كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    صلوحة: إذا استشهد معاوية فإن السودان سينجب كل يوم ألف معاوية    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    أيهما تُفَضَّل، الأمن أم الحرية؟؟    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    إجتماع بسفارة السودان بالمغرب لدعم المنتخب الوطني في بطولة الأمم الإفريقية    بولس : توافق سعودي أمريكي للعمل علي إنهاء الحرب في السودان    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    شاهد بالصورة.. الطالب "ساتي" يعتذر ويُقبل رأس معلمه ويكسب تعاطف الآلاف    شاهد بالفيديو.. الفنانة ميادة قمر الدين تعبر عن إعجابها بعريس رقص في حفل أحيته على طريقة "العرضة": (العريس الفرفوش سمح.. العرضة سمحة وعواليق نخليها والرجفة نخليها)    شاهد بالفيديو.. أسرة الطالب الذي رقص أمام معلمه تقدم إعتذار رسمي للشعب السوداني: (مراهق ولم نقصر في واجبنا تجاهه وما قام به ساتي غير مرضي)    بالصورة.. مدير أعمال الفنانة إيمان الشريف يرد على أخبار خلافه مع المطربة وإنفصاله عنها    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    بعثه الأهلي شندي تغادر إلى مدينة دنقلا    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    الفوارق الفنية وراء الخسارة بثلاثية جزائرية    نادي القوز ابوحمد يعلن الانسحاب ويُشكّل لجنة قانونية لاسترداد الحقوق    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. إبراهيم الأمين الأمين العام لحزب الأمة : البلد (دي بقت) معزولة ومنزوعة الهيبة وهذه أدلتي..
نشر في النيلين يوم 12 - 03 - 2014

د. إبراهيم الأمين الأمين العام لحزب الأمة القومي أثار منذ تقلده الأمانة العامة في الحزب العديد من علامات المد والجزر السياسي داخل مؤسسات الحزب، وكانت تصريحاته في كثير من الأحيان تمثل خطاً ثانياً إن لم يكن مغايراً داخل المؤسسة.. ذهبنا اليه بمكتبه بدار الحزب وحاولنا معرفة ما يدور وما يرشح من معلومات للإعلام من مقاطعة الأمانة العامة بالكامل لواحدة من أهم الندوات في المرحلة الحالية مرحلة التنادي للحوار وغيرها من إشكالات قبلية أجبرت رئيس الحزب للتدخل وتكوين لجنة لتلافي مشكلات الخلاف.. فأين تلك اللجنة وبماذا خرجت منذ ذلك الوقت وحتى الآن؟... كل هذه أسئلة قمنا بطرحها على السيد الأمين العام ولكنه أجاب عن كل الأسئلة بدبلوماسية هادئة وناعمة عدا الأسئلة المتعقلة بالمؤتمر الوطني فإن اللغة فيها تصبح واضحة!
*د. إبراهيم الأمين الأمين العام (لحزب الأمة القومي)
هنالك العديد من المشكلات التي أحاطت بالأمانة العامة وبعض التقاطعات مع المكتب السياسي رئيس الحزب الإمام الصادق كون لجنة لحل إشكالات الأمانة منذ فترة دون التوصل الى حلول حتى الآن؟
طبعاً مشكلة الأمانة جزء من النزاعات داخل الحزب الواحد، وهذه أشياء معهودة (وبتحصل)، لكن دائماً هنالك تضخيم للأحداث، فالحقيقة الثابتة أن حزب الأمة حزب مؤسسات وديمقراطية حزبية وله دستور ولوائح وكل نقاط الخلاف ستحسم وفقاً للدستور واللوائح، وإن وجدت أشياء متضخمة دون حلول ناجعة فيها سنلجأ إلى المؤسسات الحزبية الأعلى بتراتب تصاعدي وهذه هي الديمقراطية دعم وفن إدارة الخلاف.
لكن الديمقراطية لا تعني الترهل في اتخاذ القرار أو حسم الخلاف؟
نعم.. نعم المشكلة المتعلقة بالأمانة طال أمدها لوجود عدة عوامل أدت إلى إطالتها، وهذه المشكلات انعكست سلباً على الأداء العام للحزب وهذا شئ سالب يحتاج الى حسم سريع وعاجل وأتوقع أن هذا ما سيحدث في الأيام القادمة وبالعدم ستحسم في الهيئة المركزية.
