أخطأت " الزميلة " الصحفية فاطمة الصادق الله جابو ، في عبارتها التي أساءت فيها " لكل " البيوت السودانية العفيفة الطاهرة والتي تخللت صدر مقالها " ليالي الشباب " في أخيرة صحيفة " الأهرام اليوم " وكانت قد كتبت وهي تنتقد سلوكيات بعض الشباب أن " في كل بيت سوداني مدمن و(سكران) و(صايع) و( زاني ) " ، وقد لاقت هذه الإساءة " للبيت السوداني" غضباً عارماً وهجوماً لاذعاً للكاتبة بمختلف أطياف الشعب السوداني في الشارع ومواقع التواصل الإجتماعي حتى وصلت إلى حد رفع دعوى قضائية ضد الكاتبة في إتهام صريح بالقذف وإشانة السمعة في حق كل سوادني . فالكاتبة لم توفق في عبارتها المسيئة والصريحة والواضحة اللغة والمعنى والصياغة والغير قابلة للتأويل فقولها في ( كل بيت ) هذا تعميم مطلق مخل و( الكل ) يعني ( الجمع بلا إستثناء أو تبعيض ) كما جمعت بين ( الإدمان والسُكْر والصيّاعه والزنا ) في كل بيت سوداني بتعبير ( جازم ) لايستثنى ولا يبعّض ولايستدرك ، وهذه العبارة الصريحة تدينها مهما كان الصياغ الذي وردت فيه ، فالشعب السوداني عُرف بأنه شعب محافظ له قيّمه وأعرافه وتقاليده وعاداته السمحة ، فأفعال معزولة و " شاذة " ومستنكرة من السواد الأعظم لايمكن أن نعممها علي ( كل ) الشعب بهذا الإطلاق الجارح والمسيء ، فالمنكرات موجودة في المجتمعات منذ أن خلق الله الخليقة ولايستثنى منها قوم ، ولكنها لاتعمم فهناك الصالح والطالح ، فإن زنى أحد لايعني أن كل الشعب " زاني " وإن سكر أحد لايعني أن (كل ) الشعب سكارى ، فهناك بيوت سودانية محافظة لازالت لاتعرف حتى اليوم ما " لون " الخمر أورائحتها ، فكيف نوصمها بأن ( كل) اهلها سكارى و مدمنون وزناة !! الكلمة كالسهم حين تنطلق لاتعود وهي توغر في الصدر وتجرح في القلب هذه إن كانت لفرد فمابالها لوقيلت في حق ( أمّة ) في قامة الأمة السودانية النبيلة التي تباهي شعوب الأرض في كرمها وعفتها ونقائها . والقلم سلاح خطير لايمكن أن يُترك هكذا لكل من هب ودب ليعبث به و ( يقتل ) ، لقد إرتكبت الكاتبة جُرماً شنيعاً في حق " البيوت السودانية " التي تربط بطنها لكي لاتأكل من ثديها ، فخدشت حياءها بهذه الإساءة ( العارية ) في اللغة و( الموغلة ) في الصدر و ( الجارحة ) للمشاعر ! وستكلف ( الكاتبة ) كثيراً ، حتى تعيد توازنها في المجتمع ، فالجرح الذي نزف قد لا يلتئم قريباً ، وقد أثارت عبارتها غباراً كثيفاً بالشبكة العنكبوتية كما أرسلت سهاماً " متفلتة " في كل إتجاه وذخيرة حيّة من القول الطيب والمشين رداً على ما أثير . لذا قال الإمام الشافعي : إذا رمت أن تحيا سليماً من الردى .. ودينك موفور وعرضك صين ، لسانك لاتذكر به عورة إمريء .. فكلك عورات وللناس ألسن ، وعيناك إن أبدت إليك معايباً .. فدعها وقل ياعين للناس أعين ، وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى .. ودافع ولكن بالتي أحسن . فالنقد والوعظ يحتاج ( للتي أحسن ) ولقدوة وعفة لسان بدلاً عن هذه اللغة ( الدُرّاب ) ونصيحتي لها أن تبقى كما كانت في ( الكفر والوتر ) لكي لاتقع في " سقط قول " آخر لايغتفر . وإلى لقاء ..