الأستاذ/عبدالرازق محمد يحيى [email protected] و أنا صغير كنت أحسب أن الدكتوراة لا تتعدي حكيم المستشفى و لكنها بدت اليوم ممنوحة بشكل يجعل غير حملته هم الإستثاء و ليس العكس .... اللهم لا حسد و شماتة! دخلت كل المهن في جبة الدكتوراة فجلسة ساعة واحدة أمام التلفاز تتنقل بين قنواته أو انت تقلب صحيفة ما تجعلك تلتقط الدال و النقطة أكثر من مائة مرة فالصحفي و الفنان و العازف و الممثل و الخضرجي و العسكر كلهم نالوا درجة الدكتوراة في كل المجالات دون أن نلمس رُقيٍّا يوازي الطرح الصحفي و التعاطي الفني عزفا و تغني و لا تمثيلا ينتشلك من واقعك المرير إلى رحاب عقلية الدكتوراة فتظل متعلقا بالحنين إلى ود أبوقبورة وود نفاش وعمك تنقو و الكاشف الذين استحقوا درجات ما فوق الدكتوراة منحتهم إياها التجارب الحياتية و شهدت لهم أعمالهم بإستحقاقها قد يغيب عنصر المقارنة لتباين مجالات الدكتوراة ولكن ينبغي أن يجمع بينها المهنية العلمية المتعمقة و تنعكس سلوكا عمليا في حاملها بالدرجة التي تميزه من الآخر لأنه بات جليا أن من يحمل درجة الدكتوراة لا يحملها إلا بعد أن يكون قد سبر غور موضوع رسالته بشكل كبير تابعت برنامجا وثائقيا لعالم نال درجة الدكتوراة في حياة السلاحف البحرية و قد امضي ثلاثة أعوام قضاها سابحا بينها و دارسا لكل أنماط سلوكها في الحركة و السكون و آخران تابعا حياة صقر منذ تزاوجهما و إحتضان البيض مرورا بتناوب الزوجين على الإحتضان و الصيد حتى فقس فرخاهما و حلقا في السماء بعد أمد هذا كله و الدارسان يتابعان بالصورة و التدوين حياة الصقرين لفترة قاربت الستة أشهر. السؤال هو كم تستغرق عملية منح الدكتوراة في جامعات السودان و ماهية المعايير المتبعة في ذلك؟ ( تُرتب الجامعات بمعايير الميزانية المالية – الهيئة الأكاديمية – المكتبات – السمعة – نسبة الطلاب للمدرسين – مجالات و تأثيرات البحث – جودة السكن – المواكبة – عالمية الجامعة.... الخ) بل إن درجة الدكتوراة الممنوحة في الجامعات السودانية أصبحت في محل شك كبير بين التزوير .. البيع و الأساليب الفاسدة و لا أدل على ذلك من ضبط عدد 36 درجة جامعية مزورة بالأردن من جامعات سودانية و دولة خليجية رفضت الإعتراف إلا بجامعتين سودانيتين و حدث و لا حرج. حتى لا نعمم و لا نبخس الناس أشياءهم نقول إن هناك من استحق هذه الدرجة الرفيعة و لكنهم القلة نسبيا أيام كانت جامعة الخرطوم السادسة في الترتيب العالمي للجامعات و اليوم تحتل ذات الجامعة المركز 6213 بعد جامعة مقديشو بالصومال التي تقدمت عليها ب 63 مركزا! إن لم نتدارك الأمر سريعا فسوف يترهل و إن شئتم يتضخم السودان من حملة الدكتوراة لدرجة أن نسمع حوارا مثل:- د عائشة:- يا دكتورة فاطمة عليكي الله أديني مصفاية الشاي أصفي بيهو د فاطمة:- و الله يا دكتورة عاشة بالغتي حبة كده إنتي ما تعملي ليكي مصفى جادين:- يا دكتورة فاطمة الوزير قال ليكي داير 3 شاي سكر تقيل د فاطمة:- حاضر يا جادين عقبال ما نقول ليك دكتور في المراسلات من للجامعات السودانية و الكل استنبت قرونا للتناطح السياسي الذي لم نجني منه غير التردي؟