في الأيام الأخيرة بدأت ترشح بعض الأقوال التي تضعك ضمن جناح مبارك الفاضل، لذا تنتهج ذات سياسته التصعيدية؟
أولاً أنا فيما يخص توجهي العام وانتمائي لحزب الأمة انتماء أصل، ولعلمك أنا أحتقر أي شخص يرهن إرادته لشخص ما، إرادتي مرهونة للأفكار والوضوح وبالتالي لا أقبل أي تصنيف، جناح زيد أو جناح عمرو، وبالتالي ما أكتبه أو ما أقوله في كل مكان، وبعدين حكاية الأجنحة والأفراد والخلافات سواء أن كانت داخل بيت المهدي أو خارجه فأنا لم أكن في يوم طرفاً فيها، وأنا رجل شجاع في التعبير عما أعتقد حتى في الأشخاص أنفسهم..
إذاً بعيداً عن الأشخاص وقريباً من الأفكار والممارسة لماذا تنتمي إلى التصعيد دائماً والتحليق خارج سرب الحزب؟
أنا تصريحاتي لم تتغير منذ قيام الإنقاذ، ثم ثانياً عندما اتخذ مبارك الفاضل موقفاً وشكل حزباً وانضم للحكومة كان لدي رأي واضح جداً فيما ينضم للحكومة، وبالتالي موقفي كان مضاداً للفكرة التي طرحها سابقه، ثم تغير الحال وبدأ الحديث في الهيئة المركزية عن لم الشمل على أساس الاعتراف بالمؤسسات القائمة في حزب الأمة وكونت لجنة برئاسة اللواء (فضل الله برمة) وعملت على لم الشمل، وفيما يخص تصريحاتي فهي ثابتة كما ذكرت آنفاً، أنا أتحدث عن حزب ديمقراطي ومسؤوليتي هي الأمانة العامة، وأنا مع مؤسسات الحزب وقراراتي ولا أقبل أن أكون تابعاً لزيد أو عمرو.
*ما يرشح للإعلام من معلومات يفيد بأنك غير قادر على الاندغام في الحزب والتعامل مع مؤسساته بروح الفرد المنتمي منه الفرد المسيطر؟
حزب الأمة يمثل سوداناً مصغراً وهو حزب مبادر وله حوارات مع مختلف القوى السياسية مهما كانت هنالك نقاط خلاف وكل هذا من أجل الوطن والاتفاقات التي تمت تحت هذه المظلة كانت نتيجتها وبالاً على حزب الأمة إذا ذكرنا المرحلة الأولى في جيبوتي وأدى ذلك الى إضعاف موقف الحزب وثبت بعدها أن الوطني غير جاد في أي تغيير أو اتفاق يؤدي الى إنقاذ السودان من الحكومة الحالية.. فيما يخص المراحل السابقة أنا أشارك برأيي وأي إنسان سواء ملتزم حزبياً عليه طرح آرائه بكل وضوح قبل اتخاذ قرارات المؤسسات وبعد تكوين الرأي الجمعي للمؤسسة تكون ملزماً بتنفيذ هذه القرارات والتحدث حولها بإيجابية هذه قضية التزام مؤسسات أنا أقف بصلابة معها، مثلاً ما اتخذه حزب الأمة في الامتناع عن المشاركة في أي حكومة إلا تحت قبة حكومة قومية وهذا الرأي أدعمه، وإذا كانت هنالك تصريحات مغايرة بهذا فهي مسؤولية الناس الذين يتحدثون عن قضايا الحزب من منظور ذاتي.
*إذا كنت منصاعاً لرأي الجماعة داخل الحزب فلماذا تهربت من لقاء قادة الحزب مع السيد رئيس الجمهورية وتعللت بأسباب واهية؟
أنا لست في حاجة الى التعلل بأسباب واهية، لأن رأيي أتفوه به أمام رئيس الجمهورية والجبهة الثورية على حد السواء.. والسيد رئيس الحزب ذكر للإعلام الأسباب التي لم أتمكن بموجبها من حضور اللقاء لكني لا أتهرب من عمل وهبت حياتي لأجله.. وللعلم فقط أنا مع مبدأ الحوار، ولكن أشترط وجود هدف وسقف زمني وهذا مطابق لرأي حزب الأمة الآن الذي يتحدث عن توسيع دائرة الحوار ليشمل الجميع مع ضرورة إيجاد عمل علمي قومي أو ورقة عمل تعبر عن تطلعات الشعب السوداني، لا أنا مع الحوار ولست ضده مع الوطني أو القوى السياسية المختلفة فقط علينا أن نتأكد أن هذا الحوار ليس شبيهاً بالحوارات السابقة لأنه ثابت بالتجربة أن كل حوارات الوطني مقصود بها شراء الوقت أو إضعاف القوى السياسية وتفتيتها والدليل أنه أضعفها وقام باختراقها وتجزئتها ومن ثم محاورة هذه الأجزاء المفتتة أو الحوارات الثنائية بالإضافة لاستقطاب شخصيات قدم لها الامتيازات الفردية دون المشاركة الفعلية وكل ذلك على حساب المواطن والبلد، والدليل أن الحوارات والاتفاقات لن تخرج من هذه الدوامة ما لم توجد وقفة مع الذات ونحن في الأمة ندعو الى نظام جديد في فترة انتقالية بين مرحلة ما قبل الحوار وما بعده، والوطني الدخول في ديمقراطية صورية فقط من أجل تخدير القوى السياسية إلى حين الدخول في مرحلة الانتخابات، والدليل حديثهم عن ترشيح رئيس الجمهورية يكون في أكتوبر أي قبل الانتخابات..
