د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    وزير التربية والتعليم بالشمالية يقدم التهنئة للطالبة اسراء اول الشهادة السودانية بمنطقة تنقاسي    السجن لمتعاون مشترك في عدد من قروبات المليشيا المتمردة منها الإعلام الحربي ويأجوج ومأجوج    الدعم السريع يعلن السيطرة على النهود    المرِّيخ يَخسر (سُوء تَغذية).. الهِلال يَخسر (تَواطؤاً)!!    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اندلاع المعارك بثلاث مناطق في ولاية أعالي النيل
نشر في النيلين يوم 07 - 06 - 2014

اندلع القتال مجدداً بدولة جنوب السودان، منتهكاً اتفاقي وقف إطلاق النار اللذين وقعا في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا في يناير ومايو الماضيين، بين طرفي الصراع الحكومة والمعارضة المسلحة صباح أمس الجمعة. وبحسب مصادر استخبارية فإن معارك وقعت في ولاية أعالي النيل في أكثر من منطقة الأولى «مانيو» والثانية «ودكونة» والثالثة «غابت» بحسب صحيفة يوغندية، ولم يصرح أي من طرفي الصراع بشأن المعارك، لكن مصادر أممية أكدت وقوعها بين القوات المتحالفة مع حكومة سلفاكير وقوات رياك مشار، ولم يتضح أي من القوات المتحالفة مع حكومة الجنوب التي قامت بالمعارك، حيث يتحالف مع النظام الجيش اليوغندي وقوات متمردة سودانية، فيما يلي تفاصيل الأحداث الداخلية والدولية المرتبطة بأزمة جنوب السودان يوم أمس.
لا جديد
مع اقتراب يوم بعد غد «الاثنين» المقرر للقاء رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت مع زعيم المعارضة رياك مشار، لم يعلن اي من الجانبين وصول اية دعوة للقاء اوتأكيدات خطط او مؤشرات للقاء المزمع، فيما غادر وفد «الايقاد» فجر أمس من جوبا متجهاً الى اديس ابابا للمشاركة في الندوة التي كان من المقرر عقدها يوم الخميس الماضي واجلت الى امس الجمعة.
جوبا تنفي
نفت حكومة دولة جنوب السودان، مزاعم المعارضة بوجود خطط لاغتيال نائب الرئيس المعزول السابق رياك مشار، وان هذه المزاعم ما هي الا دعاية غير صحيحة، وقال المتحدث باسم الجيش الشعبي العقيد فيليب اقوير بانه ليس لديه اي علم بشأن طائرة تمت مصادرتها من قبل المعارضة المسلحة في يوم الثاني من يونيو الجاري متعلقة بمحاولة اغتيال مشار، وقال اقوير بان القصة مختلقة من المعارضة، وكانت المعارضة كشفت يوم امس الاول بانها اعتقلت مواطناً كينياً يدعى فيليب موغيور، كان يحمل مسدسين «كاتمة صوت» وتم توظيفه لاغتيال قادة المعارضة العسكريين في ولاية جونقلي القائد سيمون جاتكوث و الزعيم الروحي للجيش الابيض ديفيد داك كويث، وانه تم احباط المخطط بنجاح من قبل عناصر من الاستخبارات العسكرية للمعارضة، كما حمّل البيان عدداً من كبار المسؤولين الحكوميين من بينهم وزير الخارجية برنابا ماريال بنيامين، مشاركتهم المباشرة في المؤامرة، وقال بيان المعارضة انه بعد التحقيق مع القاتل المزعوم تبين ان قائمة الاغتيالات تشمل اللواء بيتر قديت، وحاكم ولاية الوحدة العسكرية اللواء جبريل، وحاكم ولاية أعالي النيل العسكري الجنرال جيمس كوانغ شول. في المقابل ردت رئاسة دولة جنوب السودان بانها ترفض هذه المزاعم جملة وتفصيلاً، وقال المتحدث الصحافي باسم الرئيس السفير اتوني ويك بان حكومته سوف تصدر بياناً يعالج هذه الادعاءات، وانه لا يوجد مخطط بهذه الصورة.
