المشهد وإن أصبح مكرراً في ساحة الجامعات واشتباكات تحدث بين الطلاب ممثلين لأحزاب سياسية بعضها يجلس للحوار والبعض الآخر ما بين رافض ومشترط للدخول للحوار، وما يحدث من اشتباكات داخل الحرم الجامعي في عدد من الجامعات يوضح الرفض والمناهضة من جانب طلاب هذه الأحزاب للكثير من المواقف، آخرها قبول الجلوس للحوار. وما يحدث من اشتبكات بين طلاب هذه الأحزاب يؤكد وجود فجوة كبيرة في التواصل بين تلك الأحزاب وطلابهم، ففي السياسة معلوم أن عدو اليوم صديق الغد، وما حدث بين المؤتمر الشعبي والوطني أقرب مثال لذلك، لكن ما يحدث في الجامعات يعكس الحال، والعلاقة بين مركزية الطلاب وقيادة تلك الأحزاب وما بين جلوسهم للحوار مع الحكومة وبين إصابات دامية بين الطلاب تكمن القضية وتصبح صورة الواقع السياسي «مقلوبة» نوعاً ما. أمين التنظيم بالمؤتمر الوطني بجامعة الخرطوم محمد الفاتح يرى خلال حديثه للصحيفة أن عدم التواصل بين القادة والقواعد يوجد في كثير من الأحزاب التقليدية، وذلك ما حدث من طلاب الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل الذين انفصلوا عن قياداتهم التي تجلس الآن للحوار وكونوا جبهة طلابية منفصلة تتبنى خطاً لإسقاط النظام. كذلك طلاب الأنصار بجامعة الخرطوم هم ضد الحوار مع الحكومة وضد الصادق المهدي ولم يتفقوا معه في هذه النقاط، هذه تمثل إشكالية في الأحزاب. ويضيف محمد الفاتح أن هذه الإشكالية كانت بداية طرح الحوار. كان طلاب حزب المؤتمر الوطني لكن بعد الورش واللقاءات التنويرية التي قدمها الطلاب في وثيقة الإصلاح. عدم التواصل والتنوير والاتفاق هو الذي يؤدي إلى هذه الإشكاليات في قطاعات الطلاب في الأحزاب. ويضيف الفاتح أن الاشتباكات بدأت بعد طرح الحوار في جامعة القرآن الكريم وجامعة الخرطوم والصراع بين طلاب الشعبي والمؤتمر الوطني نتجت عنه إصابات. كذلك تجمع دارفور الذي توفي الطالب أبكر. أمس الأول كان لدينا منبر سياسي اعتدى فيه كوادر الجبهة الديمقراطية على منبرنا بالملتوف وهذه عموما أتت من عدم وجود تواصل بين الطلاب والقيادات العليا في الأحزاب وبين قواعدها سواء في المؤتمر الوطني أو أي حزب مستوى أفقي.. هناك احتقان موجود وسط الطلاب بالجامعات. فطلاب المعارضة يعتقدون أن هذه الأحداث فاقمت الأوضاع وما حدث في داخلية شمبات يؤكد ذلك، فقد قامت مجموعة من طالبات الحركات المسلحة بطرد أية طالبة تنتمي للمؤتمر الوطني وتم أبعاد 4 طالبات من داخلية شمبات على الرغم من تدخل الصندوق القومي للطلاب. وبالأمس حدثت اشتباكات بمجمع شمبات، وأول أمس بجامعة الخرطوم حدثت اشتباكات بين طلاب الجبهة الديمقراطية بعد المنبر الذي قدمه الطلاب الفلوتر تحدثوا عن تأييدهم لما تقوم به إدارة الجامعة وبعد مخاطبة المنبر خاطب طلاب الوطني وتجمعت كوادر الجبهة الديمقراطية والحزب الشيوعي واعتدوا على المنبر بملتوف وأدى الاشتباك بين الطلاب لإصابة 10 طلاب. وأكد أمين التنظيم بجامعة الخرطوم أن الأحداث التي جرت بشمبات أدت لحرق الاستقبال وكافتريا شمبات من قبل طلاب الحركات المسلحة، ومن المتوقع أن تجتمع إدارة الجامعة وتعقد جلسة لتعليق الدراسة بالجامعة. ومتوقع أن يشهد اليومان القادمان أحداثاً كثيرة. ويرى طلاب الوطني أن هذه المعارضة ليست لديها وزن ولا تستاهل أن يتم التحاور معها، هذه الإشكالية ربما ستنتهي إذا نزل قادة الأحزاب لقواعدهم. خلاف طلاب الأحزاب وإن اتفق قادة أحزابهم على الجلوس في مائدة للحوار يبرز في عدد من الجامعات. ففي أبريل الماضي أدت أحداث بين طلاب لإصابة أربعة طلاب من «المؤتمر الشعبي» بجامعة القرآن الكريم بجراح متفاوتة بعد تعرضهم لهجوم من قبل منسوبي المؤتمر الوطني بالأسلحة البيضاء، وذلك ظهر الأربعاء أثناء مخاطبة طلابية بالجامعة. واتهم طلاب الشعبي في بيان طلاب المؤتمر الوطني بتنفيذ الهجوم على المنبر بالسيخ والسواطير وقنابل الملوتوف الحارقة. واتهم طلاب الشعبي في البيان الصادر عن حركتهم نظراءهم من المؤتمر الوطني بتنفيذ الهجوم على المنبر بالسيخ والسواطير وقنابل الملوتوف الحارقة ودعا طلاب الشعبي بجامعة القرآن الكريم قادة حزبهم لمراجعة موقفها من الحوار، وقالوا في البيان الذي أصدروه بسبب الأحداث «ندعو قادتنا لمراجعة مواقفهم فإما حرية كاملة وإلا فلا حاجة للحوار». وأقر طلاب الوطني بأن هذه تفلتات من بعض العناصر وقدموا اعتذاراً بذلك. صحيفة الإنتباهة هنادي عبد اللطيف