استبعد المرشح لانتخابات الرئاسة المصرية عبد الفتاح السيسي إمكانية المصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين وحلفائها, وقال إن الشعب يريد "اعتذارا" منهم، في حين تواصلت الاحتجاجات على الانقلاب وغلاء المعيشة. وقال السيسي في لقاء مع بعض رؤساء تحرير الصحف المصرية أمس الأربعاء إنه "لا أحد يكره المصالحة ولا سيما لو كانت بين المصريين". لكنه اعتبر أن ما يحدث الآن من مظاهرات وما سماها عمليات إرهابية لا يصب في مصلحة هذه المصالحة. وقال وزير الدفاع السابق لمحاوريه في المقابلة التي تدخل ضمن حملته للانتخابات المقرر إجراؤها يومي 26 و27 من هذا الشهر إنه لا يستطيع تجاهل رأى الغالبية العظمى من المصريين الذين يرفضون هذه المصالحة، حسب تعبيره. وأضاف أن هذه الغالبية ترى في الجماعة ما تقوم به من "تدمير للوطن ومؤسساته", قائلا إن "الشعب المصري يريد اعتذارا وترضية ممن يدمرون أمنه واستقراره". وكان السيسي قد قال في مقابلة مع محطتي تلفزيون محليتين بثت الاثنين والثلاثاء إن المجموعات التي تنفذ هجمات ضد الجيش والشرطة بمثابة "سواتر" لجماعة الإخوان المسلمين, وشدد على أنه لن يكون للجماعة وجود في حال انتخابه رئيسا. وينفي الإخوان المسلمون أي صلة لهم بتلك الهجمات التي تصاعدات عقب الانقلاب العسكري في 3 يوليو/تموز الماضي, ونددوا مرارا بالتفجيرات والعمليات المسلحة التي تستهدف عسكريين وأمنيين. ودعا التحالف الوطني لدعم الشرعية مؤخرا إلى مقاطعة الانتخابات التي وصفها بالمسرحية. من جهتها, أعلنت حركة شباب السادس من أبريل "الجبهة الديمقراطية" أمس ترك الحرية لأعضائها في الاختيار بين مقاطعة الانتخابات ودعم المرشح الرئاسي حمدين صباحي. وقال محمد يوسف عضو المكتب السياسي للحركة في مؤتمر صحفي بالقاهرة إن السيسي مرشح للثورة المضادة. معارضو الانقلاب بمصر يتظاهرون ليلا ونهارا (الجزيرة) مظاهرات على صعيد آخر, خرجت مساء أمس مظاهرات ليلية بعدة محافظات مصرية بدعوة من تحالف دعم الشرعية ضمن ما أطلق عليه الموجة الثورية الثالثة للعام 2014 تحت عنوان "زواج أميركا من مصر باطل", وتضمنت الاحتجاجات الجديدة تنديدا بتدهور الأوضاع المعيشية. وتظاهر معارضو الانقلاب العسكري في المنصورة بمحافظة الدقهلية مطالبين بإطلاق المعتقلين. ورفع المتظاهرون شعار رابعة, ورددوا هتافات تندد بترشح وزير الدفاع السابق للرئاسة، كما طالبوا بمحاكمة المتسببين في قتل المتظاهرين السلميين منذ ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011. وفي حي المهندسين بمحافظة الجيزة, دعا رافضو الانقلاب إلى إسقاط كل ما ترتب على انقلاب 3 يوليو/تموز الماضي، كما طالبوا بإطلاق المعتقلين ووقف الانتهاكات ضدهم داخل السجون. كما خرجت مظاهرات ليلية لرافضي الانقلاب في محافظة الإسكندرية, رفع المشاركون فيها شعارات رابعة ولافتات مناهضة للقمع الأمني بحق المتظاهرين. وندد المحتجون بما سموه تسييس القضاء المصري، وطالبوا بالإفراج عن المعتقلين السياسيين، وعودة المسار الديمقراطي. وشملت الاحتجاجات أيضا مدينتي طنطا والمحلة الكبرى في محافظة الغربية, والحسينية بمحافظة الشرقية, وحلوان بالقاهرة, وبني سويف، وفقا لموقع رصد الإخباري المصري. وكانت قد خرجت في وقت سابق أمس مظاهرات في مدن وقرى بمحافظة البحيرة, في حين وقعت اشتباكات بين طلبة بالفيوم جنوب غربي القاهرة وقوات الأمن الجزيرة نت