حكى لي أحد الأصدقاء إحدى الطرائف التي تحكي عن ذلك الأثر المدمر لكل من الحسد والطمع، في عالم الاقتصاد وحركة الحياة، وقال يحكى أنه في أحد البلاد رأى الحاكم أن يجمع ما بين أسوأ الحاسدين في بلده وأكثر الطماعين، وكان رهان الحاكم قائماً على أنه سيقنع الآخرين بإيجاد (صيغة) وفاق ما بين (الحاسدين) و(الطامعين).. ودعا الحاكم إلى جمع الناس كلهم تقريباً.. وجمعهم في (الساحة الخضراء) (بتاعة ناس الحاكم في بلدهم ذاك).. وطلب الحاكم من الحاسد والطماع أن يقوم أحدهما بطلب شيء محدد فيقوم الحاكم بمضاعفة هذا الطلب ويعطيه للآخر.. ويبدو أن الحاسد رفض أن يبدأ بالطلب حتى لا يتضاعف أجر الطماع مثلما رفض الطماع أن يبدأ (طمعاً) في أن يكون نصيبه ضعف نصيب الحاسد، وبعد (اللت والعجن) وجلسات الصلح والوفاق والمصالحات قرر الحاكم أن (يرمي القرعة) بين الطرفين لتحديد الشخص الذي يبدأ إعلان الأمنية أو الطلب الذي تتم مضاعفته للآخر. وفعلاً وقع الاختيار على الحاسد لكي يكون البادئ ويحدد طلبه.. وبعد التردد والتفكير والاجتماع مع الأهل والأقارب والمشاورات مع ذوي العلاقات والمصالح المتشابكة مع ذلك الحاسد ومن (لف لفه) وافق (أخونا الحاسد) على الأمر وتقدم الى الحاكم الذي بادره بالسؤال عن أمنيته التي سيقوم الحاكم بمضاعفتها (للشريك) الآخر وهو (عمنا الطماع).. وهنا قال الحاسد للحاكم (إنني يا سيدي الحاكم أتمنى أن (تقد) عيني أي (تفقأ عيني).. وهنا وجم الحضور مثلما وجم الحاكم الذي عليه أن (يقد) للطماع عينيه الاثنتين.. وفزع الطماع لأنه سيصير أعمى.. ولن نكون قد ذهبنا بعيداً إذا قلنا إن الثلاثة والثمانين حزباً التي ستحاورها الحكومة هذه الأيام معظم أهلها إما (طماع أو حاسد).. واسألوا أخانا حسين خوجلي في برنامجه المسائي ليعطيكم كشفًا بالطماعين وكشفاً آخر بالحاسدين.. ونعتقد أن معظم أهل أحزاب المعارضة يؤمنون بالمثل الذي يقول (دار أبوك كان خربت شيل ليك منها شلية).. وكلهم لا يتحرج من أن يقول (علي وعلى أعدائي يا رب). صحيفة الصيحة