كلام الناس شماعات العاجزين نور الدين مدني *أذكر أنه عقب إعدام شهيد الفكر الراحل المقيم الأستاذ محمود محمد طه وبدء إنحسار نشاط الجمهوريين بدأت حملة شعواء ضدهم وضد أفكارهم، وقتها كنت سكرتير تحرير جريدة (الصحافة) ورفضت نشر بعض هذا الهجوم لأن الطرف الآخر لم يعد بإستطاعته الدفاع عن طرحه في ذات المساحة. *تساءلت وقتها مع من كانوا يعترضون على موقفي هذا.. أين كنتم عندما كان الجمهوريون والجمهوريات يحملون كتبهم في الشوارع وفي الأماكن العامة يبشرون بأفكارهم ويقارعون الآخرين بالحجة والمنطق. *هذا الإسلوب في التعامل مع الأحداث والمواقف يتكرر بشكل أو بآخر مع غياب الحجة والمنطق أو عدم إتاحة الفرصة للآخرين للدفاع عن أنفسهم، وهو للأسف اسلوب تبريري عاجز عن مواجهة المعضلة فيلجأ للتستر خلف أسباب ومبررات لا يقتنع بها حتى من يروجها. *في فترات سابقة كانت الشماعة الجاهزة للاخفاق الإستعمار والشماعة الجاهزة لأي تآمر الحزب الشيوعي، وفي هذه الأيام ظهرت شماعات أخرى أشهرها شماعة إسرائيل التى أصبحت متهمة بأنها ضالعة في تفاقم أزمة سوق المواسير في الفاشر. *في القضايا الداخلية إنتقلت الشماعة من الحزب الشيوعي إلى الحزب الشعبي وتجمع جوبا فأصبحنا نسمع ونقرأ تصريحات لمسئولين نافذين في حزب المؤتمر الوطني يرجعون تفاقم هذه الأزمة أو تلك إلى تجمع جوبا بدلاً من البحث عن الأسباب الحقيقية لهذه الأزمة ووضع الحلول لها. *لا يهمنا من الذي يقف وراء أزمة سوق المواسير في الفاشر المؤتمر الوطني أم الشعبي أم إسرائيل كما لا يهمنا من الذي وراء أزمة النقد الأجنبي أو المعضلة العلانية بقدر ما يهمنا معرفة أسباب هذه الأزمة ومعالجتها بدلاً من إلقاء المزيد من الحطب على نيرانها حتى تفلت من أيدينا وتتدول كما تدولت كثير من قضايانا الداخلية من قبل.. *ليس المهم هو البحث عن شماعة نعلق عليها الفشل في حل هذه الأزمة أو تلك وإنما الأهم هو مواجهة أسباب هذه الأزمة ومحاصرتها قبل أن تستفحل على حساب الوطن والمواطنين. السوداني