حديث المدينة تغيير اسم (السودان)....!! عثمان ميرغني حتى هذه اللحظة، لم يتضح الاسم الذي سيختاره الجنوبيون لوطنهم الجديد.. الذي سيتأسس بعد الانفصال في بداية العام القادم.. طبعاً لأنهم لن يستمروا في استخدام عبارة (جنوب السودان) فهذه مفردة جزئية.. لكن على العموم تلك مشكلة أهلنا في الجنوب.. لماذا لا ننتهز نحن الفرصة في الشمال فنتخلص من اسم (السودان).. أيضاً.. كلمة (السودان) لم تكن اسماً لوطن.. استنبطها العرب من لون السكان الذين يقطنون في مساحة جغرافية شاسعة في أفريقيا جنوب الصحراء تمتد من المحيط الأطلنطي غرباً وحتى البحر الأحمر شرقاً.. و تعني جمع (أسود).. دلالة على لون بشرتنا.. ولم تكن كلمة السودان إطلاقاً عبر التاريخ تعني اسم أي دولة نشأت في هذه الرقعة الجغرافية التي نعيش فيها.. في المنطقة الجغرافية التي نحوز عليها بحكم الحدود السياسية الحالية كانت تعيش ممالك تاريخية شهد لها الكون بالرقي.. كانت هناك مملكة كوش.. ومروي.. ومملكة نبتة.. وعلوة.. وسنار.. ومملكة الفور.. الآن الفرصة التاريخية بين أيدينا أن ننتهر الفرصة ونتخلص من اسم (السودان) ونستعيد أحد الأسماء التاريخية القديمة لممالكنا العتية.. أو إن شئنا اخترنا اسماً يلائم عصرنا الحديث ويستوعب الهوية المميزة لنا. تغيير أسماء الدول ليس عيباً.. هناك الكثير من الدول في عصرنا الحديث التي غيرت أسماءها لتلائم ظرفها وعصرها.. ساحل العاج مثلا تحولت إلى كوت ديفوار.. سيلان تحولت إلى سريلانكا.. بلاد فارس تحولت إلى إيران.. داهومي تحولت إلى جمهورية بنين.. جمهورية فولتا العليا تحولت إلى بوركينافاسو.. سيام تحولت إلى تايلاند.. روديسيا الشمالية تحولت إلى زامبيا.. على سبيل المثال لا الحصر.. هذه فرصة تاريخية لن تتكرر.. طالما أن (شمال السودان) سيصبح دولة جديدة.. بخريطة جديدة.. فلماذا نحافظ على الاسم الذي يصف لون بشرتنا دون أن يشير إلى أي سمة تميزنا أو هوية نسطع بها بين الأمم؟.. الأجدر أن تعلن الدولة عن لجنة قومية.. أعرف أنكم ستقولون بكل ضجر (تاني لجنة!!). فما أكثر لجان بلدنا التي كاد بسببها يصبح بلداً (ملجّن).. لكن هذه اللجنة علمية وستعكف على دراسة المقترحات التي يتقدم بها المتخصصون وعامة السودانيين.. ثم يطرح الاسم الذي تتوصل إليه في استفتاء شعبي (قبل استفتاء تقرير مصير الجنوب).. الاسم الجديد لن يكلفنا كثيراً من الأموال كما يتوقع البعض.. لأن تغيير جواز السفر والبطاقة وبعض المطبوعات الرسمية والعملة.. مقدور عليه.. إذ يمكن التخلص منها بصورة تدريجية خلال فترة معقولة من الزمن.. ففي كل الأحوال هذه الوثائق الثبوتية والعملة أصلاً لها عمر افتراضي.. وتحتاج إلى التجديد.. حينها تصدر بالاسم الجديد.. ربما الخسارة الفادحة الوحيدة أن المرحوم حسن خليفة العطبراوي سيفقد صلاحية أغنيته الشهيرة.. (أنا سوداني أنا..) بالله عليكم دعونا نبحث عن اسم دولة جديد.. طالما أننا في كل الأحوال سنصبح دولة جديدة بعد انفصال الجنوب.. التيار