نمريات نساء من أجل دارفور.. إخلاص نمر ٭ دارفور البلد الجريح الذي ترتفع مؤشر أوجاعه يومياً يتشتت بين الحركات المسلحة وطاولات المفاوضات التي لم تراوح مكانها، ولم تمنح دارفور تحقيقاً لوعد جرى على لسان هذا التيار او ذاك. وظلت دارفور منذ بداية «الشرارة» وحتى هذا اليوم تحكي في كل يوم وجعاً من «نوع» جديد وجرحاً ينزف بغزارة لم تفلح «مشارط وإبر» المجتمعين في الدوحة من ايقافه..! ٭ دارفور مشكلة السودان التي لم تجد نصيبها من الحل «بكثافة وسرعة عالية» وظلت تتفاقم في كل يوم وتقدم ضحاياها رجالات واطفالا ونساء يتقلبن في جحيم وعذاب لم يفلت يوم منه فهي هناك ارملة وثكلى ويتيمة ووحيدة فقدت العائلة بأسرها وظلت حبيسة المعسكرات تعيش على لقمة واهنة وأمن ينقصه الكمال وماء لا يروي الظمأ وعطش السنوات.. أفقدتها الحرب الاستقرار المعيشي والعاطفي والصحي والنفسي والتعليمي فكانت الضحية في وجه النار المشتعلة تتشظى بسهامها يومياً فتبيت كل مساء على فقد جديد... ٭ المرأة في دارفور تزورها «الكوابيس» نهاراً وعينها مفتوحة تشاهد كل افلام «الرعب» والخيال على ارض الواقع تسمع رصاصة هنا وأنين جرح غائر هناك وحشرجات آخر يموت قريباً منها فتخر صريعة وجعها النفسي قبل ان يكمل الآخر «شهادته». ٭ نساء دارفور جَسَد السودان الملئ بالطعنات والمواجع والعذاب والنزف كما الخريف المتتالي مطره.. الايام في دارهن «المترحلة» من هنا الى هناك يتيمة وتشبه بعضها بعضاً لا تغشاها فرحة العرس ولا ولادة الطفل ولا هنيهة من الجمال المشرق مع بدايات الصباح الجديد.. فهي التي تقضي يومها في المعسكرات بعد ان فقدت معنى وطعم ونكهة البيت الدائم.. ٭ النازحات داخل المعسكرات يتعطشن لدارفور الاولى بوابة السودان الغربية وارضه الحبلى بالخيرات.. بلد المحمل والمجمل والعسل والدهب والوجه الاصيل لذلك يجتهدن في تعزيز السلام وينشرن ثقافة السلام وسط المجتمع النسائي المحلي والدولي يبدأ دارفوريا لينتشر افريقيا ويتعداه عالميا لتعرف كل نساء العالم ان المرأة الدارفورية تنشد امناً واطمئناناً يبدأ في داخل النفس اولاً ليصبح كساء كل القلوب بعد ذلك في كل شبر داخل دارفور الجريحة.. ٭ امرأة دارفور الآن ليست امرأة «عادية» يبدأ يومها بفجر ساحر وكوب شاي ساخن وافطار على مائدة ثابتة و«نومة ضحوية» وغداء اشتهته نفسها نهار البارحة فوجدته اليوم على طبقها انها ومع اشراقة الصباح تتجرع هماً ل «لقمة» ضائعة قد تكون هي الاولى والاخيرة ان وجدتها داخل معسكرها الذي تتشابه اللقمة فيه كما الايام . ٭ قلوبنا مع اخواتنا الدارفوريات وهن يمتن في اليوم ألف مرة يقاومن الوجع والعذاب ومر الليالي وسهرها القاتل يضعن دستور العمل من اجل المشاركة في المنتديات الاقليمية والدولية المتعلقة بالسلام في دارفور ويسعين لكسب صداقات نساء افريقيات وعالميات من اجل دارفور جديدة، تغتسل من الحرب بالرحيق والثلج. مرحباً منبر نساء من أجل دارفور ومرحباً بانجازٍ واهدافٍ من اجل سلامٍ مستدام.. ٭٭ همسة: لعينيك اسرجتها خيلي... ومددتها حبال الوصل.. لعينيك كتبت قصيدتي الاولى... ومهرتها بعربون محبتي.. ومن اجل عينيك غادرت منفاي... يا سيدة المدائن.. الصحافة