الجوس بالكلمات مؤامرات متبادلة محمد كامل في مكاشفة بين لجنة الشئون الافريقية بالكونغرس الامريكي والسيد فاقان اموم الامين العام للحركة الشعبية الشريك الثاني الموقع على اتفاقية السلام الشامل ، في تلك المكاشفة الخطيرة ذكر اموم ان شركاءهم في المؤتمر الوطني يدعمون ويسلحون بعض المليشيات المسلحة في جنوب السودان لعرقلة عملية الاستفتاء على تقرير المصير ، وأضاف أموم ان الرئيس سلفاكير - على حد تعبيره - ارسل مبعوثاً الى الرئيس البشير للإحتجاج على دعمه للمليشيات الجنوبية - على حد قوله - واتهم فاقان شركاءه في السلطة بتسليح المليشيات وذكر انهم يحتفظون بأدلة دامغة تعزز ما ذهبوا اليه ، ورداً على سؤال من السناتور دونالد باين رئيس لجنة افريقيا في الكونغرس الامريكي عن الهدف من تقسيم وزارة النفط الى ثلاثة وزارات تشمل النفط والكهرباء والمعادن قال فاقان اموم ان شركاءهم قرروا ذلك لانهم علموا ان النفط سيخرج من ايديهم بعد الاستفتاء ويريدون تغطية الخسائر بالاعتماد على الكهرباء وما تدره من اموال واحتفظوا بوزارة التعدين للتنقيب عن المعادن فى شرق السودان، وتصفية مواطنيه - على حد قوله - والضمير هنا يعود الى مواطني شرق السودان وليس الجنوبيين . واذا أضفنا هذه الاتهامات التي يرددها قادة الحركة الشعبية الى الاتهامات التي يطلقها قياديون في المؤتمر الوطني حول نوايا الحركة الشعبية تجاه وحدة السودان وإضمارها وتبييتها خططاً تهدف لإخراج عملية الاستفتاء بصورة لا تعبر عن رأي مواطني جنوب السودان وإعتماد هذه الخطط على الدفع والدعم من القوى الدولية الخارجية كالولاياتالمتحدة والاتحاد الاوربي وغيرها ، اذا قارنا بين ذلك كله فإن الحقيقة المرة التي نخرج بها هي ان شركاء سلام نيفاشا يعملون سوياً - كل على حدة - من اجل تفتيت وتقسيم السودان الوطن الواحد وانهما حتماً سيجعلان من عملية الاستفتاء وترسيم الحدود سبباً رئيسياً لجلب التدخل الاجنبي في شئون السودان وجلب المزيد من القوات الدولية لتدنس تراب هذا الوطن العزيز . لقد مل الشعب السوداني مسرحية الشريكين اللذين يخفيان وراء جلوسهما مع بعضهما البعض وتبسمهما في وجوه بعض ، يخفيان مؤامرات خطيرة تجاه مستقبل الاوضاع في السودان ، مؤامرات ظلا يتبادلانها منذ توقيعهما على اتفاقية السلام الشامل في نيفاشا عام 2005 . إن الشعب السوداني يعلم تماماً ان الحركة الشعبية التي قال امينها العام انهم استطاعوا تحويل الجيش الشعبي الى جيش نظامي انما يتحدث عن مقومات الدولة الجديدة التي يجري تأسيسها على قدم وساق بإشراف الولاياتالمتحدةالامريكية ، كما ان اهل السودان يعلمون جيداً ما يطبخه شركاء نيفاشا ضد بعضهما البعض دون مراعاة لمصلحة البلاد العليا وتقدير احتياجات الظرف الراهن الملحة وهي احتياجات استراتيجية تحدد مستقبل السودان ومستقبل اجياله وآمالهم في الامن والاستقرار والتقدم نحو مصاف الامم المتقدمة ، ان المؤامرة الدولية لتقسيم السودان تمضي الى غاياتها بدعم من شركاء السلطة الحاليين والذين كنا نظنهم أمناء على تراب البلد فإذا هم يلعبون بالنار ويعرضون مستقبل السودان أمام المحافل والمناضد الدولية للبت فيه من هناك . الصحافة