أجندة جريئة. هيكل والحسد المهني.!! هويدا سر الختم أثارت تصريحات الأستاذ الصحفي المصري المعروف محمد حسنين هيكل أستاذ الأجيال..التي أدلى بها في برنامجه الشهير في قناة الجزيرة(مع هيكل).ردود أفعال واسعة في الصحافة السودانية..ورماه الكثيرون بتدليس الحقائق وتزييفها..غير أن قضية موت أو(اغتيال). الإمام الهادي زعيم الأنصار والتي حدثت إبان عهد مايو عام1970..لم تجد حتى الآن من يؤكد حقائقها بصورة قاطعة حتى من أسرة الإمام ذاتها..ولا تزال قضية موت الإمام الهادي تصدح في فضاء التكهنات والأقاويل غير المُسندة..غير أن الثابت في القضية والذي لم يكذب فيه الأستاذ هيكل هو توجه الإمام الهادي الى شرق السودان ووفاته هناك..والرواية الأقرب للتصديق هي تعرّض الإمام الهادي لرصاصة طائشة من أفراد الشرطة الذين لم يكونوا يعلمون حتى هوية الإمام..فاطلقت الرصاصة على الإمام الهادي ومن معه بعد أن انتابتهم حالة الفزع.. فاستقرت رصاصة أحد الجنود على ساق الإمام الهادي..وبما أن تلك المناطق في ذلك التاريخ عبارة عن صحاري ووديان لا وجود فيها لأي نوع من العناية الطبية..لم يجد الإمام الهادي العناية الطبية في الوقت المُناسب وقد يكون مات مسموماً بسبب وجود الرصاصة داخل ساقه..وفي هذه الحالة صدق الأستاذ هيكل غير أن السموم لم تكن بسبب المانجو..أو قد يكون مات من أثر النزف الحاد..إذاً تصريحات الأستاذ هيكل لم تختلف كثيراً عن الواقع غير حديثه عن المانجو المسمومة..وفي هذه الجزئية تظل إحدى الروايات الكثيرة المتداولة والتي لا نستطيع أن نطعن بها في مصداقية الرجل..أو نسف تاريخه الطويل الموثق بالمستندات..وأي مستندات فقد حارب من أجلها كثيراً حتى استطاع نقلها عبر سفينة الى خارج المياه الإقليمية لتكون شاهداً على تاريخه ناصع البياض..والصحفيون المتحفزون دوماً للهجوم على الأستاذ هيكل أنفسهم لا يعلمون أن الإمام الهادي ذهب فعلاً الى شرق السودان ومات هناك..ولكنهم يتحدثون بلغة الواثق من حديثه وكل همهم مهاجمة الأستاذ هيكل والطعن في مصداقيته..وليتهم يشبهون هيكل الصحفي شكلا ومضموناً..فلم يستطع عالم الصحافة أن يفرز صحفيين من سلالة الأستاذ محمد حسنين هيكل..قضية الإمام الهادي ستظل واحدة من عشرات القضايا التي يدمى لها الفؤاد في عهد حكومة مايو..وستظل حقيقتها غائبة..مجرد روايات يصدق فيها الأقرب إلى المنطق بروايات بعض الشهود(المشهدين).فطيلة هذه الفترة لم تستطع أسرته ذاتها أن توثق برواية قاطعة..وهنا لابد لكل من تعتدى على هذا الصحفي المناضل من الاعتذار ويكفينا ما نحن فيه من هبوط في مستوى الصحافة التي لا تشبه صحافة هيكل. التيار
