تراسيم.. زيتنا في غزة!! عبد الباقي الظافر. قرر السودان أن يواجه إسرائيل في عرض البحر.. وسترسل بلادنا أسطولاً بحرياً حمولته مليونيْ دولار لكسر الحصار على غزة.. القائمون على أمر القافلة؛ وإمعاناً في التميُّز، اختاروا اسم السودان عنواناً لأسطولنا.. إسرائيل التي نبحث عنها في تخوم غزة.. كانت قد نفذّت طلعة جوية غادرة على شرق السودان.. وقتلت أنفساً سودانية غالية.. ولم تخطرنا حكومتنا.. حتى لممارسة الحيطة والحذر.. إلا بعد مضي شهرين كاملين. ليست غزة وحدها التي سيصلها الكرم السوداني.. بينما كان أطباء السودان يدخلون في إضراب..احتجاجاً على ضآلة المرتبات.. وتعتذر لهم الحكومة بحجة ضيق ذات اليد.. كانت ذات الحكومة تتبرع لدولة أفريقيا الوسطى بدعم صحي وافر. في القضارف ارتفعت أسعار الذرة.. بعد أن أقدمت حكومتنا على شراء غذاء فقراء السودان.. وقدمته هديةً إكرامية إلى شعب إثيوبيا الشقيق.. أما تشاد فقد وصلتها المكرمة الرئاسية.. وابتدرت الحكومة السودانية مشروع إضاءة خمسة عشرة بلدة تشادية.. وبعض من أهل السودان وعلى بعد ثلاثين ميلاً من القصر الجمهوري.. لا يطلبون الكهرباء الغالية.. بل ماء الشرب النظيف. بعض الأحيان أشفق على ولاة أمورنا.. وأحسبهم لا يرون واقعنا جيداً.. آخر إحصائية دولية.. أفادت أن مليونيْ مواطن سوداني تأثروا بالحرب في دارفور.. وفقدوا المأوى وأصبحوا في عداد النازحين.. وأن الجوع قد ضرب ما يقارب المليوني مواطن في جنوب السودان.. ومليون آخر في الانتظار. وددت أن ألتمس من القائمين على أمر قافلة السودان.. أن يغيروا وجهتها.. ونقسِّمها بين الجوعى والنازحين من أهل بلدي. إسرائيل، وقبل أن نمخر عباب البحر.. توعدتنا بالويل والثبور.. ووضعتنا في قائمة أعلاها إيران وأدناها لبنان.. وقالت إنها لن تسمح لنا بسلامة الوصول إلى مرافىء غزة.. وغزة المحاصرة تحتاج إلى دعم حقيقي.. أكثر من فرقعة إعلامية.. وفي تقديري أن هذه العملية قد تريق دماً سودانياً في قلب المياه الدولية.. على ضوء كل هذه المعطيات.. فمن الأوفق أن نغيرمسار سفينة السودان.. وندخل غزة من أبواب رفح.. المصريون فعلوا ذلك من قبلنا.. ووصلوا سالمين داعمين إلى غزة. ليست المشكلة في أن نصدِّر الإغاثة وبعض شعبنا في حاجة ماسة إلى الغوث.. المشكلة لو صدق العالم أننا أصبحنا دولة مترفة.. وأدار ظهره لبلادنا.. هنا سنكون كمن أخفى المحافير يوم وفاة أبيه. التيار