وجد فريق دولي من علماء البيولوجيا خاصية غريبة أخرى عند نبتة {بلاديرورت}. فهي تتسم بجينوم فاعل على نحو لافت. المزيد من Popular Science. {بلاديرورت} زهرة غريبة بقدر اسمها، فهي تنمو في المياه الضحلة ولكن لا جذور حقيقية لها، بل إنها تحمل أكياساً هوائية صغيرة ومتضخمة تبقيها تحت الماء. في أي وقت يمر فيه حيوان مائي صغير بالقرب من أحد تلك الأكياس، يتوسع الكيس الهوائي ويفتح فمه ثم يمتص الحيوان ويهضمه. الأمر أشبه بخليط من صائد ذباب ومكنسة كهربائية في آن. تملك كائنات حية كثيرة نسبة كبيرة من الأحماض النووية غير الموجودة في الجينات، ويمكن تعريفها على أنها أجزاء الحمض النووي التي تحتوي على رمز لتصنيع البروتينات. لكن لا يحمل 98% من الحمض النووي البشري رمزاً للبروتينات. في ما يخص نبتة {بلاديرورت}، تكون الأرقام معكوسة تقريباً. لا يحتوي 3% من الحمض النووي في تلك النبتة على رمز للبروتينات أو المواد الجينية التي تسيطر على الجينات المسؤولة عن تصنيع البروتينات. ترميز ظهرت هذه النتائج المرتبطة بزهرة {بلاديرورت} في الوقت الذي يتابع فيه العلماء جدلهم حول أهمية ترميز الحمض النووي غير البروتيني. في السنة الماضية، اختبر مشروع علمي أميركي كبير بعنوان {الترميز} معظم ترميز الحمض النووي البشري غير البروتيني. لا يزال علماء البيولوجيا يتجادلون حول نتائج ذلك المشروع. هل ترميز الحمض النووي غير البروتيني مهم للصحة البشرية أم لا؟ لا يمكن أن تجيب تلك الزهرة المائية الغريبة على هذا النوع من الأسئلة. لكن يشير جينوم زهرة {بلاديرورت} إلى أن بعض الكائنات على الأقل يعيش مع نسبة ضئيلة من ترميز الحمض النووي غير البروتيني. تشمل زهرة {بلاديرورت} عدداً موازياً من الجينات البروتينية مثل النباتات الأخرى، مع أن معظم النباتات المغايرة تملك نسبة أكبر من ترميز الحمض النووي غير البروتيني. في ظل وجود 28500 جينة، تحتوي زهرة {بلاديرورت} على جينات أكثر من نباتات البابايا وكروم العنب وزهرة الخردل الصغيرة التي تحمل اسم {أرابيدوبسيس ثاليانا} (لكن تبقى تلك الجينات أقل من العدد الموجود في الطماطم). الأهم من ذلك أن زهرة {بلاديرورت} تقوم بالعمليات النباتية العادية، بما في ذلك التركيب الضوئي وتفتّح الأزهار والتكاثر، فضلاً عن عملية التهام الحشرات الآنف ذكرها. بما أن بعض النباتات تحتوي على نسبة كبيرة من ترميز الحمض النووي غير البروتيني بينما تتسم أنواع أخرى بجينوم فاعل أشبه بجينوم زهرة {بلاديرورت}، افترض معدو الدراسة أن بعض الأجناس يميل إلى تدمير الحمض النووي غير الأساسي على عكس أجناس أخرى. كتب الباحثون في دراسة نشروها عن نتائجهم أنهم لا يحبذون الإبقاء على الحمض النووي غير الأساسي ولا تدميره. إنها عملية محايدة تساعد على تعزيز تنوع حجم الجينوم في النباتات. لا يعني ذلك أن الحيوانات ستبلي حسناً إذا تخلصت من ترميز الحمض النووي غير البروتيني. في النباتات، ثمة عملية جينية شائعة أخرى قد تساعد تلك التي تميل إلى التخلص من ترميز حمضها النووي غير البروتيني. يشمل بعض النباتات نسخاً عدة من خارطتها الجينية الكاملة (في عدد من النباتات، يساهم ذلك في إنتاج ثمار كبيرة جداً)، ما قد يحمي أجزاء الجينوم الأساسية من التحولات القاتلة. نسخت زهرة {بلاديرورت} في مسار تطورها جينومها ثلاث مرات على الأقل بحسب نتيجة الدراسة.