*الآن نستمع لقادة الأحزاب الرئيسية الكبرى بما فيها رئيس حزب الأمة يتحدثون عن اتفاقهم مع الرئيس البشير على نقاط بعينها، بينما رئيس الجمهورية لا يؤمن ولا ينفي ونكتفي بتصريح من طرف واحد؟
السيد رئيس حزب الأمة يتحدث عن عناوين مثلاً قومية السلام وقومية الحكم والدستور.. هذه عناوين، أما التفاصيل فهي كيف نتحدث عن السلام وهنالك احتكار للسلطة والرئيس (ذاتو) قال (في تمكين) فكل مفاصل الدولة محتكرة من الوطني ما لم تذهب هذه الشوائه لن تتحقق أشياء على أرض الواقع ولابد من بسط هيبة الدولة وعدم الإفلات من العقوبة وتعويض المتضرر من الحروبات ويتم الاتفاق على هذا قبل تكوين الحكومة القومية الانتقالية بالإضافة لتحديد الهدف أو الوقت.
* أنت تتحدث عن مفردة (حكومة انتقالية) وهذه لم يلمح لها الوطني لا من قريب أو بعيد كل ما هو مطروح حكومة قومية فقط؟
أبداً.. الكلام ده غير صحيح، الحكومة القومية من وجهة نظر الوطني إدخال بعض الأحزاب والاستمرار بنفس برنامج الوطني، أما الحكومة الانتقالية فهي مرحلة وفاق وطني تتطلب عزلاً لما بين المرحلتين من دولة الحزب إلى دولة الوطن.
لكنه لم يصدر أي تصريح يفيد بموافقته على الحكومة الانتقالية؟
آي ما خلاص هو رافض لكن نحن لا يمكن أن نقبل نفس السياسات و...
إذاً لماذا وافقتم ورحبتم بالحوار أصلاً إذا كان اشتراطكم للحكومة الانتقالية غير مؤمن عليه من قبل الوطني؟
أولاً مرحلة الحوار لابد أن تسبق تفاصيل تشكيل الحكومة، فالحصان هو الذي يتقدم العربة وليس العكس والحكومة في كل دول العالم هي مجرد أداة، الأهم هو البرنامج أو السياسة وإذا لم تتقيد الأخيرة على أسس واضحة فلا داعي لكل هذه الجلبة، ونحن في حزب الأمة طارحين في ورشة اثنتي عشرة نقطة.. دولة العلاج والتنمية البشرية والعديد من البرامج التي ستنعكس على حياة الناس ونحن نشترط حكومة انتقالية بالضرورة، وكما ذكرت آنفاً الوطني يعمل على تغييب وتخدير الوعي الجمعي للشعب، نحن في عصر لا توجد فيه مفاجآت البتة، هذا عصر الدراسات المستقبلية الآن الناس يتحدثون عن التوقعات الاستراتيجية البعيدة في مثل هذا العصر كيف يتسمر الناس لانتظار ماذا سيقول الرئيس (دي ذاتا كانت فضيحة) والى اليوم هنالك حديث عن أن الوطني لديه وثيقة إصلاح سياسي وهذا شأن داخلي لا يهم القوى السياسية الأخرى ولم تقدم الى اليوم للقوى السياسية وكل ما يجري هو حديث عام وفضفاض.
