اللواء عبد العال محمود من مواليد الخرطوم بحري الدناقلة شمال عام 1951 عمل في المظلات بجانب الرئيس عمر البشير انذاك والفريق اول بكري حسن صالح لمدة 33 سنة وزاملهما عن قرب وعرف عنهما الكثير عمل امينا عاما لمجلس قيادة ثورة الانقاذ الوطني ومستشاراً لوزير الرياضة الاتحادي ومدير لادارة التوجيه المعنوي وقائدا لفرقة شندي هنا يتحدث عن زميله السابق بسلاح المظلات ومجلس قيادة ثورة يونيو الفريق اول بكري حسن صالح بمناسبة تعيينه نائبا اول لرئيس الجمهورية ويكشف الكثير عن ملامح شخصيته القيادية والخاصة بجانب شخصية الرئيس البشير. يقول : اذا قدر لي ان اقول شيئا هنا فإن الفريق بكري حسن صالح من 24 عاما وضع بصمات واضحة جدا في العمل السياسي ما بين رئاسة الجمهورية ووزارة الدفاع وكان يتميز بمقدرة ادارية اكتسبها من عمله في القوات المحمولة جوا في المجال الاداري ويمتاز بطول البال والهدوء واتخاذ القرار دون انفعال. وهذه اشياء مميزة جدا في شخصيته مما جعله محبوبا جدا عند الناس وبالرغم من صرامته البادية عليه الا انه يمتاز بروح فكهة لدى مستعميه نعم الجدية البادية على محياه وقربه من الرئيس البشير وترحاله معه في السفر الخارجي على مستوى القمم اكسبه خبرات واسعة في التعامل مع المواقف السياسية المعقدة وبالتالي فهو اهل للمنصب. لقد كنت امينا عاما لمجلس قيادة الثورة ورافقت السيد الرئيس في مؤتمر دول عدم الانحياز في بلغراد ومؤتر القمة الافريقية في اديس ابابا وفي كينيا وفي المؤتمر العربي في بغداد لا يمكنك ان تتصور الفوائد الجمة التي استفدتها من خلال تواجدي مع السيد الرئيس ومناقشات القمم والآراء المتداولة هذا يمنح 10 سنوات سياسة مجانا. لفت نظري ان الرئيس مستمع جيد. تصور ان الرئيس يكون جالسا في مكتبه يدخل مثلا وزير المالية ثم وزير الخارجية ثم وثم.. ويستوعب كل هذه الآراء وكل هذه المشاكل ويتميز بالرأى السديد وهذا اهم ما يميز الرئيس ان يكون مستمعاً جيداً لأن الشخص ان لم يكن مستمعاً جيداً لن يكون في مقدوره اتخاذ قرار صحيح ولدى الرئيس البشير فهم عميق جدا للاسئلة والمواقف ولا تخرج من عنده الا بالرأى السديد. هل تعتقد ان تعيين الفريق اول بكري حسن صالح نائبا اول للرئيس وهو عسكري والرئيس ايضا عسكري هل تعتقد ان لذلك اي دلالة؟ طبعا له دلالاته وكأن الرئيس البشير يُمهد للرئيس القادم وهذا امر واضح جدا، يعني عندما يأتي حسني مبارك بعمر سليمان رجل الأمن والمخابرات نائبا له ماذا يعني ذلك ومعلوم ان عمر سليمان اكتسب خبرات كثيرة من خلال فهمه وتعامله مع الملفات الحساسة. حسنا لماذا اراد الرئيس ان يخلفه عسكري في الرئاسة وليس شخصا مدنيا في رأيك؟ صحيح ان بكري حسن صالح عسكري لكن لا يمكن ان نقف عند هذا الحد، فولوجه للمجال السياسي اكسبه المزيد من الخبرات فهو قد تعامل مع العسكريين والمدنيين فبهذه الصفة يمكن ان يكون اصلح من الشخصية المدنية الصرفة لتولي منصب النائب الاول لرئيس الجمهورية. هل تفتكر ان التعيينات الاخيرة محاولة لفصل الحزب عن الدولة؟ انا لا اعتقد ذلك فلو انك عدت 5 أشهر للوراء تم تعيين بكري حسن صالح نائبا لأمين عام الحركة الاسلامية فهذا له دلالة الى ان بكري حسن صالح بجانب عمله العسكري وخبرته السياسية التي اكتسبها في القصر الجمهوري، وخبرته في التعامل مع المدنيين الآن تنظيميا صار من اكبر القادة، ومن الشخصيات المميزة في الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني والجانب السياسي والجانب العسكري والجانب الأمني واعتقد ان شخصية بهذه المواصفات الدقيقة ورجل وصل سدة الحكم يعد على اصابع اليد الواحدة في الحركة الاسلامية مع خبرته الفنية والعلمية وقربه من الرئيس اكسبته خبرة متناهية تتيح له ملء منصب النائب الاول بأقتدار وكفاءة ثم الرئيس لاحقا بكري حسن صالح يمكن ان نختبره الآن وهو في منصب النائب الاول كلاعب الكرة في مرحلة التسخين للعب الجيد واحراز الاهداف، اعني بذلك انه سيكون في مرحلة تسخين في منصب النائب الاول ليصبح رئيسا للبلاد. وبالعودة الى الفترة التي تزاملتم فيها في سلاح المظلات انت والرئيس البشير وبكري حسن صالح ماهي ملامح شخصية بكري حسن صالح؟ انا كنت مشرفا على الجانب التعليمي في مدرسة المظلات وجل خدمتي في المظلات كانت في معهد تعليمي المدرسة. وبكري حسن صالح معظم عمله اما كان في الادارة او في القوات الخاصة؟ الرئيس البشير كان موجوداً في الوحدات القتالية. ومجتمع المظلات اصلا مجتمع مترابط، مجتمع هناك ما يطلق عليه (الرسم البياني للخوف) مثلا عندما يكون الضابط والعسكري والتعلمجي داخل الطائرة، وتقلع الطائرة بحكم الطبيعة البشرية تتلاشى الرتب، لا يوجد ساعتها ضابط او عسكري او الرسم البياني للخوف يضع بصورة منتظمة لكل شخص هنا. هذا الاحساس وهذا الشعور يمثل ترابط قوي لا يوجد في اي وحدة سوى الجيش عندما يكون الضابط والعسكري والتعلمجي جالسين بالقرب من بعضهم البعض يتساوون في الصفة. زاملت الرئيس البشير وبكري حسن صالح منذ تخرجنا في الكلية الحربية الى قيام الثورة بكري كان في الدفعة 24 وانا وجامع الدفعة 23 والرئيس الدفعة 18 وانا عرفت البشير عندما جئت سلاح المظلات ملازما هو كان من قيادات المظلات في ذلك الزمن. انا جئت المظلات وانا ملازم سنة 71 والبشير كان في المظلات برتبة الملازم اول، وبكري حسن صالح لم يكن قد جاء الى المظلات بعد، بكري كان الدفعة التالية لنا. هل كان يربطكم اي رابط للتفكير في انقلاب في ذلك الزمن الباكر؟ ابدا لكن الرؤى كانت واحدة تدور حيث دار الحق، نحن لا نذكي انفسنا ولكن نفتكر اننا كنا من الضباط الوطنيين. وقليل ما هم. كلمة اخيرة للفريق بكري حسن صالح النائب الاول لرئيس الجمهورية نسأل الله ان يعينك ويدلك على الخير حيث ما وجد ويرزقك البطانة الصالحة التي تدلك على الخير وتعينك عليه. الشخصية الاخرى التي زاملت البشير وبكري حسن صالح في سلاح المظلات هو اللواء ركن عبد الله محمد آدم الخطيب وهو اصلا دستوري كان محافظ منطقة ما ومحافظ في ديوان الحكم الاتحادي وعضو مجلس يقول : انا من الدفعة القدام بكري حسن صالح الدفعة 23 وبكري الدفعة 24 عندما بكري حسن صالح في الكلية نحن كنا في القاهرة ذهبنا للتخصصات لذلك لم نتقابل في الكلية وإلتقينا بعد ذلك في المظلات هم اتوا الى هناك برتبة ملازمين ونحن كنا ملازمين اوائل وكان هذا عام 73 العام الذي التقى فيه بكري بالمظلات نحن كنا موجودين من عام 71 وتزاملنا الى ان نلنا رتبة المقدمية والمعرفة بيننا وبين بكري حسن صالح عندما كان ملازما نحن كنا في جبل اولياء عندما جئنا لسلاح المظلات برتبة ملازمين البشير كان في نفس السلاح برتبة ملازم اول شهرين واترقى الى نقيب وهو كان