تراسيم.. هيا إلى الفساد !! عبد الباقي الظافر حملت لنا الزميلة الحقيقة خبراً مثيراً للاهتمام ..إذ أوردت الصحيفة في عددها ليوم أمس ..أنّ وزيرة الرعاية الاجتماعية ..قد أصدرت قراراً بإيقاف مدير الصندوق القومي للتأمينات الاجتماعية ..ريثما تنتهي التحقيقات في بعض الاتهامات المنسوبة إليه. بداية القصة أنباء رشحت إلى السطح .. صندوق التأمينات اشترى من مديره عقاراً بمبلغ مالي كبير ..ورغم أنّ الأمر مازال في مرحلة الاشتباه ..إلاَّ أن إدارة الصندوق ..وفور وصول التسريبات إلى الصحافة شرعت في حملة تأديبية ..وقامت بتكوين لجان المحاسبة والتحقيق ..واجتهدت في معرفة من ارتكب (جريمة) نشر خبر الصفقة المريبة .بل وصل الأمر إلى التفكير الجاد في سحب الثقة عن نقابة العاملين ..والتي تولّى بعض قادتها المواجهة مع المدير الموقوف. قرار وزارة الرعاية الاجتماعية ..جاء في وقته ..بل أكد على اتجاه جديد بدأت تتبناه الحكومة في مواجهة حرب الفساد ..فقد توعّد رئيس البرلمان الجديد في أول تصريح له بملاحقة المفسدين ..وبما أنّ الأقوال تحتاج أن تتبعها أفعال ..فنحن في الانتظار. تاريخ الإنقاذ القريب .يقول إنّ مواجهة المفسدين ..كانت لا تجد اهتماماً كبيراً ..فقد غضبت الحكومة يوم أن صرَّح شيخها حسن الترابي ..بأنّ نسبة الفساد في صفوف الثورة المنقذة قد بلغت بضعاً بالمائة ..بل في كثير من الأحيان كان من تحوم حولهم شبهات الفساد موضع احترام وتبجيل ..ويتمتعون بالترقيات الاستثنائية. قبيل أسابيع قليلة صرَّح القائم على إدارة الثراء الحرام بوزارة العدل قائلاً.. إنّ استمارات إبراء الذمة قابعة في الأدراج .. ومنذ عشر سنوات لا تجد من يملؤها. ..لدينا فرصة جيدة هذه الأيام ..أرى أن يوجه الرئيس المنتخب كلَّ من تحدثه نفسه بولاية أمر الناس ..أن يملأ أولاً استمارة إبراء الذمة ..وأن يحدث ذلك قبل مراسم أداء القسم ..وأن تكون الذمة المالية لكل مسؤول منثورة في الهواء الطلق ..ومن الأوفق أن يبدأ الرئيس بنفسه ..ويتبعه نوابه ومستشاروه وولاة الولايات. الجبهة الثانية في مكافحة الفساد تكمن في الخدمة المدنية ..قوانينا تحتاج إلى جراحة عاجلة ..تغلُّ يد الرؤساء والمديرين وتُفعِّل المؤسسات ..الآن وبحكم الأمر الواقع مدير أي مصلحة هو الحاكم المطلق ..كثير من المرؤوسين يرون الحال المائل لكنهم يلوذون بالصمت. الجبهة الأخيرة فى محاربة الفساد هي الصحافة الحرة ..كلما كان للصحافة مقدرة عالية للوصول إلى المعلومة ..ثم نشرها على الملأ ..كلما تردد المفسدون قبل ارتكاب المفسدة. من الضروري أن تّقر الحكومة بأنّ الحرب التى لا تحتمل التأجيل هي حرب الفساد . خاصة وأنّ واقعنا اليوم يقول بأننا في صدارة الدول الأكثر فساداً في العالم. التيار