مناظير زهير السراج [email protected] بالروح بالدم ... !! * عندما هبط ادم وحواء الى الأرض، ولدت حواء قابيل وأخته إقليما، ثم ولدت هابيل وأخته ليوثا، وكبر الإخوة معا. كان هابيل رقيقا كزنابق الحقل وكان قابيل قاسيا كشوك الجبال. وكانت إقليما شقيقة قابيل اكثر جمالا من ليوثا شقيقة هابيل. كان المفروض أن يتزوج هابيل من إقليما ويتزوج قابيل من ليوثا، إلا ان قابيل أصر على الزواج من شقيقته ليوثا. * افهمه آدم أن أخته لا تحل له، ولكنه رفض أن يتزحزح عن موقفه، فقال ادم لابنيه ليقرب كل منكما قربانا الى الله ومن يتقبل الله منه قربانه كان على الحق. جاء هابيل يحمل اسمن كباشه ووضعه على الجبل وصلى لله تعالى ان يتقبل، وجاء قابيل بقمح لم ينضج بعد وقدم قربانه ومضى. * وقف الشقيقان بعيدا وهبطت من السماء نار أكلت قربان هابيل إشارة الي القبول فسجد هابيل وحمد الله وصرخ قابيل وقال لاخيه لاقتلنك، فرد عليه هابيل ان الله يتقبل من المتقين، فأخذ قابيل يتمتم سأقتلك. رد هابيل \"لئن بسطت الي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لاقتلك ....انى اخاف الله رب العالمين ... انى اريد ان تبوء بإثمى وإثمك فتكون من اصحاب النار وذلك جزاء الظالمين \" * انصرف هابيل مع زوجته إقليما .. وتزوجا وعاشا أياما وقد ظهرت عليها إعراض الحمل وفي نفس الوقت كانت نفس قابيل طوعت له قتل أخيه. استلقى هابيل على الأرض بعد عمل يوم شاق واستغرق فى النعاس. انحدرت الشمس نحو الغرب، وكانت السباع قد اكلت لحم حمار ميت فاكلت النسور ماتبقى منه وشربت الأرض دمه وبقى فكه العظمى ملقى على الأرض. * حمل قابيل أول سلاح في الأرض ومضى يبحث عن شقيقه وعندما وجده هوى عليه بالفك العظمى وفى الضربة الخامسة سكنت حركته فجلس واجما أمام جثمانه لا يعرف ماذا يفعل به !! * كان للغربان قوانينهم الخاصة فحين يعتدى غراب على اخر يقتص منه، وكان هنالك غراب حكم عليه بالقتل ونفذ فيه الحكم، وكلف أحد الغربان بدفنه وبينما هو فى طريقه لتنفيذ المهمة جاءه أحد الملائكة الكرام بالامر الالهى: (ايها الغراب .. أن الله تبارك وتعالى يبعثك لترى ابن ادم كيف يوارى سوأة اخيه). * هبط الغراب امام قابيل، ووضع الغراب الميت ثم حفر الارض بمخالبه ومنقاره، وعندما دفنه وطار فى الهواء، سمع قابيل يبكى ويقول: \" يا ويلتا اعجزت ان اكون مثل الغراب فأوارى سوأة اخى\"، وكانت صرخة تحترق بالندم. * أكان نادما لانه جهل كيف يدفن اخيه، أم لانه قتله بغير حق؟. ويجيب الغراب فى القصة المؤثرة التى يحكيها الاستاذ احمد بهجت فى كتابه الرائع ( قصص الحيوان فى القرآن) : لا اعرف، ولكننى اعرف ان االدم لن يتوقف بين البشر !!