في الدفعة 18 عام 73 ومعانا عبد العال اكثر فترة قضيناها سويا في جبل اولياء، البشير بعد ذلك كان في القيادة ثم رجع إلينا برتبة مقدم قائد الكتيبة، قائد الكتيبة 142 جبل اولياء (مظلات). صلتي بالبشير وبكري حسن صالح صلة يومية واسرية. اكثر ما لفت نظري في البشير نحن بالنسبة لنا كنا نعتبره قدوة، فقد كان رجلا متزنا، وكان من القادة المؤهلين في سلاح المظلات، وكان يتمتع بصفات طيبة، وكان دائما يعترض على الامور غير الصحيحة، في اجتماعات قادة القوات المسلحة كان ذلك متعلقا بملاحظات حول الجيش او السياسة العامة للدولة كان لا يخاف في الحق لومة لائم في اجتماعات القيادات العسكرية. بكري حسن صالح لازمته منذ ان كان ملازما وانا كنت ملازم اول في سلاح المظلات بمثل القائد له، فهو رجل مسالم، وكان يتميز بأنه اداري محترف، ولغاية الآن، والآن يصفونه بالرجل الصامت وهذا ناتج الى انه كان رجل عمل وليس رجل كلام وثرثرة، كان لا يضيع وقته في سفاسف الامور، وكان ينفذ لما يريد الوصول إليه مباشرة بدون مطاولات. كنا ايام نميري كانت الامور في الجيش واضحة، لكن البشير كما قلت لك كان يقول رأيه بصراحة في اجتماع القيادات لكن في زمن الديمقراطية الثالثة كثر الحديث عن الاحوال السيئة للجيش، وانتقاد للقيادات السياسية بسبب ذلك. الخلافات بين القادة السياسيين في الديمقراطية الثالثة ايام الصادق المهدي كانت تؤثر سلبا على الجيش لذلك الضباط لم يكونوا يسكتون عن الاوضاع السيئة للجيش؟ لا يمكن ان يقاتل الجيش والجمعية التأسيسية مشغولة في نزاعاتها وخلافاتها، والجيش من هناك ينسحب في ذلك الزمن. هنالك اشياء عجيبة وهذه الفترة كان الغبن في الجيش تجاه الساسة غبن شديد جدا ايام الصادق المهدي كانت معارضة شديدة من الضباط تجاه سياسة حكومة الصادق تجاه الجيش لم تكن حكومة الصادق تلتفت للجيش، وكان على رأس المعارضين لهذه السياسة عمر البشير كان يقول دائما لا يمكن لرجال القوات المسلحة ان يكونوا في جبهات القتال بينما القادة السياسيين يختلفون ويتشاكسون؟ الجيش السوداني يحترم المؤسسية والعمل بها، وبكري حسن صالح كان يتميز بهذه المؤسسية ومنضبط، وكتوم من هنا فإن الفريق بكري حسن صالح مؤهل لتولي منصب نائب رئيس الجمهورية وانا اشهد لبكري حسن صالح بأنه كان متواضعا حتى مع العسكريين ورجل مهذب بإمكانك ان تستوقف بكري حسن صالح في الشارع يتوقف ويسمع كلامك حتى يمضي الى حال سبيله، ورجل فيه اريحية، وبجانب ذلك كان صاحب ملح وطرائف بالرغم من شخصيته الجادة وشيخ عرب. ايام حكومة الصادق اقول لك انا عام 86 كنت ضمن كتيبة ذهبت الى الجنوب وكانت جوبا على وشك السقوط، انا عندما قدت الكتيبة ذهبت والجنود يلبسون سفنجات انا اقول هذا الكلام وانا مسؤول عنه واضطررت ان ارسل احد الضباط لجلب الاحذية (البوت) كيف نبدأ عمليات. لما الصادق المهدي واجهه الضباط بغضب شديد انسحب من الاجتماع كان ذلك في جوبا عام 86 ازاء هذا الوضع المزري للقوات المسلحة انسحب بعض الجنود والضباط؟ الشريف زين العابدين الهندي قال في الجمعية التأسيسية الجيش يأكل الصقور والهوام، قبل ثورة يونيو 89. بكري حسن صالح معروف لدى البشير منذ ان كان ملازما ومعروف لديه جيدا. البشير وبكر حسن صالح محبوبان على الصعيد الشخصي في أوساط القوات المسلحة. الفاتح محمد الأمين: صحيفة أخبار اليوم