تفضلت بذكر أن خطاب السيد الرئيس عُبِّئ له الناس وانتُظر كمفاجأة، أنت كسياسي عدِّد لنا أبرز النقاط الجديدة في خطاب السيد الرئيس؟
هو قدم كمفاجأة، لكن في محتواه لم يحتوِ على جديد كل ما حدث هو أفكار مكرورة ولكن قدمت بطريقة جديدة وقصد منه خلق كلام حمال أوجه وهذا هو الهدف الرئيس (للجماعة الكتبوا الخطاب دا)، وللأسف الشديد أن هذا الخطاب طُرح على سفراء أجانب قبل أن يقوله الرئيس وللأسف الحكومة الآن قراراتها رهينة بالمكون الأجنبي (عشان كدا) نحن إذا طرحنا الجديد فهو الرجوع للداخل، فالمهم الآن ليس أن يذهب (فلان أو يجئ علان)، وهذا تفكير ضعيف وبلدنا للأسف الشديد أصبحت معزولة ومنزوعة الهيبة وهذا ما ظللت أردده في كثير من المنتديات، معقول بعض السفراء الأجانب يرفضون مقابلة رئيس الجمهورية بحجة أنه مطلوب دولياً، لو كانت (دي بلد بتحترم رقبتها)، لكانت ردة الفعل المباشرة هي طرد السفراء المعنيين، لكن من يهن يسهل الهوان عليه.. هذا بالإضافة لسلسلة ما حدث لرأس الدولة في إيران والصين وفي اجتماع الدوحة حينما قرر السفراء الأجانب مقاطعة الجلسة الافتتاحية إذا حضرها الرئيس السوداني فيضطر الرئيس وأمير قطر للخروج خارج الجلسة لكي يبقى السفراء الغربيون.. هل هناك دليل أكثر من كده على أن هذه الدولة مهزوزة الهيبة خارجياً وداخلياً؟.. (براك شايفة الحاصل شنو).. الحوار يجب أن يكون لأجل إعادة الهيبة للدولة وليس فقط لأجل استمرار دولة هي الآن عبارة عن أراضٍ مستقطعة والحكومة تلتزم الصمت لماذا أنت موجود على الكرسي إذا كان الآن تشاد تتحدث عن مؤتمر أم جرس لأجل قبيلة واحدة هذا دليل آخر على توغل الاختراق الأجنبي لكل الدولة مهما صغر حجمها ونحن نريد إعادة الهيبة لجسد الدولة المتهالك، أما الوطن إذا صلح مرحب به وإذا لم يصلح فإلى الجحيم..
البعض يذكر أن الحكومة عمدت إلى اختراق الأحزاب الكبرى وتفتيتها وما درت أن النتيجة الحتمية لضعف المعارضة تعني ضعف الحكومة، الآن بعد خطاب الرئيس ظهرت ملاسنات بين تحالف المعارضة والشعبي وخلافكم مع التحالف قديم فكيف تحلل المشهد؟
نعم.. الوطني دائماً يطرح رؤيته بطريقة تؤدي الى التفرقة (يعني أنا أقول ليك) جزئية واحدة وهي أن الوطني يعتمد في بقائه على مخاطبة العناصر الرخوة، لكن الآن، كما ذكرتي (وهذه نقطة مهمة جداً) أن ما تم كان إضعافاً ثنائي القطب للحكومة والمعارضة معاً، نحن على تواصل مستمر مع الجبهة الثورية و..
من تقصد بنحن؟
حزب الأمة على صلة بالجبهة الثورية وتوصلنا الى حوار وخيار الحل السياسي يعطى الأولوية شريطة توفر البيئة التي تمكننا كسودانيين بحرية وهذه خطوة متقدمة جداً من الجبهة الثورية، وكان من المفترض أن نذهب إلى كمبالا، لكن تدخلت عدة أطراف منها حكومة الجنوب في ذلك الوقت لأسباب خاصة بها لأنها تخشى من وجود تحالف بين الأمة والثورية لأن ذلك سيؤدي الى إضعاف علاقتها مع أطراف داخل الجبهة الثورية كما ذهبت أطراف من الوطني وقالت بإيقاف زيارة السيد الصادق المهدي إلى كمبالا على أساس الفرز بين الشعبية وحركات دارفور ووفد الوطني لعب دوراً كبيراً جداً و..
إلى من تحدث وفد الوطني؟
منفعلاً.. (لحركات دارفور طبعاً).
إذا كان وفد حكومي الطابع ووطني المكون قادر على إملاء آرائه على حركات دارفور أليس من باب أولى وقف النزاعات أولاً؟!
