[email protected] انتقد الصحفى الهندى عزالدين موخرا قيادات الموتمر الوطنى الذين يمسكون ملف الجنوب فى مستويات العليا فى الحزب ، واكد بشكل قاطع فى نقده ان الاستراتجية الموتمر الوطنى فى الجنوب قد فشل تماما و انه ان الاوان لوضع حدا لذلك العبث السياسى( فى نظره) .. و ان يذهب هولاء القادة و الساسة و يستقيلوا من مناصبهم لافساحة الطريق امام الاخرين . جاء هذا اثر حوار اجراه الامين العام لحركة الشعبية السيد فاقان اموم مع صحيفة شرق الاوسط ، حيث اكد السيد فاقان على انه لا توجد قطرة امل فى وحدة السودان. وقع ذلك التصريح كالصاعقة فى اوساط السياسية و الصحفية و الاعلامية فى السودان و دار جدل عنيف فى اتجاهات مختلفة فى الشمال و على اهمية وضع روية سياسية مرنة تنظم علاقة بين الشمال و الجنوب. و بغض النظرة ان شكل تلك العلاقة التى تدعو اليها بعض الساسة الشمالين الا ان حقيقة الماثلة و المعروفة سلفا لدى الجنوب تجاه الشمال هو ان الشمال لم يفهم حتى الان طبيعة العلاقات السياسية و تركيب الاثنى و المجتمعى فى الجنوب السودان و اثرها فى رسم العلاقات و التعامل بين الجنوب و الشمال ودوما يلجا منظرو الاستراتجية الشمال تجاه الجنوب الى نظرة مغايرة لواقع معاش فى الجنوب يركزون دوما على عنصر القبيلة و ضرورة العمل على تفكيك ترابط القبلى بين مكونات القبيلية فى الاقليم الجنوبى وتغليب و تنصنيف القيادات السياسية فى جنوب السودان على اساس اصوله و انتمائه القبلى الضيقة دون احاط ببعض عناصر الفاعلة ( مثل وضعه التنظيمى) ان الاعتماد على هذة الاستراتجية حرم الموتمر الوطنى من ادراك بواقع الجديد فى جنوب السودان بعد الاتفاقية السلام الشامل . اعتمد الوطنى نفس ادوات و اساليب التى استخدمها فى الحرب اثناء السلام من الداخل و الذى فشل و لم يحقق الهدف المرجو دون اجراء تعديلا طفيفا عليها . ان مواطنين جنوب السودان قد ارتقوا الى مراتب اعلى فى علاقاتهم و تعاملاتهم اليومية فيما بينهم فى مسائل الانتماءات الضيقة و كثير منهم قد جاوزوا نظرة الانتماء القبلى بجانب الحرب ان الطويل والتى استمرت لمدة واحد و العشرين قد وحدت وجدان الجنوبى حيث اختلط كل مكونات الثقافية و القبلية فى نضال مسلح بهدف مشترك . صحيحة انه منذ تكوين حكومة الانتقالية فى الجنوب كانت المشاورات تتم احيانا على مستوى مجتمعات بهدف تحقيق تمثيل و توازن الاثنى و الجغرافى فى الحكومة وهذا كان ينطلق فى اطار روية سياسية ذات ابعاد مشترك بمعنى ان مشاورات عادة تتم فى اطار بنية ادارية و تنظمية فى بوما ، فيام و حتى على ولاية ومستوى القومى . هذا ليس تكريسا وتعزيزا لقبلية و انما من اجل تحقيق العدالة و المساواة فى الفرص . ان هذا الحراك المجتمعى تتسم بخط سياسى مرسوم و يرتبط باهداف العامة و المعلومة لدى الاوساط الاجتماعية والساسية الامر الذى يضع اطارا متفق عليه و يعمل على تقوية النسيج الاجتماعى و الساسيى . ان هذا التوجه الجديد فى علاقات المجتعية فى جنوب السودان لم يدركه منظرو ووضعو الاستراتجية فى الشمال و فشلوا تماما فى المام بابسط مقومات نظام الجديد السائد فى الجنوب بل اعتمدو اعلى تصنيف القبائل و خلق صراعات فيما بينهم ، دعم و مساندة قوات الجيش الرب ، دعم قيادات المنشق و كل ذلك بهدف تعرية الحركة الشعبية وتصويرها كفاشلة امام ادارة امور الاقليم. وكان منظرو الاستراتجية ياملون فى تحقيق نجاحات باهرة فى هذا المجال الا ان نتائج كانت عكسية تماما و ان مردودها كان صفرا وسامت هذه الاستراتجية فى تعليب و تكوين راى عام لدى مواطنين جنوب السودان و تم تصوير القضية فى اطار الوجودية بدلا من اطار العام الذى كان ممكن ان يسلكها مجريات لو عمل الوطنى باخلاص و نفذ ما عليه من التزامات من نصوص الاتفاقية السلام الشامل . ان مستوى الذى وصل جنوب السودان اليه اليوم كان بسؤ و تماطل و عدم الجدية الوطنى فى تحقيق الوحدة الجازبة حيث ضياع وقته و امواله فى اهداف الذى لايخدم البلد سؤا ان كان فى الجنوب او الشمال مما نتج عنه تضاءل الفرص وانحسار تيار الوحدويين امام الانقصاليين فبدل العمل بالوحدة الجازبة اتجه الجنوب الى خيار اخر ومصطلح اخرا الانفصال الجازب جوار الاخوى . مبيط رينق مبيط / جوبا