قائد أثيوبي بالجنوب
وصل ضابط رفيع من الجيش الاثيوبي، دولة جنوب السودان لبعثة قوات حفظ السلام، وقال مستشار رئيس الوزراء الاثيوبي غيتاشيو رضا انه ينبغي الانتهاء من عملية التحقق من قبل الدول الأعضاء في هيئة «ايقاد» حتى يتم نشر ثلاث كتائب.
طرد ال«11»
انتقد البرلمان الكيني، لقاء الرئيس اوهورو كينياتا بالمعارضة المسلحة بدولة جنوب السودان في القصر الرئاسي خلال الايام الماضية، بينما دعا كل من البرلمانيين النائب كين أوكوث والنائب عبد الله ديري، والنائب أغوستينو نيتو، والنائب ستيفن والسيناتور ديزي، لطرد مجموعة ال«11» المفرج عنهم في المحاولة الانقلابية بقيادة باقان اموم من الفندق «5» نجوم الذي يمكثون فيه على حساب الحكومة الكينية، وقال بيان النواب الكينيين بان باقان ومجموعته يمكثون في افخم فنادق نيروبي عقب اطلاق سراحهم، وانخرطوا في الحياة السياسية دون ان يضيفوا اي شيء لجهود السلام بين طرفي الصراع ومفاوضات اديس ابابا، وعبر نواب البرلمان الكيني عن دهشتهم بان المفاوضات تجري في اثيوبيا وليس في كينيا حيث يمكث باقان ومجموعته، منتقدين في ذات الوقت الحكومة الكينية في قيامها بالصرف البذخي من اموال ضرائب المواطن الكيني، مطالبين أمين مجلس الوزراء جوزيف أوله، المسؤول عن أجندة الأمن القومي الكيني بطرد مجموعة ال«11» وفق الإجراءات العادية او تقديم اللجوء لهم لانهم اصبحوا قوة ثالثة لا علاقة لها بالمعارضة المسلحة او حكومة سلفاكير، يذكران باقان ومجموعته يمكثون في فندق غولف آند كانتري كلوب وهو منتجع كيني «5» نجوم.
تجار سلاح
كشفت وزير الاعلام في ولاية البحيرات ماريك نانغا، بان السلطات في العاصمة رمبيك اعتقلت ما لا يقل عن «7» اشخاص يشتبه بانهم تجار سلاح، حيث تم العثور على مدافع رشاشة وعدد من مقذوفات الصواريخ مختلفة.
إطلاق نار بالرنك
أفادت الأنباء الواردة من مقاطعة الرنك شمال ولاية أعالي النيل، أن احد أفراد الجيش الشعبي قام بإطلاق النار بشكل عشوائي من بندقية رشاش قرنوف ليلة أول أمس، الأمر الذي أدى إلى إصابة الأهالي بالخوف والذعر، وأكدت مصادر متعددة أن العسكري عمد إلى إطلاق النار، إلا ان محافظ مقاطعة الرنك كور شواي قال ان إطلاق النار جاء نتيجة تردد العسكري الذي شاهد جسماً متحركاً في الليل وقام باطلاق النار على الفور، هذا وقد اكدت جميع المصادر بمن فيها المحافظ اعتقال العسكري وهو الآن قيد التحقيق بالقيادة العسكرية بالرنك.
الشرطة عاجزة
قالت شرطة جنوب السودان إنها تواجه صعوبات في مكافحة الجريمة جراء شح الموارد المالية. وأضاف نائب مفتش عام شرطة جنوب السودان الفريق اندرو كوال نيون، في تصريحات للصحفيين امس الجمعة في جوبا، إنهم لا يستطيعون إنشاء أقسام للشرطة داخل جميع الأحياء السكنية نتيجة قلة الأموال. وأضاف نيون: الحكومة لا تمتلك الأموال الكافية لبناء أقسام للشرطة في عدة أماكن، وزاد بالقول: لكننا نسعى نحو الأفضل. وأشار نائب المفتش الى أنه لا توجد منطقة داخل مدينة جوبا تفتقر لوجود الشرطة، مناشداً في الوقت نفسه سلطات ولاية الاستوائية الوسطى تسمية شوارع المدينة قبيل أعياد الاستقلال في يوليو المقبل لأن ذلك سيسهل من عمل الشرطة. واعتبر أن تلك الخطوة من شأنها مساعدة الشرطة في عمليات انقاذ الضحايا بحيث إنه إذا تم إطلاق أسماء على الشوارع سيتسنى للشرطة الوصول إلى تلك المناطق. وكان وزير الداخلية بجنوب السودان اليو ايانج اليو قد قال إنهم وقعوا مذكرة تفاهم مع وزارة الاتصالات لانشاء مراكز لطوارئ الشرطة بجوبا، لمساعدة المواطنين في الإبلاغ عن حالات الطوارئ.
