تراسيم.. للأسف.. لام غير متأكد!! عبد الباقي الظافر فى غمرة انتشائه بمرور عام على ميلاد حزبه الجديد.. تحدث الدكتور لام أكول أجاوين رئيس حزب الحركة الشعبية التغيير الديمقراطي لراديو (مرايا).. وأوضح أكول أن حزبه الجديد لم يقرر بعد إن كان سيدعم الوحدة أم الانفصال في الاستفتاء المقرر عقده بعد نحو ستة أشهر.. وأضاف زعيم حزب التغيير الديمقراطي، أنه مهتم الآن بتوطين الديمقراطية وتركيز الحريات فى جنوب السودان. السيد رئيس الجمهورية، المشير البشير، كان أكد في ختام اجتماعات مجلس شورى حزبه.. أنه سيقود الجهود من أجل فوز الوحدة.... إلا أن الأمين العام للحركة الشعبية قطع الطريق أمام أي وحدة محتملة.. وقال إن أي استثمار إضافي من الحزب الحاكم.. سيصب مباشرة في جعل خيار الانفصال جاذباً. تسريبات خرجت، تؤكد أن الحزب الحاكم.. سيولي لام أكول منصباً وزارياً.. خصماً من حصة الأحزاب الجنوبية المناهضة للحركة الشعبية.. إلا أن السؤال: علام يُكافأ الدكتور أجاوين؟.. وهل وجوده في كابينة القيادة يخدم الاستقرار والانسجام؟ المتمعن لتجربة الدكتور لام أكول السياسية.. يراها دائما تتميز بالقلق والغضب وحب الترحال.. أكول كان أكاديمياً متميزاً بجامعة الخرطوم.. وفي عز الديمقراطية؛ اختار الرحيل إلى جوف الغابة.. مقاتلاً في الحركة الشعبية. بعد نحو خمس سنوات؛ بدأ أكول يتململ.. ومن حسن حظه أن دواعي الغضب كانت متوافرة.. والقائد الراحل جون قرنق يقبض على مفاصل حركته بقبضة حديدية.. ولا يرى الثوار إلا ما يرى.. ويجد لام من يناصره في التمرد على حركة التمرد.. ويصنع ورفيقه دكتور مشار حركة استقلال جنوب السودان. الدكتوران، مع عصبة من قادة الحركة الغاضبين.. يجبرون حكومة الخرطوم على إقرار حق تقرير المصير لجنوب السودان. وقبل أن تتم مراسم توقيع اتفاق الخرطوم للسلام عام 1997.. كان لام أكول قد انشق على رفاقه، واضطرت الخرطوم أن توقع معه اتفاقاً منفصلاً. ماتت اتفاقية الخرطوم للسلام.. وذهب قادتها بين قتيل وغريق وهارب.. ولكن الوزير لام يقرر أن ينضم إلى حزب الحكومة، ويصبح عضواً في المكتب القيادي للحزب الحاكم. بعد وقفة استجمام قصيرة في حزب العدالة.. يعود لام إلى الغابة.. وينضم إلى الحركة الشعبية في الوقت بدل الضائع.. والظروف تخدمه ويرحل قائد الحركة الشعبية.. وتَجُبُّ له الحركة ما تقدم من ذنب.. ويصبح أول جنوبي يتولى وزارة الخارجية في السودان. ولكن لام يعود إلى قلقه.. وتتهمه الحركة الشعبية بالخروج عن مسارها الدبلوماسى.. وتبعده عن المنصب السيادي.. ويرد القائد لام بعنف، ويكوِّن نسخة أخرى للحركة الشعبية.. ميَّزها بالتغيير الديمقراطي. على ضوء هذه المعطيات.. ربما الأفضل أن يكون لام أكول في دكة البدلاء.. إن كانت الحكومة تبحث عن جهاز تنفيذي منسجم. التيار