عبدالرازق محمد يحيى محمد [email protected] من منا لم يرقص طربا حتى و لو بالبنان و هو يستمع إلى زولي الكلمة التي إختزلت كل معاني التحنان و العاطفة الملتهبة في أربعة أحرف و تحتفظ بخصوصيتها العربية لفظا و الإفريقية إيقاعا و معنى ثم أبت زولي إلا أن تصور في رسم بهي الطبيعة بالمفردة الغرباوية البسيطة العميقة في آن معا .. ما أجمل أن نشبه كلامنا بنغم البلوم المفعم بالحنين و الترجيع و التغني للمحبوب غناء يمتزج فيه الشجو بالبوح اللطيف النابع من عاطفة لا تعرف إلا أن تعانق الطبيعة و بدا أن البلوم ينشد و ريحة الدعاش تملأ الآفاق .. هذا الدعاش و ما يتضمنه من معان صادقة دافئة يستعيرها الفتى الحساس لتكون تحية سلام إلى زوله الغالي الرقيق و يبقى هذا الزول العزيز غير مصرح به أو قل غير مصرح بها لأنك لا تدري أيهما المُخاطِب و إيهما المُخاطَب و هذا الجهل جميل يفسده الكشف .. هذا الزول آمن في مخيلة الذي يتعاطى الأغنية و في هذا الستر و التورِّي من الأدب ما يحفظ للمحب أو المحبوب غلاوته .. هذا الزول لزمته الخضرة صفة و معنى و ما أغنى ما تحمله الخضرة من معاني الجمال و العطاء المطلق .. العطاء الذي هو الحياة ثم تعجز كل أدوات الإفصاح عن التعبير لمجرد شوفة زولي و يصاب بالخدر الذي هو تعطل و شلل يصيب الأداة الكلامية عندما تزدحم المعاني المتلقاة من الحبيب لتستحيل كل الجوارح أدوات تلقي لتستوعب المعنى الشلالي الدفاق و لا ينتهي المشهد إلا بالأداء الخفيف اللطيف العفوي الذي يؤدي به عمر إحساس هذه الأغنية .. تحس بل تلمس اللهفة و الإندفاعية اللطيفة إستجابة لزولي و هو في الحالة الإنجذابية المتوقدة بالعاطفة الجياشة لا تفارق الإبتسامة محياه .. تراه خفيفا رشيقا يؤدي مستعيرا جناحين لما أثقلت حركته نحو المحبوب الأقدامُ لكن عمر لم تستغرقه زولي على جمالها .. الأغنية التي كانت لتكفيه لو لم يتغنى إلا بها ... فما الحبيبة في وطن لا نبادله وفاء بوفاء و حبا بحب؟ لا أعني الوطن الضيق لكنه الوطن الماعون نعم قد جعل عمر إحساس دارفور مطار الإقلاع لطائرة فنه المزودة بوقود حب الوطن ..لكنه طوف ينثر حبه للدينكا الشلك و النوير و الزاندي في الجنوب ثم البني عامر و الهدندوة و البجا في الشرق و المحس و الرباطاب الجعلية و الشايقية و الدناقلة في الشمال و لان سماوات و أحلام عمر إحساس لا أسقف لها أخذ يحلق مع الطيور التي لا تعرف لها خرطة و لا في إيدها جواز سفر .. حمل السودان كلمة و لحنا و جعل يفتح نوافذ للاخر لرؤية هذا القلب الإفريقي فوقف عمر إحساس بسمرته شامخا كسودانه .. وقف في مسارح أوربا و أميركا و آسيا ينسكب شلالا و فيضا من المعاني و القيم المستوحاة من وطن إسمه السودان و لكنها الأيام .. تصيب سيوف الفتنة أمه دارفور بجراح غائرات ما لها عدد .. فيلبي عمر نداءات أمه المرة وراء المرة .. فيضمد جرحا هنا و يمسح جرحا هناك .. ووفاء لهذه الأم التي أرضعته قيما .. فضيلة و فنا و فطمته على الوفاء و العرفان .. توشحت دارفور بأربعين أغنية غازلت أطفالا و مجدت رجالا و افتخرت بنساء .. لله درك يا إحساس و زادك قدرة على العطاء أوبريت دارفور الأستاذ عبدالرازق محمد يحيى وليد دارفور ارفع راسك أبقى شديد تنزل مطرة تكبر شجرة تحصد خيرك تحيا سعيد **************** وليد دارفور فيك الخير أبدا ما تقول ما حأقدر الله أكبر الله معاك نحنا معاك **************** أوقد نارك امسح لوحك أكتب وجه جديد من بيت لبيت تمشي سعيد تقول:- عندنا شرافة شرافة نبينا نبينا محمد أومين أومين حبوبة بتطلع تدعو تبارك تشيل الريكة فيها الويكة تدينا دخن تدينا دقيق تمسح راسنا بالله يبارك فيك أومين أومين ******************* بني دارفور يا مريومة قشي دموعك فيك الخير أبدا ما تقولي ما بنقدر الله أكبر الله معاك نحنا معاك ******************* دربك نور زرعك خضر يا مريومة سيبي الليلة باكر أحلى كتير ************************* ودي عيالك للمساجد ودي عيالك للمدارس ودي عيالك للمزارع ودي عيالك للمصانع نبني تاني ما إدمر نرجع تاني زي الأول نسجد نركع في أمان نمشي نعمل في سلام نفرح نلعب في وئام ************************** رجال دارفور لمن تضرب الطلقة بتحصد شفعنا الرضع الأمل الأخضر كفاية خلاص ختو الحربة أرمو الطلقة الله بيرضى ************************** رجال دارفور فيكم خير أبدا ما تقولوا ما بنقدر الله أكبر الله معاك نحنا معاك ***************************** شوفو الزرع الخضر شوفو الفول النور شوفو القندول الميل شوفو الوجه الأسمر يلا نرجع نبني تاني ما إدمر نرجع تاني زي الأول نبني خلوة نبني حلة نبني فريق نبني مسجد نبني مصنع نبني طريق نحفر بيرا نسقي حقلا نحصد زرعا في ضرانا قدحنا بيطلع للغاشي للماشي مويتنا بتروي العطشان دربنا بجيب الضهبان كل الناس تغنينا قدح الضيفان نفزع نفزع للودر تعال يا غاشم أقلعنا لو تقدر تعال يا ظالم فرقنا لو تقدر اقلع لو تقلع جبل مرة الفاشر دار اندوكة كتم ودهجام نيالا قريضة تلس ضعين و برام كرينك كاس كتم كبكابية سرف عمرة عد الفرسان رهيد البردي بيضة طويلة زالنجي أم كداده كبم المالحة طور ******************************** يلا نقول للحرب جلاء بدل الطلقة نجيب دواء صوت البندق يبقى غناء كفانا خراب كفانا عداء كفانا نمد إيدينا ...عطاء ********************************** على الأعداء نحن أسود للمحتاج نحن نجود للسلام نحن بنود للأوطان نحن شهود بدل الحرب جودية في الراكوبة في القطية تملا صدورنا حسن النية نحنا برانا عقدنا الراي نحل و نربط ألف قضية نحنا برانا عقدنا الراي و لن نرجع للحرب أبدا كلية يلا نشد الحيل يلا نشيل الشيل مريومة تزغرد آدم يرفع بيرق أبيض فيهو أسود فيهو أحمر فيهو أخضر إيد في إيد نرمي بعيد ********************************* يا حكومة قولي سلام يا معارض قول سلام يا قبيلة قولي سلام يا سوداني قول سلام يلا نقول سلام سلام إيد في إيد نقول سلام