خارجية الجنوب تأسف
عبرت وزارة الخارجية بدولة جنوب السودان عن أسفها لقرار استقالة نائب السفير بالامم المتحدة فرانسيس نزاريو، وكشف الناطق الرسمي لوزارة الخارجية السفير مايوين ماكول لراديو «تمازج» ان السفير قال انه لا يريد ان يعمل مع حكومة جنوب السودان -على حسب البيان الذي صدر منه- وزعم ميوين انه ربما تكون الاجراءات الادارية خلف أسباب استقالة السفير فرانسيس جورج نزاريو، رغم توضيح السفير المستقيل لأسباب استقالته والتي انتقد فيها حكومة جنوب السودان ووصفها بأنها حكومة تفتقر للحساسية تجاه معاناة الشعب واحتياجاته، مطالبا إياها بالرحيل.
الكوليرا تظهر
أعلن وزير الصحة بجنوب السودان، ظهور حالات إصابة بمرض الكوليرا في ولايتي جونقلي وأعالي النيل. وقال الدكتور رياك قاي كوك، في تصريحات صحفية بالعاصمة جوبا، إن هناك تأكيدات بظهور الكوليرا في ولايتي جونقلي شرق جنوب البلاد، وأعالي النيل في اقصى الشمال، وذلك بعد اجراء تحليلات على عينات من مرضى بالولايتين في المعمل المركزي بجوبا. ولم يذكر كوك عدد الاصابات في الولايتين. الوزير قال أيضاً إن عدد حالات الإصابة بالمرض على مستوى القطر بلغ ألفاً و«124» حالة، معظمها في العاصمة جوبا، توفي منها «27» حالة بينها «15» حالة لفظت أنفاسها الأخيرة في مستشفى جوبا التعليمي«حكومي».
تقسيمات جديدة
بعد نحو «3» سنوات من انفصال جنوب السودان عن السودان، بدأت الأصوات تتعالى مطالبة بنظام فيدرالي للحكم في دولة الجنوب، التي يحكمها دستور انتقالي يتحدث عن نظام لا مركزي، لكن الممارسة العملية تثبت أن جميع القرارات والموارد تدار من العاصمة جوبا، بحسب مراقبين. وتقول تقارير الموازنة العامة للدولة في السنوات الماضية، إن المركز يستأثر بنحو«80%» من موارد البلاد، وبقية ال«20%» من الميزانية تذهب إلى بقية الولايات العشر. مؤتمر ولايات إقليم الاستوائية، سابقاً، وهي الاستوائية الوسطى، شرق الاستوائية، غرب الاستوائية، هو أول جهة داخل جنوب السودان، طالبت بتطبيق النظام الفيدرالي، وذلك في أول اجتماع عقدوه بعد الاستقلال مباشرة، في العام 2011، وأعلن حاكم ولاية الاستوائية الوسطى، كلمنت واني، في خطاب ألقاه أمام أكثر من «3» آلاف موظف بحكومة الولاية - معظمهم من أبناء المنطقة الاستوائية، الثلاثاء الماضي، دعمه القوي للفيدرالية التي اعتبرها مطلباً غير قابل للتغيير. وكان رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، أعلن في خطاب ألقاه الأسبوع الماضي أثناء افتتاح أعمال الدورة البرلمانية الجديدة، أنه يدعم خيار الفيدرالية باعتباره مطلباً شعبياً، وليس لأنه مطلب يتعلق بأفراد، في إشارة إلى نائبه السابق رياك مشار. إبراهيم أوول نكير صحفي ومحلل سياسي جنوب سوداني، يقول إن الدعاوى المتصاعدة نابعة من أنانية مفرطة وتحركها شهوة صراع الموارد و العداء للآخر، بمعنى أنها تراجع حقيقي عن الوحدة التي أوجدها الاستفتاء على