كشف القيادي بالاتحادي الأصل والوزير بالزراعة د. جعفر أحمد عبد الله عن تفويضهم لرئيس الإتحادي بتقديمهم لاستقالاتهم له قبل تسلمهم لمهامهم كوزراء ليقدمها في أي وقت يراه مناسباً أو يقرره الحزب.. وأوضح أن الأحداث الأخيرة التي شهدها دار الحزب بمنع بعض القيادات من دخول الدار إفرازات لتصرفات شخصية.. مشيراً الى أن هناك تكتلات ومناوشات بين قيادات الاتحادي عازياً ذلك الى غياب التنظيم وعدم المحاسبة وتأخر قيام المؤتمر، ودعا لسياسة زراعية واضحة، منوهاً الى أن وزارة الزراعة وحدها لا يمكن أن تنجز أو تنفذ الطموحات التي بنتها الدولة، لافتاً الى أن هذا لا يحدث إلا بإرادة سياسية وصدور قرار من مجلس الوزراء، يلزم جميع الجهات ذات الصلة بتنفيذ ما يليها تصاعدت الخلافات داخل الاتحادي لدرجة منع مجموعة من الدخول إلى دار الحزب كيف تفسر هذه التصرفات؟ - إغلاق الدار وفتحها ليست قضية أساسية وكلها إفرازات لتصرفات شخصية، وصحيح جميعنا اتحاديون ولكن هناك تكتلات ومناوشات بيننا وكثير من المشاكل بغياب التنظيم، نجد كل شخص يتحدث حسب هواه باسم الحزب، ولا تعقب ذلك مساءلة أو محاسبة، لذلك كل شخص يعمل ما يريد وكثرت التفلتات، فليس هناك وازع تنظيمي ليجعل الناس منضبطة، وتأخر قيام المؤتمر فإذا قام المؤتمر يمكن أن يحسم كل هذه التفلتات. هل تتوقع أن يقام هذا المؤتمر؟ - لا بد أن يقام. متى تتوقع قيامه؟ في الفترة السابقة أنهت كثيراً من الولايات مؤتمراتها القاعدية، ولكن بعض الولايات تعثرت بسبب الأوضاع الأمنية، واحتمال بعد عودة رئيس الحزب يلتقي منسوبو الحزب من جميع الولايات لتحديد موعد قيام المؤتمر. - لكن المشاكل نتاج تصرفات شخصية كما ذكرت أدت الى تقديم الناطق باسم الحزب ابراهيم الميرغني لاستقالته من قبل.. الناطق الرسمي سحب استقالة بعد 48 ساعة من تقديمها . هل مارستم عليه ضغوطاً لسحبها؟ - لم نمارس عليه ضغوطاً، ولكنه قدمها نتيجة لقناعة الكثيرين بأن مشاركة الحزب في الحكومة ضعيفة ولا يستمع له ولا يشاور، وتزامنت استقالته مع قرارات رفع الدعم، ولكنه سحبها بمجرد أن اجتمع الحزب، فوجد أن الحزب موجود ويجتمع وحضر الاجتماع، وعلم أن هذه المسائل ليست مواقف شخصية أو فردية حتى يقدم كل واحد على حده استقالته، فهذا نوع من التفلت، ولكن اعتقد أن عدم القناعة بتقديم الاستقالة جعلته يتراجع. ما يزال الخلاف حول مشاركتكم في الحكومة محتدماً؟ - حقيقة هناك تيار قوي جداً رافض المشاركة وجميعنا كنا نرفض، أنا شخصياً من الرافضين، وفي فترة اتخاذ القرار كنت مسافراً إلى اسمرا و تأخرت حتى احضر الاجتماع وكان الاتجاه عدم المشاركة، لكن بعد ما سافرت تواترت الأحداث والاتصالات وصدر القرار بالمشاركة واستدعيت للعودة وتم تعييني وزيراً. هل تعني عدم علمك بترشيحك للوزارة وماذا يُفهم من تعيينك وأنت رافض للمشاركة؟ لم يكن لي علم وكنت متحفظاً جداً على مسألة المشاركة ولكن في النهاية القرار للمؤسسة والحزب. لماذا كثر تلويحكم بتقديم الاستقالات مرة تذمراً عن الوضع وتارة بسبب عدم ممارسة الصلاحيات؟ - مسألة الاستقالات حاصلة مسبقاً فقد سلمنا استقالاتنا قبل تسليم المهام أو دخول المكاتب تحسباً إذا دعت الضرورة أن يكون هناك تفويض لرئيس الحزب ليقدمها في أي وقت يراه أو يقرره الحزب. ولماذا التلويح بها في كثير من الأحيان؟ - هذه الأحاديث لم تصدر منا كأعضاء في مجلس الوزراء وهي تصدر من قيادات غير مشاركة أو من مصادر مجهولة. اتهمتم من قبل قيادات اتحادية أنكم سبب النكسة في الحزب ووصفتم باللاهثين وراء الوزارة؟ - المشاركة أو عدمها لا يحددها الوزراء المشاركون وهذا ليس شأنهم، وبنفس الكيفية التي دخلوا بها للوزارة يمكنهم الخروج منها، ولا يوجد شخص لهث وراء الوزارة وإنما كان بقرار وترشيح من الحزب صاحب الحق أن يسحب أو يستبدل أي وزير وقتما أراد، الملاحظ أن أغلبية الإتحاديين يرفضون المشاركة بعكس رئيس الحزب دستور الحزب رئاسي وبالتالي القرار الأخير هو قرار رئيس الحزب بالمناسبة متى يعود الميرغني؟ كان من المفترض أن يعود خلال هذه الأيام، ولكن بما أنه في زيارة علاجية ومتى ما انتهى من العلاج لا يوجد ما يؤخره عن السودان. رفعتم توصية للميرغني بعد رفع الدعم عن المحروقات ماذا كانت فحواها؟ - منذ أن طلبت الحكومة رأي الحزب في رفع الدعم تم تشكيل لجنة اقتصادية مختصة بواسطة رئيس الحزب لتقييم المسألة فوضعت رؤية اقتصادية، وقدمت ردها مكتوباً فيه رفض واضح للخطوة مع وضع بدائل وحلول أخرى، وسلمت لوزير المالية وبعدها باربعة أيام قدم وزير المالية ومحافظ بنك السودان رداً مكتوباً على رؤية الحزب حوى إشادة بها وقالوا بالرغم من أن الرؤية ترفض صراحة لمقترح رفع الدعم إلا إنهم يعتبرونها إيجابية ونقداً بناء، وستخضع لمزيد من الحوار والتفاكر ما بين المؤتمر الوطني والاتحادي الديمقراطي، لكن صدر قرار رفع الدعم ونفذ بعد 24 ساعة دون تحاور وتفاكر معنا، لذلك كان لابد أن يكون للحزب رأيه، خاصة وأن رئيس الحزب غادر البلاد يوم صدور قرار مجلس الوزراء برفع الدعم، بالرغم من أنه أجل هذه الرحلة لأكثر من مرة من أجل بحث هذه المواضيع.. وبناء على توجيهات رئيس الحزب اجتمعت الهيئة القيادية ورفعت توصية بفض الشراكة، لأن قضية رفع الدعم شأن يهم البلاد كلها وليس جهة معينة وانعكاساته على كل الناس.. فبالتالي.. هل رد السيد محمد عثمان الميرغني على هذه التوصية؟ - لم يرد عليها حتى الآن. في حال تأخر رده هل ستجتمع الهيئة القيادية؟ - لا يوجد ما يمنع أن تجتمع في غيابه وفي أي وقع. وهل للإجتماع صلاحيات باتخاذ أي قرار؟ - طبيعة الحزب ودستوره يتطلب موافقة الرئيس باعتباره حزباً رئاسياً. إذن ما هي الجدوى من اجتماع الهيئة القيادية؟ - مزيد من التفاكر والتشاور وأن نضع مواقف متفق عليها من أجل إنهاء الهوة الموجودة بين الرافضين للمشاركة والموافقين عليها فهي ليست قضايا شخصية، فيجب أن ننظر أين المصلحة وأين الضرر وما يجب فعله وسترفع كمقترحات للسيد رئيس الحزب كيف تصف الشراكة بينكم والمؤتمر الوطني؟ - هناك شراكة ولكنها ضعيفة، حيث وضح من اليوم الأول ضعف التمثيل الذي لا يتناسب مع حجم الحزب بينما هناك علاقة قوية ماذا تقصد بقوة العلاقة مقابل ضعف المشاركة مع الوطني؟ - أعني أن هناك قناعة من المؤتمر الوطني بالتعاون مع الاتحادي الديمقراطي وقناعة من الاتحادي بضرورة التعامل مع الوطني من أجل مصلحة البلد ووجود هذه القناعات ولد علاقة. وهل الكثرة مهمة من وجهة نظرك؟ - في رأيي ليست مهمة والمهم وجهة النظر كحزب ويمكن أن ينقلها شخص واحد أو يثبتها ويوصلها. حوار / هبة محمود