علاقة بالمسمى - لم يفصح عنه- متورط في ذلك، ولفت إلى أن تنظيماً آخر أمسك عن كشفه - له علاقات مباشرة بالجبهة الثورية خلق ثقة مباشرة مع ياسر عرمان- رتب لإدخال العناصر المسلحة إلى المدن لتنفيذ أجندات ومخططات أجنبية، قاطعاً بحسم كل من يعبث بأمن وسلامة المواطنين. وأماط نافع اللثام عن أن السلطات وضعت يدها على أموال أرسلت من الخارج لأحد قيادات الأحزاب المعارضة المعروفة من أجل إشعال الفتنة وتوسيع عمليات التخريب، وأوضح أن المقبوض عليهم على ذمة الأحداث أقروا بتسلمهم مبالغ مالية بلغت 30 مليون جنيه مقابل حرق طلمبة وقود واحدة، بجانب تلقيهم مبالغ مقابل نهب الصيدليات. قتل وضبط وأكد د. نافع أن الذخيرة التي استخدمت في قتل المتظاهرين غير موجودة في السودان ولا تستخدمها القوات النظامية، وأوضح أن تشريح جثامين القتلى أثبت ذلك، وقال إن السلطات رصدت مخططاً منظماً تقف من خلفه تنظيمات معارضة لإشعال الفتنة باستجلاب عناصر مدربة يتم نقلهم عبر عربات «أمجاد» لإشعال الأحداث والانسحاب حتى لا يتم القبض عليهم وكشف هويتهم، وأضاف أن عناصر أخرى تستقل سيارات ماركة «البكاسي» تمتلك الدولة أرقامها، تحمل على متنها إطارات العربات القديمة وتقذف بها في الطرقات ليقوم المتظاهرون بإشعال النيران فيها، وحذر المتظاهرين من جماعات تستغل التجمعات لتنفيذ عمليات القتل والذبح والدمار وقال إن أي مظاهرات تخرج نحن نعلم أن بينها مجموعات مسلحة، وأكد أن الحكومة لن تسمح بانفلات الأمن وقتل الأبرياء. وقال نافع إن المعارضة كانت تظن أن تطبيق الإجراءات الاقتصادية سيكون شهادة وفاة للنظام لكن خاب فألها وكشف عن اجتماعات لقياداتها ببعض سفراء الدول الغربية لترتيب كيفية إسقاط الحكومة ومضى للقول: «والغريب في الأمر أن أحد قيادات المعارضة قال إن شيئاً من ذلك لن يحدث!!». المعارضة تزرع السراب وقطع بأن أهل السودان لن ينخدعوا لمثل هذه الأفعال وقال في لهجة حاسمة «لن يستطيع كائناً من كان في الداخل أو الخارج أن يملي علينا إرادته، وإنهم يزرعون السراب وكل محاولاتهم باءت بالفشل». وأشاد بالدبلوماسية السودانية وقال إنها نجحت في فك الحصار المفروض على السودان وجعلت قرارات مجلس الأمن ضد السودان جميعها «حبراً على ورق»، وقال إن الذين كانوا يحاصرون البلاد باتوا الآن محاصرين، وإن الدول الغربية التي تملي عليهم ذلك تمد يدها الآن للسودان سراً وعلانية للتعاون معه، وتابع «لكنها لم تبق حيلة كلما جاءتها فرصة للتآمر علينا». وأكد استمرار الحكومة في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية من أجل بناء نهضة اقتصادية حقيقية غير مبنية على الأوهام بل باقتصاد حقيقي، مشيراً إلى أن نسبة الدعم الخارجي لميزانية السودان في الوقت الراهن تبلغ 1%بعد أن كانت في السابق 80% وستكون أشد بأساً وندخل في اقتصاد الندرة. وقال د. نافع نحن نعلم أن الإجراءات الاقتصادية شديدة وقاسية لكن لابد منها لأنها الوسيلة الوحيدة لتخفيف المعاناة واستقرار سعر الصرف ومنع انهيار العملة، ونبه إلى فشل أعداء السودان في محاصرته عسكرياً وقال إنهم اتجهوا لاستهدافه اقتصادياً. من جانبه تعهد والي شمال كردفان- رئيس المؤتمر الوطني بالولاية أحمد هارون بعدم إقصاء أي حزب سياسي من المشاركة في القضايا الوطنية وفي مقدمتها نفير تطوير وتأهيل الولاية. وأكد جاهزية حزبه والحكومة لتنفيذ الوعود الانتخابية للمواطنين وفي مقدمتها طريق بارا- أم درمان ومشروعات الصحة والتعليم والمياه وقال إن المؤتمر يجيء في ظرف دقيق بعد إعادة تشكيل الولايات الثلاث. رسائل المعارضة شارك في المؤتمر أحزاب الأمة القومي والبعث العربي وتحالف القوى العاملة والأمة المتحد والقيادة الجماعية وجماعة أنصار السنة والاتحادي الأصل والعدالة.. وقال ممثل المعارضة التجاني عبد الوهاب إنه لا خلاف حول قضايا الوطن وهمومه، داعياً كافة الأطراف للتوحد حولها، مشيراً إلى أن الوطن كالسفينة إذا لم تتواثق الحكومة والمعارضة بشأن قضاياه سوف تغرق، ووجه رسائل للحزب الحاكم وقال إن شمال كردفان قدمت الكثير فهل أخذت نظيره، مؤكداً اتفاق الأحزاب بالولاية على برنامج النهضة دون التعصب، وزاد نقول لكم «الجفلن خلهن أقرع الواقفات»، مبيناً أن البلاد تتعرض لمؤامرات خارجية تطلب سياسة خارجية رشيدة واحترام حسن الجوار.