(كلام عابر) لسة فاكر ؟ عبدالله علقم [email protected] استنكر قبل أيام الأستاذ حاتم السر، الناطق الرسمي باسم التجمع الوطني الديمقراطي (المعارض) تجاهل الحكومة السودانية المتعمد، كما وصفه،لاتفاقية القاهرة التي وقعها مولانا السيد محمد عثمان الميرغني والسيد علي عثمان محمد طه بحضور الرئيسين حسني مبارك وعمر البشير منذ خمس سنوات، وقال إن الاتفاقية قد نصت على التحول الديمقراطي واستحقاقاته ومستلزماته من رفع المظالم وحرية الصحافة وحرية العمل النقابي ورفع حالة الطواريء وتحويل جهاز الأمن إلى جهاز قومي غير منحاز حزبيا ودراسة أوضاع المفصولين لأسباب سياسية وتعديل القوانين التي تتعارض مع الحريات، وغير ذلك، ونصت الاتفاقية كذلك على تشجيع الكوادر المهاجرة للعودة للوطن وتعضيد الوحدة الوطنية. وقال الأستاذ حاتم إن نفض الحكومة أياديها من اتفاقية القاهرة دون بقية الاتفاقيات يجعل التجمع أمام تحد كبير ويحتم عليه التحرك السريع لوضع الأمور في نصابها الصحيح ،وأكد إن التجمع سيعمل في إطار جديد وأنه صمام أمان للوحدة. الأخ الأستاذ حاتم السر، الناطق الرسمي أيضا باسم الحزب الاتحادي الديموقراطي ومرشحه في انتخابات رئاسة الجمهورية، رجل جدير بالاحترام في جميع الأزمنة، لكنه ما زال رغم الفيضانات التي اندفعت مياهها تحت الجسور يذكر اتفاقية القاهرة والتجمع والكل يعلم أن اتفاقية القاهرة وقعت في ظروف استثنائية لم يكن فيها خيارات كثيرة متاحة أمام مولانا السيد محمد عثمان الميرغني مما جعل منها اتفاقية ديكورية لتكملة زينة اتفاقية نيفاشا منذ لحظة توقيعها. نيفاشا نفسها رغم كل ما أتيح لها من ضمانات وضامنين واصدقاء وداعمين ومستشارين وما صحبها من زخم عالمي كانت وما تزال عرضة للشد والجذب واختلاف التفاسير مما عوق تنفيذ بعض بنودها أو تنفيذ هذه البنود برؤى أحادية. فما دام هذا هو حال نيفاشا (صاحبة الجلد والراس) فكيف يكون حال اتفاقية القاهرة؟ إبان الحرب العالمية الثانية قام تعاون مرحلي بين الحلفاء والاتحاد السوفيتي ضد العدو المشترك آنذاك ألمانيا النازية. ويذكر ونستون تشرشل في مذكراته إنه طلب إلي الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين أن يسمح ببعض الحريات الدينية للبابا والكنيسة في الاتحاد السوفيتي. ساله ستالين : كم دبابة لدى البابا؟ وفهم تشرشل الرسالة ولم يتطرق لذلك الموضوع مرة أخرى في اجتماعاته مع ستالين. أما التجمع الوطني الديموقراطي نفسه فقد نشأ في ظروف استثنائية هي الأخرى لم يكن فيها الحد الأدنى من القواسم المشتركة الجامعة بين الحلفاء ورغم ذلك استطاعت الحركة الشعبية أن تكون اكبر المستفيدين من التجمع الذي أتاح لها استخدام أغطية ووجوه لم توفرها لها البندقية. وعلى العموم لن تعدم العبقرية السودانية من إيجاد صيغ وأساليب أخرى تتجاوز القاهرة ونيفاشا والتجمع وتتفاعل مع طبيعة المراحل والمتغيرات.