تقرير المصير، الذي جرى في يناير 2011، وصوت فيه أكثر من «98 %» لصالح الانفصال. وأضاف أن الفيدرالية التي يقصدونها تتجه مباشرة لتفكيك سلطة المركز نسبة للفشل الذريع الذي حظيت به تجربة الحكم الوطني والحزب الحاكم، فمنذ إعلان الاستقلال، لا توجد تنمية حقيقية ولا اهتمام بالولايات. في الوقت ذاته يرى بعض المراقبين أن النظام اللامركزي المتبع حالياً في الحكم قاد إلى احتقان متزايد، وأثبت فشله في تقسيم الموارد بطريقة عادلة على الأطراف والولايات، وهو ما يذهب إليه المحلل السياسي مبارك شارلس بالقول: لا أعتقد أن الفيدرالية ستقود إلى تقسيم البلاد، بل ستكون إحدى عوامل الوحدة بين المكونات مستقبلاً. وأضاف: الفيدرالية ستحدد مهام المركز تجاه الولايات أو العكس، فكل ولاية، أو إقليم فيدرالي سيكون في سباق تنافسي مع باقي الولايات في التطور والتقدم لأنها تعمل بكل أريحية دون تدخل أذرع المركز بطريقة غير مبررة. وتأتي تلك الدعوات للفيدرالية في وقت تعيش فيه البلاد منذ منتصف ديسمبر 2013، مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين للنائب السابق للرئيس، رياك مشار، الذي يتهمه الرئيس سلفاكير ميارديت بمحاولة الانقلاب عليه عسكرياً، وهو ما ينفيه الأول.
مطالبات بالحساب
المآسي التي رأتها أنجلينا قبل أن تلوذ بمخيم القوات الدولية بجنوب السودان، جعلتها تعتقد أن المصالحة الحقيقية لا يمكن التوصل إليها إلا عبر محاكمة القتلة والقصاص منهم. فى إحدى زوايا مخيم القوات الدولية في جوبا بجنوب السودان يونميس انزوت أنجلينا تحدق بعيداً، لا تحدث أحداً ولا تفضل مخالطة من حولها في المعسكر رغم تشابه ظروف المعاناة. هذه المرأة واحدة من المحتمين الذين لم يغادروا معسكر قوات الأمم المتحدة منذ لاذوا به عند انفجار أحداث ما اصطلح على تسميته بالمحاولة الانقلابية منتصف ديسمبر الماضي، على الرغم من دعوة الرئيس سلفاكير لمغادرة المعسكر عندما ظهرت بين قاطنيه حالات للإصابة بمرض الكوليرا. وتروي مأساتها قائلة أولئك الرجال قتلوا زوجي بعد أن هاجموا منزلنا، حيث أغناهم الوشم الذى يعلو وجهه عن التحقق من انتمائه، كانوا يحملون أسلحة ويبدو مظهرهم مرعباً وهم يستفسرون عن هوية كل من بالمنزل قبل أن يقتلوا أيضا ثلاثة من أقرباء زوجي أمامي. ولكن أنجلينا نجت من الموت بأعجوبة، والفضل في ذلك كما تقول للجزيرة نت يكمن في تمكنها من الحديث بلغة إثنية معينة ادعت أنها تنتمي إليها. وعند سؤالها عن مدى تقبلها لفكرة المصالحة الوطنية وتجاوز المرارات من أجل تعافى جسد الوطن، ثارت ثائرة أنجلينا وتساءلت بحدة عن أية مصالحة تتحدثون وعن أي وطن ونحن سجناء في معسكر داخل وطننا بحماية أجنبية؟.