ما قلت ليك الناس ديل طبعاً عندهم وسائط مثلاً اللجنة التي يرأسها (صديق ودعة) والهدف منها إجراء الحوار مع الحركات المسلحة الدارفورية غير المنضمة للسلام تحت هذا المسمى دعوهم للانفصال عن قطاع الشمال لإجراء إضعاف الآخر.
*لكن دكتور إبراهيم..
كدي أكمل ليك كلامي وبعد داك اسألي، بالإضافة الى أن السيد رئيس الجمهورية قال لسلفا كير أنا فوضتك في موضوع قطاع الشمال وكل هذا أدى إلى عدم تمكن حزب الأمن من الذهاب إلى كمبالا.
*التقيت بالإمام الصادق المهدي في حوارين لهذه الصفحة وذكر أسباباً مغايرة لعدم ذهابه إلى كمبالا؟
نعم.. لكن ما حدثتك عنه هو مرحلة متأخرة بعد لقائه بعرمان وبعد وثيقة الفجر الجديد أيضاً..
*تحدثت بتفاصيل دقيقة عن ضعف الدولة السودانية والحكومة، ماذا عن ضعف الأمة ومشكلات الأمانة العامة بذات الشفافية وعلو كعب النقد؟
هذا سؤال ذكي جداً على أساس أن ظاهرة الانشقاقات في المجتمع السوداني على أساس أن ظاهرة أصبحت ظاهرة خطيرة ومقلقة ليس على مستوى الأحزاب السياسية فقط، بل حتى البيوت الدينية تجدي خمسة خلفاء وهذا نتاج حراك الإنقاذ في الإدارة الأهلية والبيوت الدينية والأحزاب السياسية لأنها طرف في كل هذه الصراعات والقبلية التي فيها مناوأة ينزع منها الحكم الأهلي..
*السؤال مرة أخرى، هو عن ما يجري داخل الأمة القومي وبالذات الأمانة العامة؟
والله فيما يخص قضايانا الداخلية هنالك تباين في وجهاهت النظر في قضايا محددة لكنها تحسم عبر الوسائل الدستورية.
*إذاً ماذا عن الخبر الذي يفيد بقرار الأمانة العامة وبالإجماع في عدم المشاركة في الورشة (قضايا الراهن وآفاق المستقبل)؟
دي طبعاً ما بالصورة دي نفسها، والموضوع تضخم إعلامياً أكثر، هنالك وجهتا نظر فيما يخص التعامل مع القضايا العامة الرؤية الأولى تقليدية تدعو الى اجتماع القوى السياسية وتحاورها والوصول الى اتفاق، أما الرؤية الثانية فتدعو الى الاستفادة من التجارب السابقة والقائمة بالأساس على تحالفات فوقية وهنالك فجوة مع الجماهير وكل السودانيين عندهم عطاء وقدرة ووطنية فلماذا لا نشملهم معنا في الحوار على الأقل سيتم ردم الفجوة بيننا والأحزاب السياسية لانعدام الثقة بين عدة جهات وهذه هي نقطة الخلاف الرئيسية بالإضافة الى أن البعض يدعون الى استعجال الحوار والنتائج معاً ومخرجات خلاف التخريج يتضخم إعلامياً جداً.
*هل تعتقد أن جماهير حزب الأمة القومي لا زالت قوية تجاه انتمائها الحزبي؟
شوفي كل جماهير حزب الأمة وصلت الى قناعة مفادها أن المؤتمر الوطني يناور ليس إلا والوطني هو من قام بإضعاف وتفتيت الأحزاب السياسية بما فيها الأمة وأن الاتفاقات الثنائية لن تزيد النار إلا اشتعالاً وأي حوار ما لم يكن شفافاً لن يصل الى شئ.
*الحوار هو السبيل الوحيد الى حل مشاكل السودان المتصاعدة التعقيد وصوت جماهير حزب الأمة كما وصلت الى الجميع في لقاء (حوش الخليفة) رافضة الحوار كيف توفقون بين الجماهير والقيادة داخل الحزب؟
لا هو طبعاً الحصل في الميدان الشباب معروف أنهم مندفعين وهم أكثر المتضررين من الإنقاذ والآن أفق الحياة يكاد يكون مسدوداً أمامهم وبالتالي تناولهم كان (الشعب يريد إسقاط النظام)، لكن قيادة الحزب تضع ذات المطالب في سياق مغاير قد نصل له بالحوار وليس غيره.
شكراً لاقتطاعك من وقتك الثمين..
ألف شكر وتحية.
صحيفة الجريدة
حوار / عفراء فتح الرحمن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.