هطلت أمطار غزيرة في ولاية الخرطوم عصر الثلاثاء سبقتها رياح عاصفة وأتربة، وقد تفاوتت غزارة الأمطار بين مناطق الولاية المختلفة فنجدها خفيفة في بعض أحياء الخرطوم وغزيرة في شرق النيل وأمدرمان ، وقد تسبب هطول الأمطار في تعطيل حركة السير في معظم شوارع الولاية وتكدست المركبات على كباري العاصمة الخرطوم، في وقت تزامنت فيه مع عودة العمال والموظفين لمناطق سكنهم. كما إنقطع التيار الكهربائي في العديد من الأحياء السكنية. والمعروف أن هذه بداية فصل الخريف في السودان والذي يبدو وأنه يبشر بموسم جيد. من ناحية أخرى اعلنت الهيئة العامة للإرصاد الجوية أن توقعات هطول الامطار للعام الحالي تشير إلي ارتفاع النسب عن معدل العام المنصرم بما يصل إلي 45% في معظم ولايات البلاد مقارنة مع معدلات العام المنصرم ونوهت الهيئة إلي ضرورة اتخاذ الدولة للتحوطات اللازمة لتفادي ماقد يحدثه فائض هذه الامطار وماينتج عنها من سيول وفيضانات من اضرار كما دعت إلي ضرورة استفادة القائمين علي مشروع النهضة الزراعية الشاملة والمنتجين كافة من خيرات هذا الموسم بالإستفادة من ما توفر لديها من معلومات وتوقعات حول توزيع كميات الأمطار لهذا الموسم واكد البروفيسور ابراهيم احمد عمر وزير العلوم والتكنولوجيا الدور الهام للهيئة العامة للإرصاد الجوية في انجاح مشروع النهضة الزراعية عبر ماتوفره من معلومات وتوقعات حول المناخ وتقلباته مشيرا إلي المؤشرات التي يوفرها الأرصاد في هذا الإطار توثر بصورة مباشرة علي القرارات التي تتخذ في الإنتاج والإستثمار الزراعي بشقيه النباتي والحيواني وما يتخذ من تحوطات لمواجهة الكوارث الطبيعية ومكافحة الأوبئة وابان وزير العلوم والتكنولوجيا لدي مخاطبته اعمال ورشة التوقع الموسمي للأمطار التي عقدت اليوم برئاسة الهيئة العامة للإرصاد الجوية بمطار الخرطوم بحضور ممثلي الوزارات ذات الصلة بالإنتاج الزراعي والحيواني والصحة والدفاع المدني بجانب ممثلين لعدد من المنظمات والهيئات الدولية اشار إلي أنه لايمكن أن نتحدث عن النهضة الزراعية أن لم تكن هناك علوم وتقانة ومعرفة بحجم الامطار ومكانها وزمانها ومدتها ولايكون ذلك إلا عبر هذه المعلومات التي يأتي بها الإرصاد من أطراف السودان لمساعدته في اصدار القرارات الصحيحة التي تحقق نجاح الإستثمارات وتطور الإقتصاد الكلي معضدا بالقول أن النهضة الإقتصادية والاجتماعية لن تكون أن لم يكون هناك علوم وتقانة المهندس مزمل عبدالرحمن عبدالقادر المدير العام للهيئة العامة للإرصاد الجوية دعا لدي مخاطبته الجلسة الإفتتاحية للورشة لضرورة تدخل الدولة وان تولي هذا المرفق الإستراتيجي الهام عناية خاصة ودعمه بصفة عاجلة لتقوية بنياته التحتية وبناء القدرات البشرية من خلال التدريب والتاهيل وتوفير التقانات الحديثة حتي يتمكن المرفق من تجويد أدائه وفق اسس ومعايير الجودة الشاملة ولكي يحتل موقعه في منظمة مرافق الإرصاد الجوية المتقدمة علي المستوي الإقليمي والدولي واشار سيادته إلي أن الهيئة ظلت منذ تحويلها من مصلحة حكومية إلي هيئة عامة عام 96 تعتمد في تسيير اعمالها علي مواردها الذاتية ومن المساعدات الفنية الخارجية في مجال الاجهزة والمعدات وبناء القدرات البشرية من المنظمات الدولية والإقليمية وخاصة المنظمة العالمية للإرصاد الجوية عبر مشروعات العون الطوعي وعبر الدول ذات الإهتمام بمناخ ومعلومات السودان منبها الي أن هذه المساعدات أصبحت في السنوات الاخيرة شبه معدومة لمحدوديتها مما يتطلب ويستدعي تدخل الدولة ودعمها وقدم مدير الإرصاد الجوية نبذة تاريخية عن اصدار التوقعات الموسمية للأمطار منذ عام 1998 حيث تنامي مستوي المصداقية لهذا التوقع عاماً بعد عام حتي اضحي عال المصداقية لدي الدولة التي تستعين به في خطتها التنفيذية بجانب القطاع الخاص وقطاعات اخري وحتي علي مستوي المواطن العادي حيث صار يعتمد علي هذه التوقعات اعتمادا كبيرا في وضع السياسات في المجال الزراعي والصناعة والصحة والتعليم والبحث العلمي ودرء الكوارث الطبيعية والسلامة الجوية والسياحة وغيرها.