اعلن رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما وفاة المناضل الأفريقي الحائز على جائزة نوبل للسلام «نيلسون مانديلا» بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز ال 95 عاما. وقد نعى رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما, وفاة الزعيم مانديلا للامة, وأعلن انه سيتم تنكيس الاعلام اعتبارا من غد الجمعة حزنا على رحيل هذا الزعيم الكبير. وقال جاكوب زوما إن نلسون مانديلا، بطل الكفاح ضد التمييز العنصري، توفي عن عمر 95 عاما في منزله بجوهانسبورغ. وأشاد زوما مطولا بالرئيس الجنوب إفريقي السابق. وقال "سيكون للغالي 'ماديبا' مراسم دفن رسمية"، معلنا أن الأعلام سوف تنكس اعتبارا من الجمعة وحتى الدفن. مشاكل صحية وكان الزعيم المناهض لسياسة الفصل العنصري التي كانت متبعة في بلاده، يعاني من مشاكل صحية كثيرة بينها التهابات رئوية مرتبطة على الأرجح بمضاعفات إصابته بالسل خلال فترة سجنه في جزيرة روبن أيلاند قبالة كيب تاون، وقد تلقى العلاج في منزله منذ أيلول/سبتمبر الماضي. ولم يظهر البطل الوطني الجنوب إفريقي علنا منذ استضافت بلاده كأس العالم لكرة القدم في 2010، لكن صحته تدهورت في الآونة الأخيرة وتم إدخاله إلى المستشفى أربع مرات منذ ديسمبر/كانون الأول 2012. وكان مانديلا قد أمضى 18 عاما في ذلك السجن من أصل فترة حبس إجمالية استمرت 27 عاما قضاها وراء قضبان سجون نظام الفصل العنصري، وقد حمل الغبار الكثيف الذي اتسم به معتقله آثارا سلبية على سلامة رئتيه. وأفرج عن المناضل الإفريقي عام 1990 ليصبح بعد أربع سنوات أول رئيس أسود لبلاده. وكان قد حصل عام 1993 على جائزة نوبل للسلام تقاسمها مع آخر رئيس في نظام التمييز العنصري فريدريك دو كليرك، وذلك لإتمامهما بنجاح المفاوضات من أجل إرساء الديموقراطية. وتولى مانديلا الرئاسة من 1994 إلى 1999 عندما تنحى عن السلطة بعد فترة واحدة من حكمه ليضرب المثل في ضرورة تداول السلطة وعدم الاحتفاظ بها. وعلى الرغم من انسحابه من الحياة العامة منذ عام 2004، إلا أن مانديلا ظل من الشخصيات المحببة في بلاده بعد نجاحه في تفادي اندلاع أعمال عنف عرقية خلال عملية نقل السلطة بين نظام الفصل والنظام الديموقراطي في عام 1994. نشأة مانديلا ولد مانديلا، واسمه الحقيقي روليهلاهلا داليبهونغا في ال18 من يوليو/تموز 1918 في قرية صغيرة تدعى ميزو في منطقة ترانسكاي، حيث كان والده زعيم قبيلة. وكان لوالده أربع زوجات و13 ابنا، ومانديلا هو ابن الزوجة الثالثة فاني نوسيكيني التي قضى في منزلها معظم طفولته المبكرة. وعندما بلغ سبع سنوات التحق بالمدرسة حيث أطلقت عليه معلمته اسم نيلسون، فكان أول عضو في عائلته يتلقى تعليما. لكن ما أن أصبح في ربيعه التاسع حتى توفي أبوه، لينتخب رغم صغر سنه في منصب والده ويصبح هو معيل أخوته. في عام 1943 التحق بجامعة وتسواتراند حيث درس القانون وتعرف على أشخاص من مختلف الأعراق والخلفيات، فضلا عن الأفكار الليبرالية والمتطرفة والفكر الإفريقي، إلى جانب عن التمييز والعنصرية. وكل تلك العوامل غذت شغفه بالسياسة. وفي العام ذاته، بدأ نشاطه السياسي المعارض للأقلية البيضاء الحاكمة بانضمامه إلى المجلس الإفريقي القومي، الذي كان يدعو للدفاع عن حقوق الأغلبية السوداء. في عام 1956 وجهت إليه اتهامات بالخيانة العظمى لكنها أسقطت في ما بعد. وفي عام 1960 فتح مانديلا، الذي كان يدعو للنضال السلمي، باب المقاومة المسلحة في أعقاب إطلاق النار على متظاهرين عزل وفرض قوانين تمنع الجماعات المناهضة للعنصرية. واعتقل في 1962 فحكم عليه بالسجن خمسة أعوام، ثم حكم عليه بالسجن المؤبد في 1964. وقد وصف الأسقف ديسموند توتو، الحائز أيضا جائزة نوبل للسلام وأحد وجوه محاربة نظام الفصل العنصري، مانديلا في يوم من الأيام بأنه "أيقونة عالمية للمصالحة".