وتعتبر أنجلينا أن مثول القتلة أمام المحاكمة ومعاقبتهم شرط لتحقيق المصالحة الوطنية، وتبرر ذلك بأنهم اعتدوا علينا ونهبوا ممتلكاتنا واستولوا على منازلنا وشردونا وأفقدونا كل شيء حتى أرواح ذوينا. وهو ما يرحب به عضو الحزب الشيوعي لوشيانو باولو الذي قال إن محاكمة الجناة مهما كانت مقاماتهم يجب أن تسبق أي عملية للمصالحة، وذلك من أجل إزالة الرواسب والمرارات من النفوس. وفي حديث مع الجزيرة نت، قال باولو إن الحديث عن مصالحة دون محاكمة المجرمين يشبه عملية خياطة لجروح دون تنظيفها، وهو ما يعني أن تتفاقم حالتها حتماً. في المقابل، فإن الناطق الرسمي باسم حكومة جوبا لا يبدو متحمساً للحديث عن محاكمات، ويقول للجزيرة نت إن الأولى هو اكتمال التحقيقات أولاً فربما لا تنتهي بإدانة أحد. وأضاف مايكل مكوي أنه يفضل الانتظار لما ستوصي به لجنة تتولى بحث الأمر. والمثير أن نفس الرأي صدر عن قيادي بجماعة رياك مشار نائب الرئيس، حيث قال تنقو بيتر إن المحاكمات لن تكون حلاً ناجعاً في حالة جنوب السودان الذي مر بتجارب صعبة ولا بد من إزالة الخلافات وتجاوز المرارات من أجل تحقيق السلام. وحول التساؤلات الملحة عن كيفية إجراء المصالحة في ظل المظالم والمرارات التي ترسبت في النفوس، يعتقد تنقو أن المحاكمات ستعقد الأمور أكثر مما تحلها وأن الأجدى هو نشر ثقافة السلام والتسامح بمساهمة ضرورية من رجال الدين في البلاد. ومن جانبه، يرى المحلل السياسي إبراهيم أوول ضرورة أن تتم المصالحة الوطنية في جو صحي حتى تزول ترسبات الحرب الأخيرة بما شملته من فظائع ارتكبت على أساس الهوية بشكل لا يمكن تجاوزه أوالسكوت عليه. وقال أوول للجزيرة نت هذه مرارات لابد من معالجة أسبابها للتعافي الاجتماعي عبر المحاسبة والعقاب، لكن المحاكم الوطنية غير مؤهلة لهذا للأسف لأن القوانين معيبة وناقصة، كما أن القضاء ليس بعيداً عن الصراعات الجارية.
ملتقى السلام
كشف مدير معهد اورباب لفنون الأداء الافريقي الفنان استيفن افير اوشيلا، عن انطلاقة فعاليات ملتقى السلام بجوبا غداً الأحد الذي يشمل: «غناء- مسرح- وغيره» بمباني فرقة اورباب الغنائية، ويهدف المهرجان الغنائي بحسب الفنان الشامل استيفن اوشيلا، لاستدامة وتعزيز ثقافة السلام ونبذ القبلية والعنصرية وقبول الآخر؛ وقال اوشيلا :« شعبنا تعب من الحرب وآن الآوان لكي يرتاح ويستقر» وأضاف المرحلة المقبلة هي مرحلة كافة المبدعين والفنانين والناشطين لتشجيع المصالحة الوطنية ونبذ العنصرية، ولفت إلى أنهم قد قاموا في الفترة الماضية، والتي اعقبت الحرب المدمرة والعنيفة بين الرفاق في ديسمبر الماضي بمبادرة: «مبدعون من أجل السلام» شملت فعاليات فنية والتبرع بالدم والأموال لمساعدة المتضررين من المواجهات الدامية. والذي شاركت فيه بالغناء عدد من الفرق الغنائية، حيث طافت تلك الفرق القرى والاحياء والميادين والجامعات ووصفه بالمهرجان الناجح، وقال اوشيلا وهو خريج قصر الشباب والاطفال بالسودان الدفعة«15» كما تخرج أيضاً من أكاديمية الرقص التابعة لجامعة فونتس بمدينة تلبرخ في هولندا.
صحيفة الإنتباهة
المثنى عبد القادر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.